قوات الوفاق تلوح بالتراجع عن اتفاق وقف النار في ليبيا

إعلان قوات الوفاق تحفظها على سير اجتماع اللجنة العسكرية في سرت وتحذيرها من إمكانية فشل الهدنة يعرقل الجهود الدولية الحثيثة لإنهاء سنوات من الفوضى بالأراضي الليبية.
قوات الوفاق ترفض المشاركة في اجتماع اللجنة العسكرية بسرت

طرابلس - بينما عبرت المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا عن تفاؤلها في إحراز تقدم في كل من محادثات اللجنة العسكرية بسرت وفي الحوار الليبي السياسي الجاري منذ الاثنين الماضي بتونس، لوحت قوات حكومة الوفاق بالتراجع عن اتفاق وقف النار، في أحدث خطوة من شأنها أن تعرقل الجهود الأممية الحثيثة لإنهاء الأزمة الليبية.

وفي هذا السياق حذرت قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس من إمكانية فشل وقف دائم لإطلاق النار، معربة عن تحفظها على سير اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في سرت.

وأوضح العقيد محمد قنونو المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحافي الخميس، "نلفت انتباه البعثة الأممية إلى أن ما يحدث حتى الآن في لقاءات اللجنة العسكرية، لا يصب في اتجاه وقف دائم لإطلاق النار".

وحول التحفظ على اجتماع اللجنة بسرت علق قنونو قائلا: "التحركات العسكرية في محيط سرت إلى الجفرة لا توحي بنية إخلاء المنطقة من الميليشيات المسلحة والبعثة لا تجهل ذلك، كما لا يمكن اعتبار ما جرى في سرت بالخطوة للأمام، بل هي خطوة في الهواء إن لم نقل للخلف".

وتابع "إن لم يصحح الوضع فنخشى قول أن المفاوضات قد لا تؤتي أكلها، لا نريد تكون هذه الممارسات سبباً في إفشال مسار الحوار السلمي، ولا نقبل التفاوض تحت حرب المرتزقة ودفاعاتهم الجوية".

كما أبدى المتحدث العسكري استغرابه حول أسباب هبوط طائرة وفد حكومة الوفاق العسكري خارج سرت، قائلا "لماذا تنزل طائرة وفدنا العسكري على بعد 170 كلم شرقي سرت رغم وجود مطارين بمدينة سرت حاضنة اللقاء؟".

ولم تعلق بعثة الأمم المتحدة على موقف قوات حكومة الوفاق حتى الآن.

وشنّ قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في أبريل/نيسان 2019 هجوماً للسيطرة على طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق التي استعادت السيطرة على غرب ليبيا بالكامل إثر معارك انتهت مطلع يونيو/حزيران الماضي بانسحاب قوات حفتر باتجاه مدينة سرت.

وعلى الإثر نجحت الجهود الدبلوماسية في وقف الأعمال العسكرية، وتوج ذلك بتوقيع اللجنة العسكرية الليبية (5+5) في جنيف برعاية أممية نهاية الشهر الماضي، اتفاقا دائماً لوقف إطلاق النار.

أعقب ذلك توصل وفدا اللجنة العسكرية (5+5) في اجتماع غدامس بليبيا الأسبوع الماضي إلى توافق على كامل بنود تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، من بينها تشكيل لجنة للإشراف على خروج القوات الأجنبية من البلاد. كما تم اختيار مدينة سرت مقرا للجنة (5+5).

وتتداخل في ليبيا قوات أجنبية تركية وروسية ومرتزقة، حيث أرسلت أنقرة أكثر من 18 ألف مقاتلا من سوريا إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة اختيار سرت لعقد الجلسة السادسة من محادثات اللجنة في الفترة بين 10 و13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لاستكمال آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

هذا وانطلقت في تونس منتصف الأسبوع الجاري أولى جولات ملتقى الحوار الليبي بمشاركة 75 ممثلا لمختلف الأطراف برعاية الأمم المتحدة، سعيا لإيجاد تسوية سياسية للنزاع.