قوات سوريا الديمقراطية تنشد دعما أميركيا لتعزيز دفاعاتها

قائد ''قسد" يحذر من أن أي انسحاب للقوات الأميركية سيضاعف التهديدات التي تواجهها قواته.

دمشق - قالت قوات سوريا الديمقراطية، إحدى ركائز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، إنه يتعين نشر مزيد من الدفاعات الجوية في شمال شرق سوريا بعد مقتل ستة من مقاتليها في هجوم بطائرة مسيرة أنحت باللائمة فيه على فصائل متحالفة مع إيران.

وقال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن القوات تعتبر أن "هذه الهجمات ما زالت مستمرة وتعتبر الخطر الأكبر... هناك مستجدات أيضا في تطور خطير... هذا خطر جديد ونحاول أن نتعامل مع هذا الخطر".

وتشير تصريحات عبدي من شمال شرق سوريا إلى أن مقاتلي القوة المنتشرة إلى جانب القوات الأميركية لمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' يصبحون على نحو متزايد أكثر انكشافا وعرضة للخطر المرتبط بالاضطراب الإقليمي الآخذ في الاتساع في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وتعرضت القواعد التي تستضيف القوات الأميركية ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في شرق وشمال شرق سوريا لسلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ، إذ تسعى الفصائل المتحالفة مع إيران والمؤيدة للفلسطينيين إلى مهاجمة المصالح الأميركية والغربية ومحاربة إسرائيل.

وأدى هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون متحالفون مع إيران على موقع أميركي في الأردن في 28 يناير/كانون الثاني إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين. وفي الرابع من فبراير/شباط، قالت قوات سوريا الديمقراطية إن هجوما بطائرة مسيرة ملغومة شنته جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في شرق سوريا أسفر عن مقتل ستة من مقاتليها.

وحين سئل عبدي عما إذا كان سيطلب دعما عسكريا إضافيا لتفادي مثل هذه الهجمات، قال إن قواته التي يقودها الأكراد ستحتاج إلى قدرات فنية وتعزيز لأنظمة الدفاع الجوي المنتشرة في شمال شرق سوريا. وأضاف أن الأميركيين أكدوا أنهم سيبذلون جهودا لمنع هذه الهجمات.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتضم مقاتلين عربا، شريكا رئيسيا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية على مدى العقد الماضي. وتسيطر القوات على مساحة تساوي ربع الأراضي السورية وتتضمن حقول النفط ومناطق ينتشر فيها نحو 900 جندي أميركي.

وبعد شائعات أفادت بأن الولايات المتحدة تدرس سحب تلك القوات، قال عبدي إنه تلقى تطمينات من وزارة الخارجية والبيت الأبيض والبنتاغون بأن مهمتهم ستستمر.

وأضاف "تواصل معنا مسؤولون من الخارجية والبيت الابيض وأكدوا أن لا صحة للانسحاب من عمليات محاربة داعش على الأقل حاليا، أعرف أن موضوع الانسحاب غير موجود لكن احتمال الانسحاب سيكون واردا في المستقبل... العمل على منع انسحاب الجيش الأميركي من أولوياتنا".

وحذر عبدي من أن أي انسحاب للقوات الأميركية سيجعل التهديدات التي تواجهها قوات سوريا الديمقراطية "مضاعفة مرات على مرات". وتواجه القوات مخاطر من الفصائل المدعومة من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية وتركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية بالتبعية جماعتين إرهابيتين.

وأضاف "حاليا أي انسحاب سيؤدي بشكل جدي إلى تداعيات خطيرة جدا، حاليا الظروف غير مناسبة... حاليا هذا غير ممكن، لكن مثلما يقال كل خطوة سياسية استراتيجية تعتمد على الظروف الملموسة، حسب الظروف"، لكن ذلك لن يشمل شراكة طويلة الأمد مع القوات المسلحة السورية التي قال إنها لا تملك القدرة على الدفاع ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وضعفت كثيرا قوة الجيش السوري بعد أكثر من عقد من القتال ضد فصائل متمردة ومتشددة سعت إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، في صراع مع المعارضة اندلع بعد قمع وحشي من الأسد لاحتجاجات ضده.