قوات النظام تدخل سراقب بعد معارك دامية

جنود الجيش السوري ومقاتلو حزب الله يعودون الى المدينة الاستراتيجية بعد ثلاثة ايام من سقوطها بيد الفصائل المدعومة من تركيا وعلى رأسها هيئة تحرير الشام.

بيروت - دخلت قوات النظام السوري بدعم روسي مجدداً مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غرب سوريا، بعد معارك عنيفة ضد الفصائل المقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والاعلام الرسمي السوري الإثنين.
وكانت الفصائل وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، استولت الخميس على المدينة التي تشكل نقطة التقاء لطريقين دوليين استراتيجيين بالنسبة إلى دمشق، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات النظام عليها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن "قوات النظام تمكنت وبدعم جوي روسي من استعادة السيطرة على سراقب بشكل كامل، وتعمل حالياً على تمشيط أحيائها".
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها أنّ وحدات الجيش دخلت المدينة "بعد معارك عنيفة ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي وتعمل على تمشيط" أحيائها.
وأقر ناجي مصطفى، الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، ائتلاف فصائل معارضة تدعمه تركيا، بأن "قوات (الرئيس بشار) الأسد قامت بشنّ هجوم عنيف على سراقب" متحدثاً عن "اشتباكات عنيفة جداً داخل المدينة".
وجاء تقدّم قوات النظام، بحسب المرصد، غداة استقدامها وحلفائها خصوصاً حزب الله اللبناني تعزيزات عسكرية إلى المدينة التي تدور في محيطها معارك عنيفة بين هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة بدعم من المدفعية التركية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى بدعم من غارات تشنها روسيا.
وأحصى المرصد مقتل 23 عنصراً من الفصائل المقاتلة على محاور سراقب ليلاً.

مقتل 23 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا على محاور سراقب خلال الليل

وتشارك قوات إيرانية ومجموعات موالية لها بينها حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام في إدلب ومحيطها. وتسبّب قصف تركي بمقتل عشرة عناصر من حزب الله قرب سراقب، وفق المرصد.
وتدور المعارك في إدلب على وقع تصعيد كبير بين تركيا وقوات النظام، ازدادت حدّته الأسبوع الماضي بعد مقتل 33 جندياً تركياً الخميس في ضربات جوية نسبتها أنقرة إلى دمشق.
وردّت أنقرة باستهداف مواقع قوات النظام عبر طائرات من دون طيار أو القصف المدفعي، ما تسبّب منذ الجمعة بمقتل 93 عنصراً من قوات النظام، وفق المرصد.
وأسقطت القوات التركية الأحد طائرتين حربيتين سوريتين في إدلب، حيث بدأت هجوماً أطلقت عليه اسم "درع الربيع"، فيما أعلنت دمشق إغلاق مجالها الجوي في شمال غرب البلاد وهددت بإسقاط أي طائرة تخرق أجواء إدلب.
وتتعرض مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة أخرى في إدلب ومحيطها منذ كانون الأول/ديسمبر لهجوم واسع تشنّه قوات النظام بدعم روسي، مكّنها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى.
ويتوجّه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس إلى روسيا لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تتناول التصعيد في إدلب.
يأتي ذلك في وقت شهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو تدهورا في الأسابيع الأخيرة على خلفية الوضع في سوريا.

تركيا تتراجع ميدانيا
تركيا تتراجع ميدانيا

وأعلنت تركيا الأحد البدء بعملية عسكرية ضد النظام السوري في منطقة إدلب، حيث أسقطت طائرتين حربيتين سوريتين وقتلت 19 عسكرياً سورياً.
ويشنّ النظام منذ كانون الأول/ديسمبر بدعم جوي روسي عملية دامية لاستعادة محافظة إدلب، المعقل الأخير لمجموعات معارضة وجهادية.
وطلب إردوغان السبت من بوتين "الابتعاد من طريق" تركيا في سوريا، مؤكداً أن النظام السوري "سيدفع ثمن هجماته".
وذكرت وكالة تاس للأنباء الاثنين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن روسيا لا تخطط للدخول في حرب مع أحد لكنها ترغب في إثناء دول أخرى عن الدخول في صراع مع موسكو.
وتزامن نشر التصريحات مع تزايد التوتر في منطقة إدلب بسوريا حيث تدعم روسيا قوات الحكومة السورية في مواجهة تركيا.
ويثير التصعيد في إدلب مخاوف المجتمع الدولي في ظلّ تدهور الوضع الإنساني فيها. ونزح نحو مليون شخص من المحافظة المحاذية لتركيا منذ بدء عملية النظام في كانون الأول/ديسمبر، في حركة نزوح غير مسبوقة منذ بدء النزاع في عام 2011 والذي أودى حتى الآن بحياة 380 ألف شخص.