بوتفليقة يتجاهل صرخة الرافضين للولاية الخامسة
الجزائر - تجاهل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في رسالة تلاها بالنيابة عنه وزير الداخلية نورالدين بدوي بمناسبة إحياء تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، الاحتجاجات الرافضة لترشحه لولاية رئاسية خامسة، مركزا فقط على قدرة الجزائر على كسب معركة التنمية والعدالة الاجتماعية بفضل ما تملكه من إمكانات وثروات.
ولم يأت الرئيس الجزائري على ذكر المظاهرات التي خرجت في عدة محافظات منددة بترشحه لولاية رئاسية خامسة، مشددا فقط على أهمية "الفعالية الاقتصادية لضمان دوام العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني"، موضحا أن بلاده "تزخر بقدرات وإمكانيات تسمح لها بكسب معركة البناء والتقدم".
ودافع بوتفليقة الذي لم يظهر للعلن منذ فترة طويلة بسبب معاناته من آثار جلطة دماغية أصابته في العام 2013، عن "فضائل الاستمرارية".
وقال "تبرز رسالتي بكل قوة، رسالة فضائل الاستمرارية. الاستمرارية التي تجعل كل جيل يضيف حجرة على ما بني قبله، استمرارية تضمن الحفاظ على سداد الخطى وتسمح بتدارك الإخفاقات الهامشية، استمرارية تسمح للجزائر بمضاعفة سرعتها في منافسة بقية الأمم في مجال الرقي والتقدم".
واستحضر الرئيس الجزائري الذي أعلن في فبراير/شباط عزمه الترشح لولاية رئاسية خامسة، الوضع الأمني غير المستقر في بعض دول الجوار التي شهدت ثورات أطاحت بأنظمتها.
وأبدى تخوفه من وجود "عـدم الاستقرار وآفات الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في جوارنا الـمباشر"، في محاولة على ما يبدو لتخويف الجزائريين من أي تظاهر ضده من دون أن يذكر بشكل صريح الاحتجاجات الرافضة لترشحه لولاية رئاسية خامسة والمنادية برحيله.
وقال إن الجيش "في حاجة إلى شعب واع ومجند ويقظ لكي يكون سندا ثمينا ودرعا قويا للحفاظ على استقرار البلاد".
وجاءت رسالة بوتفليقة في الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتجاجات ضدّ ترشحه لولاية رئاسية خامسة.
وأطلقت الشرطة الجزائرية اليوم الأحد الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا لليوم الثالث على التوالي في العاصمة.

ويوم الجمعة خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة ومدن أخرى لدعوة بوتفليقة (81 عاما) لعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان.
ولم يشاهد الرئيس الجزائري الذي يشغل المنصب منذ عام 1999، علانية إلا مرات قليلة منذ أن أصيب بجلطة دماغية عام 2013.
وهتف المحتجون خلال المظاهرة التي دعت إليها جماعة معارضة "الشعب لا يريد بوتفليقة".
ومنذ أن اختار حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بوتفليقة مرشحا له، أعلنت عدة أحزاب سياسية ونقابات عمالية ومنظمات أنها ستدعمه ومن المتوقع أن يفوز بسهولة إذ أن المعارضة ضعيفة ومنقسمة.
والإضرابات والاحتجاجات على المظالم الاجتماعية والاقتصادية متكررة في الجزائر، لكنها عادة ما تكون محدودة ولا تتناول الشأن السياسي.
وأكثر من ربع الجزائريين دون سن الثلاثين عاطلون عن العمل وفقا للأرقام الرسمية. ويشعر كثيرون بأن النخبة الحاكمة المكونة من مقاتلين مخضرمين من حرب الاستقلال الجزائرية (1954-1962) مع فرنسا منفصلة عنهم.
وكان بوتفليقة ذاته قد اقر في خطاب ألقاه في العام 2012 أي قبل إصابته بجلطة دماغية وقبل ترشحه للولاية الرئاسية الرابعة، أن جيله (جيل الثورة) "طاب جنانو" وهي عبارة بالعامية الجزائرية تعني أنه جيل هرم، داعيا حينها إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتمكين الشباب من الحكم.
وفسّر خطابه حينها على أنه سيعتزل السياسية وسيغادر منصبه طوعا، لكنه عاد ليعلن ترشحه لولاية رئاسية رابعة.