قوة الاقتصاد الاماراتي وبريكست

لا شك أن بريطانيا لديها فرص مغرية في الدول العربية ومنطقة الخليج تحديدا.

يتميز الاقتصاد في دولة الامارات العربية المتحدة بالاستقرار والنمو وقد تمكنت الدولة من خفض اعتمادها على النفط ورفع مستوى إنتاجها غير النفطي من خلال الزراعة والصناعات التحويلية وإعادة التصدير وتظهر قوة الاقتصاد الاماراتي من خلال مراجعة التقارير السنوية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والبنك المركزي، التي تؤكد استقرار الاقتصاد وتحقيق النمو في فترة تشهد معظم أسواق العالم فيها ركودا اقتصاديا.

أما الظروف الحالية فتشير بثقة الى أن الدولة مقبلة على انتعاش اقتصادي لافت لسببين هما قرب دخول البريكست حيز التنفيذ واٌقتراب موعد إكسبو 2020، إذ أن فوز بوريس جونسون برئاسة وزراء بريطانيا إيذان بإقلاع بريكست وترك أوروبا خلفها في غضون بضعة أشهر قادمة بعد عامين من الانتظار والمفاوضات الشائكة مع الاتحاد الأوروبي واستقالة تيريزا ماي على أثرها. فماذا يعني بريكست لدول الخليج؟

إنه يعني تكثيف الوجود البريطاني في المنطقة من الناحية الاقتصادية وربما السياسية. فهي تتمتع بعلاقات قوية مع دول الخليج وتصبو الى استثمار هذه العلاقات وتوطيدها واستغلال الفرص الاقتصادية الموجودة على أرضها، فهي الدول المرشحة لملء الفراغ الذي سيتركه حلفاء بريطانيا السابقون من الاتحاد الأوروبي، لأنها من أكثر الدول استيرادا من بريطانيا لكافة البضائع كالمعدات العسكرية والأدوية والآلات الثقيلة وغيرها. كما أن السياح البريطانيين يتوافدون بكثرة على المنطقة وقد بلغ عدد الذين زاروا دبي في عام 2015 نحو 1.18 مليون سائح بريطاني، بالإضافة الى عودة شركات العقارات البريطانية التي غادرت بسبب الأزمة المالية العالمية التي أثرت على المنطقة والغموض الذي لف موضوع بريكست منذ عام 2016 وانخفاض قيمة الجنيه الاسترليني. وهذا الزخم في النشاط  قد يؤدي الى تحالف دبلوماسي وسياسي بين هذه الدول وبريطانيا كون بريطانيا عضوا دائما في مجلس الأمن.

لا شك أن بريطانيا لديها فرص مغرية في الدول العربية ومنطقة الخليج تحديدا، إلا أنه ينبغي ألا تكون الفائدة باتجاه واحد وأن تعود على كل الأطراف بالمنفعة، ومعروف أن دول الخليج لديها استثمارات كبيرة في بريطانيا، ويمكنها استثمار الفرص المرتقبة من خلال المشاريع المشتركة بشروط تخدم الأطراف كتوظيف مواطنين في المشاريع التكنولوجية والصناعية، ليس في الأعمال المكتبية ولكن في المصانع نفسها. لأن نقل التكنولوجيا لا يكون إلا من خلال المعرفة.

أما الحدث الأهم فهو إقامة معرض إكسبو 2020 الذي سيجمع كل بلدان العالم لعرض فرصها الاستثمارية وتوقع حدوث صفقات كبرى بين الشركات العالمية، كما أنه الحدث الذي سينعش قطاع الضيافة من فنادق ومطاعم بالإضافة الى المواصلات والاتصالات والسياحة والإعلام، وهو الأمر الذي جعل دبي تقوم بكافة الاستعدادات له لكي يكون حدثا مذهلا يذكره العالم أجمع.

 ورغم الأحداث التي عصفت بالمنطقة، إلا أننا لا نزال نجد الأسواق زاخرة بالمنتجات الإماراتية ذات الجودة العالية من أغذية وأدوية وأثاث ومستلزمات الأسرة، ولا نزال نجد أقوى العروض للسيارات والرحلات باقل الأثمان، ومع ذلك كله، لا يزال الإعلام الأسود ينشر الشائعات ضد الاقتصاد الاماراتي لضرب الاستثمار وثني المستثمرين عن القدوم للاستثمار في الدولة، إلا أن من يعيش في الإمارات يرى الحقيقة على أرض الواقع، حيث يجد الأسواق المزدحمة التي تلبي جميع الأذواق وجميع القدرات الشرائية.