قيادي عسكري يمني يعلن اقتراب ساعة الحسم مع الحوثي
صنعاء - قال عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح، إن قواته تستعد لخوض معركة حتمية ومصيرية ضد جماعة الحوثي المسلحة، وهو مطلب لغالبية اليمنيين الذين يأملون بانتهاء الأزمة اليمنية المستمرة منذ أكثر من عقد، وتحرير البلاد من سيطرة الأمر الواقع وارتهانها لإيران.
وتشير تصريحات صالح إلى أن مطلب اليمنيين بات يقترب من التحول إلى واقع فعلي. وشدد خلال مشاركته في حفل تخريج دفعة جديدة من منتسبي الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية التي يقودها، على جاهزية قواته من حيث الإعداد والتجهيز العسكري. مضيفا إن قواته تمتلك من "الإمكانيات والسلاح ما سيشكل مفاجأة للعدو في ساحة المعركة".
ولقي خطاب صالح تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة إلى تلهف اليمنيين الى الخلاص من سلطة الأمر الواقع التي تسير بالبلاد إلى المزيد من الانهيار برهنها للإيرانيين.
وواجه صالح الانتقادات التي وجهت له بأنه كان حليفاً للحوثيين حتى 2017، لكنه رد عليها بالقول إنه "قاتل الحوثيين منذ الحرب الأولى 2004"، بينما كان معظم من ينتقدونه أطفال رضع.
وأكد استمرار المعركة وجهود القوات في تدريب الوحدات العسكرية وإحباط مخططات الحوثيين، لافتاً إلى ضبط أكثر من ثلاثة ملايين صاعق تفجير في البحر الأحمر.
وكشف عن نجاح القوات العام الماضي في اعتراض شحنة تضمنت أكثر من 400 جسم صاروخي و5 آلاف زعنفة صواريخ، كانت في طريقها من بندر عباس بإيران إلى الحوثيين، بينما أكد تحليل الخبراء، استخدام هذه المعدات في صواريخ "بدر 2" التابعة للحوثيين.
وجاء خطاب صالح بعد أيام من تصريحات خلال لقاء صحافيين وناشطين إعلاميين في مناطق سيطرته غربي البلاد قال فيها إن تعقيدات كبيرة تمنع عودة الحرب ضد الحركة، مضيفا أن قوات ستقاتل في حالة وجود حرب وإلا فإنه سيحول اهتمامه لـ"تعبيد" الطرقات. وأثار حديثه انتقادات لاذعة إذ اعتبرها الكثيرون محبطة، وجاء في تعليق:
والعميد طارق صالح يشغل منصب عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وهو مؤسس قوات المقاومة الوطنية أو ما يعرف بحراس الجمهورية، وهي ألوية عسكرية تأسست بعد حل تحالف المؤتمر الشعبي العام والحوثيين عقب مقتل الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح على يد حلفائه الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وأسس صالح قوات المقاومة الوطنية والمكونة من عدد من الألوية العسكرية التي تتخذ من الساحل الغربي اليمني وتحديداً مدينة المخا ومضيق باب المندب غربي اليمن مقراً لها، ولها جناح سياسي يعرف باسم المكتب السياسي للمقاومة الوطنية.
ويبدو أن الاعداد للمعركة يجري التخطيط له منذ أشهر، ففي أبريل الماضي ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلاً عن أشخاص مطلعين، أن هناك تخطيط بشأن شن الهجوم البري وقالوا أن متعاقدين أمنيين أميركيين خاصين قدّموا مشورة للفصائل اليمنية حول عملية برية محتملة.
وذكرت مصادر مطلعة أن نقاشات مكثفة أجرتها الحكومة اليمنية مع الأميركيين على المستويين السياسي والعسكري، إلى جانب قوى أخرى بينها بريطانيا، لتنفيذ عملية برية، بمشاركة جميع الأطراف المنخرطة ضمن الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وتم استدعاء كل هذه الأطراف للانخراط في المحادثات حول المعركة البرية ضد الحوثيين وإعداد خطة موحدة يشارك الجميع في تنفيذها.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين أميركيين قالوا إن الولايات المتحدة منفتحة على دعم عملية برية تنفذها قوات محلية، لكن لم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن تقديم هذا الدعم. وأكدوا أن الولايات المتحدة لا تقود المحادثات الخاصة بالعملية البرية، بل إن النقاشات تركز على تمكين الفصائل المحلية المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من تولي مسؤولية الأمن في البلاد. وبموجب الخطة قيد النقاش، ستنشر الفصائل المحلية المتمركزة في جنوب البلاد قواتها على الساحل الغربي اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون، في محاولة للسيطرة على ميناء الحديدة، حسبما أفاد المسؤولون اليمنيون. وإذا نجحت، فإن المعركة البرية ضد الحوثيين ستدفع الحوثيين إلى التراجع عن أجزاء كبيرة من الساحل الذي يشنون منه هجماتهم على السفن التجارية.