قوات الانتقالي تحسم المعارك في أبين وتطهر عدن من الاخوان

قوات الحزام الأمني تحكم سيطرتها على المدن الرئيسية في محافظة أبين دافعة قوات الشرعية ومسلحي حزب الإصلاح بعيدا عن عدن فيما باشرت عملية تطهير المدينة الساحلية من ميليشيا الإخوان.

هادي يعترف بهزيمة قواته ومسلحي حزب الاصلاح
مجلس الأمن الدولي يدعو لضبط النفس وحل الخلافات بالحوار
 بومبيو ناقش مع الأمير خالد دور الرياض في إنهاء القتال بعدن
وحدات عسكرية للشرعية وحزب الإصلاح تحاول عبثا الإيهام بتحقيق انتصارات
المجلس الانتقالي: انتصارات الحكومة في عدن كانت فقط عبر تغريدات على تويتر

عدن - تمكنت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الخميس من إحكام سيطرتها على المدن الرئيسية في محافظة أبين (شرق عدن) ومنها زنجبار وجعار وخنفر وباتيس، فيما باشرت عملية تطهير لخلايا الاخوان والجماعات المسلحة في محافظتي عدن ولحج.

وشهدت المحافظتان اشتباكات محدودة حين حاولت وحدات عسكرية تابعة للشرعية وخلايا حزب الإصلاح افتعال مواجهات للإيهام بأن قوات الشرعية تسيطر على عدن.  

ونجحت قوات المجلس الانتقالي في دفع قوات الشرعية ومسلحي حزب الإصلاح بعيدا عن عدن إلى مسافات امتدت من منطقة العلم (12 كيلومتر شرقي عدن) وصولا إلى مدينة زنجبار التي انسحبت منها قوات الشرعية باتجاه محافظة شبوة. وعززت قوات الانتقالي الجنوبي في الوقت ذاته مواقعها في المدينة الساحلية الجنوبية بعد أن أجبرت قوات الشرعية ومسلحي الإصلاح على التراجع بعيدا.

ونقلت وكالة أنباء سبأ التي تديرها الحكومة اليمنية عن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قوله اليوم الخميس إن القوات الحكومية انسحبت من عدن، مبررا الانسحاب بـ"تجنب دمار المدينة"، فيما يأتي تصريح هادي تأكيدا لما أعلنه المجلس الانتقالي من إلحاق الهزيمة بقوات الشرعية ومسلحي حزب الإصلاح ودحرهم خارج المحافظة الساحلية.

وأفاد المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الخميس بأن بعض قواته المتمركزة على أطراف مدينة الحديدة الساحلية، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، عادت إلى عدن للمشاركة في المعركة أمام قوات الشرعية.

وجاء في بيان للمجلس أن أحد ألوية العمالقة التابعة له وصلت إلى عدن قادمة من الحديدة للمشاركة في القتال ضد مسلحي حزب الإصلاح وقوات الشرعية.

وأكدت مصادر محلية اليوم الخميس وصول تعزيزات وصفت بالهائلة قادمة من محافظتي لحج والضالع إلى عدن لتعزيز قوات المجلس الانتقالي.

كما انضمت قوات اللواء الثالث دعم وإسناد بقيادة نبيل المشوشي إلى ساحة العمليات بعد وصولها مباشرة إلى المدينة الساحلية الجنوبية لدعم قوات المجلس الانتقالي قادمة من جبهة الساحل الغربي حيث كانت تساند قوات ألوية العمالقة.

وقال هاني بن بريك نائب رئيس المجلس في تسجيل مصور نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيه مع عشرات من المقاتلين خارج مبنى مطار عدن "بنموت ونعيش على تراب هذه الأرض وندافع عنها حتى الموت واللي يظن إن القيادة الجنوبية اندحرت ولا هربت.. نحن هنا".

وقطعت صور حديثة ظهر فيها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ونائبه هاني بن بريك وهما يتجولان في شوارع عدن، الطريق على حملات تضليل إعلامي ادعت إمساك قوات الشرعية ومسلحي الإصلاح بزمام الأمور في المحافظة.

وجاءت هذه التطورات بعد إعلان قيادة قوات الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية عن انتهاء العمليات العسكرية في عدن ولحج والقضاء على أعمال الفوضى، يتواصل العمل على تطهير محافظة أبين من التنظيمات الإرهابية وفرض النظام والقانون.

وذكر مسؤول يمني أن السعودية والإمارات أجرتا اتصالات بكلا الجانبين في محاولة لنزع فتيل الصراع، لكن المزيد من القوات شوهدت وهي تصل إلى عدن ومحافظات شبوة ولحج وأبين في الجنوب.

