قمم السعودية رسائل حزم مضمونة الوصول لإيران

الرياض تسعى لتوحيد الموقف العربي حيال التهديدات الإيرانية لأمن الخليج والأمن القومي العربي مع استمرار طهران ووكلائها في تنفيذ أنشطة إجرامية وتخريبية لزعزعة استقرار المنطقة.

السعودية تريد أن تبعث القمتان برسالة قوية لإيران
السعودية والإمارات حثتا واشنطن على تحجيم طهران
القمتان تعقبان هجمات على محطتين لضخ النفط وناقلات
إيران تتوعد بالرد على أي هجوم اقتصادي وعسكري

مكة (السعودية) - تسعى السعودية لتوحيد الصف العربي والخليجي في مواجهة التهديدات الإيرانية من خلال استضافتها ثلاث قمم عربية وخليجية وإسلامية تعتبر مفصلية في توقيتها ومضامينها من حيث أنها تشكل رسالة واضحة لطهران التي باتت أنشطتها تشكل خطرا جديا على الأمن العربي والخليجي وأيضا على مصالح الأميركية في المنطقة.

واستعدت السعودية اليوم الخميس لعقد قمتين عربيتين طارئتين بهدف إرسال رسالة قوية لإيران بشأن أمن المنطقة بعد هجمات على ناقلات ومحطات لضخ النفط هذا الشهر فيما قال مسؤولان أميركيان إن سرعة التحرك العسكري الأميركي ساهم في ردع طهران.

وتقود السعودية والإمارات جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة وقد أكدتا رغم التهديدات والأنشطة التخريبية الإيرانية إنهما تريدان تجنب حرب مع إيران بعد ضربات بطائرات مسيرة استهدفت محطتي ضخ نفطيتين في المملكة وهجوم تخريبي استهدف ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات.

واتهمت السعودية إيران بإصدار الأمر بشن الضربات بالطائرات المسيرة والتي أعلنت جماعة الحوثي المتحالفة مع طهران المسؤولية عنها.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اليوم الخميس إن أدلة تؤكد وقوف إيران وراء الهجوم على ناقلات النفط ستقدم إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل. وتنفي طهران أي دور لها في الأمر.

وقال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف خلال اجتماع مع نظرائه في جدة قبل القمتين إنه يجب التصدي للهجمات "بكل قوة وحزم".

وكتب الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق في مقال رأي نشره الموقع الالكتروني لقناة العربية "من المرجح أن يناقش زعماء القمة أفضل السبل لتجنب الحرب ومن جانبه يعتزم الملك سلمان (العاهل السعودي) الدفاع عن المصالح السعودية والعربية وسط التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران".

وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران وأعادت فرض العقوبات عليها وعززت وجودها العسكري في الخليج.

مساع سعودية اماراتية لتحصين الأمن القومي العربي والخليجي في ظل استمرار إيران في انتهاكاتها وخروقاتها الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة

وقال بولتون إن ألغاما بحرية "من شبه المؤكد أنها من إيران" استخدمت لمهاجمة الناقلات. ووصف الهجوم الذي وقع بالقرب من مركز إماراتي لتزويد السفن بالوقود بأنه مرتبط بالهجوم على محطتي الضخ الواقعتين على خط أنابيب شرق-غرب في السعودية وكلتاهما مسار بديل عن مضيق هرمز لنقل النفط، كما أنه مرتبط بهجوم صاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد.

ورفض مسؤول إيراني تصريحات بولتون ووصفها بأنها "زعم هزلي". وقالت الجمهورية الإسلامية إنها ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان عسكري أو اقتصادي.

وقال بولتون ومبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك للصحفيين اليوم الخميس إن إعادة نشر القوات العسكرية الأميركية في المنطقة نجح في ردع إيران.

وقال بولتون في لندن إنه إذا هاجمت إيران أو أي من أتباعها في المنطقة المصالح الأميركية فسيكون ذلك خطأ كبيرا، فيما قال هوك خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن الولايات المتحدة سترد بالقوة العسكرية إذا حدث ذلك.

والأسبوع الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر 900 جندي إضافي في الشرق الأوسط ومددت إقامة 600 جندي آخرين وذلك بعد قيامها بتسريع عملية نشر مجموعة حاملة طائرات هجومية وإرسال قاذفات قنابل وصواريخ باتريوت إضافية إلى المنطقة.

وخلال زيارة بولتون لأبوظبي، قام المسؤولون بتفعيل اتفاقية للتعاون الدفاعي تم توقيعها هذا العام بين الولايات المتحدة والإمارات التي تستضيف قاعدة جوية أميركية.

ولدى دول الخليج قوة دفاع مشتركة في إطار مجلس التعاون الخليجي، لكن ذلك التحالف الذي أنشئ منذ 39 عاما تصدع جراء خلاف دفع السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر لفرض مقاطعة سياسية واقتصادية على قطر منذ منتصف عام 2017.

ودعا العاهل السعودي الملك سلمان أمير قطر الذي تستضيف بلاده أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، لحضور قمتي مكة. وقالت قطر إن رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني سيحضر، ليصبح أكبر مسؤول قطري يزور المملكة منذ بدء الأزمة.

وقال العراق وسلطنة عمان إنهما يعملان على خفض حدة التوتر. وتربط البلدان علاقات جيدة بطهران وواشنطن. وعرضت الدوحة، التي تتقاسم حقل غاز عملاق مع إيران، تقديم العون.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة للعراق هذا الشهر إن بلاده تريد علاقات متوازنة مع دول الجوار في الخليج وإنها اقترحت توقيع اتفاقية عدم اعتداء معها.

وقالت إحدى الصحف الكبرى بالإمارات في مقال افتتاحي، إن العرض "غريب". وجاء في المقال الافتتاحي الذي نشر بالصفحة الأولى من صحيفة 'جلف نيوز' اليومية "لا يا سيد ظريف. لن ينطلي علينا أسلوب الجار اللطيف هذا".