قوات سودانية تغلق مدخل الاعتصام لحماية المحتجين

قوات مشتركة تحيط بشارع النيل من الجهتين الشرقية والغربية لمحاصرة المنطقة وتنظيفها من الظواهر الشاذة.

الخرطوم - أغلقت قوات من الجيش السوداني، والدعم السريع، وجهاز الأمن، السبت، شارع النيل بالعاصمة الخرطوم، لتنفيذ خطة أمنية بمحيط مقر الاعتصام، في المنطقة الواقعة أسفل الجسر الحديدي المعروفة إعلاميا بـ "كولومبيا"، وشهدت مؤخرا عمليات قتل وإصابات.
وأفاد شهود عيان أن القوات الأمنية المشتركة أحاطت بشارع النيل من الجهتين الشرقية والغربية، لمحاصرة المنطقة وتنظيفها من الظواهر الشاذة، كالإفطار في نهار رمضان، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات اضافة الى حماية المعتصمين.
والخميس، قتل مواطن بطلق ناري في منطقة الصدر، "نتيجة تبادل إطلاق نار أسفل جسر النيل الأزرق بالعاصمة (بمحيط مقر الاعتصام)، من قبل القوات النظامية"، بحسب ما أعلنه تجمع المهنيين السودانيين.
وفي اليوم ذاته، أعلن المجلس العسكري أن ميدان الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، أصبح مهددا أمنيا، وخطرا على تماسك البلاد.

ويواصل آلاف السودانيين اعتصامهم منذ ابريل/نيسان، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين.
وأخفق كل من المجلس العسكري وقوى التغيير، الأسبوع الماضي، في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة، خلال المرحلة الانتقالية.
وتتهم قوى التغيير، المجلس العسكري بالسعي إلى السيطرة على عضوية ورئاسة مجلس السيادة، فيما يتهمها المجلس بعدم الرغبة في وجود شركاء حقيقيين لها، في الفترة الانتقالية.

المعتصمون في السودان
المعتصمون تعرضوا لهجمات مسلحة

وأعلن قادة الاحتجاجات في السودان مساء الأربعاء أنّ الإضراب الذي دعوا إليه واستمر يومين بهدف الضغط على المجلس العسكري الحاكم لنقل السلطة إلى المدنيين كان "ناجحاً"، محذّرين من أن الخطوة المقبلة ستكون الدعوة لعصيان مدني إذا لم يلبّ الجيش مطلبهم.

وقال أحمد إسماعيل، أحد هؤلاء القادة خلال مؤتمر صحافي إنّ "الإضراب كان ناجحاً بكل المقاييس وكل الفئات التي التزمت نفّذت الإضراب، ووفقاً لتقييمنا فإن الإضراب ناجح بنسبة 90%".

بدوره قال قيادي آخر هو بابكر فيصل إنّه "منذ أن توقّف التفاوض الأسبوع الماضي لم يحدث اختراق ولم تحدث اتصالات رسمية بيننا وبين والمجلس العسكري".

أما القيادي صديق فاروق فقال إنّ "العصيان المدني هو خطوتنا التالية، إذا لم يحدث اختراق سنذهب إليه".

وتخلّلت نهار الإضراب الأربعاء تظاهرات عديدة رفع خلالها المتظاهرون لافتات كتب عليها "إضراب، إضراب" و"مدنية" ولوّح بعضهم بعلم السودان.

وتظاهر مئات من موظفي البنوك والجهات الحكومية، بما في ذلك وزارة النفط، أمام مبنى بنك السودان المركزي.

وافاد المجلس العسكري الانتقالي أن باب التفاوض مع قوى الحرية والتغيير ما زال مفتوحاً.

وقال نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس العسكري الانتقالي إبراهيم جابر إبراهيم بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سونا) مساء الجمعة أن وجود المجلس العسكري في الفترة الانتقالية ليس حبا وتمسكا في السلطة بل لتوفير الحماية الأمنية وتهيئة الجو السياسي للشعب.

وأضاف المسؤول العسكري اثر زيارته لولاية كسلا إنّ الجيش انحاز للوطن وبدأت التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، لأنّها تؤمن أنّه لا سبيل غيره.

وقال ابراهيم جابر ابراهيم، ان باب التفاوض لايزال مفتوحا امام قوى التغيير وأن لا سبيل غير التفاوض، موضحا ان المنظمات العالمية لا تميل إلى الانقلابات العسكرية في تولي شؤون الدول.

وأثنى المسؤول العسكري على الحراك الثوري الذي بدأ في أبريل/نيسان واصفا اياه بالمفخرة.

والجمعة، أعلن مصدر من قوى الحرية والتغيير في السودان، أن المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي ستُستأنف خلال "الساعات المقبلة"، بعد توقف دام أسبوع.
وقال إن "المفاوضات مع المجلس العسكري، المتوقفة منذ أسبوع، ستستأنف بين الطرفين في غضون الساعات المقبلة”.
وأكّد المصدر أن "الطرفين سيعاودان الجلوس إلى طاولة المفاوضات قريباً".