وقال جابر اللمكي مدير المركز الوطني للإعلام في الإمارات "التحالف لا يزال ملتزما بدعم الإصلاحات في الحكومة الشرعية والتصدي للفساد وتشجيع مشاركة جميع الفصائل اليمنية في الحكومة لضمان تمثيل جميع اليمنيين في مستقبل البلاد".

وتتوقع مصادر سياسية أن تشهد الساعات القادمة تدخلا من التحالف العربي للتهدئة ووقف المواجهات العسكرية وحث جميع الأطراف على الانخراط في حوار جاد وحقيقي تستضيفه مدينة جدّة السعودية لتجاوز الخلافات.

وفيما اتهمت الحكومة اليمنية في بيان لها، طيران دولة الإمارات العامل ضمن التحالف العربي بقصف مواقع وأرتال للجيش اليمني في منطقة 'دوفس' الواقعة بين عدن وزنجبار (مركز محافظة ابين) كانت في طريقها للعلم على مشارف عدن، نفى المجلس الانتقالي نفيا قاطعا صحّة ذلك مشككا في رواية الحكومة اليمنية وقال إنها تستهدف التغطية على فشلها العسكري في اجتياح عدن.

ونفى نزار هيثم الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن اليوم الخميس أن يكون الطيران الإماراتي قد استهدف قوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

وأوضح أن "الطيران التابع للتحالف استهدف "قوات إرهابية أتت من خارج الجنوب وانضوت تحت مظلة الشرعية ولم يستهدف قوات الجيش أو المدنيين كما تدعي الحكومة التي تحاول التحريض على الإمارات".

وأشار أيضا إلى أن ما تروج له الحكومة اليمنية من انتصارات في عدن هي "انتصارات زائفة"، مجددا تأكيده على أن من يمسك بزمام الأمور ميدانيا هي قوات المجلس الانتقالي.

وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي "انتصارات الحكومة في عدن كانت فقط عبر تغريدات على تويتر، مجرد خديعة كبرى، فهي حكومة لا تؤتمن"، موضحا أن قوات المجلس أفشلت كل التحركات "الإرهابية". كما أكد أن "عدن آمنة والآن ستكون المعركة الكبرى لاستكمال تحرير الجنوب".

وجدد نزار هيثم تأكيده على أن المجلس الانتقالي التزم بالدعوات السابقة لوقف إطلاق النار التي صدرت عن السعودية، متمها الحكومة اليمنية بعدم الالتزام.

وقال في تدوينة على صفحته بفايسبوك "التزمنا بالذهاب للحوار كطرف وحيد والطرف الأخر تعنت عن الحضور ورفض الجلوس مع قيادة المجلس وأجج الوضع إعلاميا وعبر دعم مطلق من مليشيات إرهابية أتت من مدينة مأرب"، في إشارة إلى قوات الجيش الوطني.

وأكد أن على الحكومة أن توضح للتحالف مدى التزامها بالأهداف المعلنة التي جاءت على أساسها وهي مواجهة ميليشيا الحوثي.

وأثار اجتياح قوات الشرعية ومسلحي حزب الإصلاح لعدن ومحاولة السيطرة عليها في ذروة انشغال قوات المجلس الانتقالي بمحاربة ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية، ردود فعل دولية كان أبرزها ما صدر اليوم عن مجلس الأمن الدولي حول التطورات الأخيرة في جنوب اليمن.

وعبر المجلس الأمن عن قلقه من تصاعد العنف والخسائر الأخيرة في الأرواح والإصابات في عدن ومختلف المناطق التي تشهد توترا في اليمن.

ودعا "جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بضمان حماية المدنيين"، مشيرا في بيان إلى القلق الدولي "إزاء التطورات الأخيرة في جنوب اليمن، بما في ذلك المحاولة العنيفة للاستيلاء على مؤسسات الدولة". 

وداعا أيضا جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والحفاظ على وحدة أراضي اليمن، مرحبا في الوقت ذاته بالجهود التي تبذلها السعودية لعقد حوار في جدة لانهاء الأزمة.

وصدر بيان مجلس الأمن الدولي الذي شدد على مبدأ الحوار في وقف المواجهات بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، على اثر اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في واشنطن يوم الأربعاء.

وقالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن اللقاء تمحور حول الملف اليمني، مؤكدة أن الولايات المتحدة تدعم قرار التفاوض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مثنية على الوساطة السعودية لحل النزاع.