كابح لهرمون الجوع في متناول الجميع
واشنطن - أظهرت دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة ونُشرت في "مجلة جمعية الغدد الصماء" أن التمارين الرياضية المكثفة تساعد على تقليل الإحساس بالجوع مقارنة بالتمارين الخفيفة أو المتوسطة خاصة لدى النساء، مما يجعلها خيارا أكثر فعالية لمن يسعون لإنقاص الوزن.
وبحسب الدراسة التي أُجريت في جامعة فيرجينيا الأميركية، تؤدي التمارين التي ترفع معدل ضربات القلب إلى تقليل إفراز هرمون الغريلين (Ghrelin)، المعروف بـ "هرمون الجوع".
ووفقًا للمجلة، تم اكتشاف هرمون الغريلين عام 1999 من قبل كوجيما وكانجاوا، ويعرف بأنه يحفز مستقبلات إفراز هرمون النمو.
ويعمل الغريلين، الذي يظهر بشكلين رئيسيين، الغريلين المعالج (AG) وغير المعالج (DAG)، على تنظيم الشهية وتوازن الطاقة؛ حيث يُحفز الشكل الأول الشهية بشكل ملحوظ، في حين أن الثاني قد لا يؤثر أو قد يثبطها.
وتشير الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية تقلل مستويات الغريلين، خصوصًا عندما تصل شدة التمارين إلى مستويات عالية تؤدي إلى ارتفاع اللاكتات في الدم، وهي مادة تتكون نتيجة تكسير الغلوكوز أثناء التمارين الشديدة.
ويزداد تراكم اللاكتات مع تزايد شدة الجهد البدني، وقد أظهرت الدراسات أن ارتفاع مستويات اللاكتات يساهم في خفض الغريلين، مما يساعد على تقليل الشعور بالجوع بعد التمارين.
يمكن النظر إلى التدريبات الرياضية كما لو كانت عقارا
وأجريت الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة، على 14 متطوعا خضعوا لبرنامج تدريبي متنوع بعد صيام ليلي، وفقا لموقع "ساينس ألرت".
وخلال التجربة، طُلب من 8 رجال و6 نساء من المتطوعين الصيام طوال الليل ثم أداء تمارين رياضية بدرجات شدة متفاوتة، مع قياس مستويات الغريلين في الدم ومتابعة شهيتهم للطعام.
وراقبت الدكتورة كارا أندرسون، أخصائية الغدد الصماء المشرفة على الدراسة، مستويات هرمون الغريلين، المسؤول عن تنظيم الشهية، في دم المشاركين.
وأظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في مستويات هذا الهرمون بعد التمارين عالية الشدة، خاصة لدى النساء المشاركات في الدراسة.
كما أفاد المشاركون من كلا الجنسين بانخفاض شعورهم بالجوع بعد ممارسة التمارين القوية.
ويربط الباحثون هذه النتائج بإنتاج حمض اللاكتيك في العضلات، حيث يبدو أن هناك "عتبة" معينة عند تجاوزها يبدأ الجسم في كبح إنتاج هرمون الغريلين.
وتؤكد الدراسة أن التمارين التي تتجاوز عتبة اللاكتات قد تكون ضرورية لتحقيق هذا التأثير.
وصرح عضو بفريق الدراسة أنه "يمكن النظر إلى التدريبات الرياضية كما لو كانت عقارا، حيث يتعين تحديد الجرعة حسب الأهداف الشخصية لكل فرد"، وفق الوكالة الألمانية للأنباء.
ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية عنه قوله، إن هذه النتائج "تؤكد أن التدريبات الرياضية ربما تكون مفيدة بصفة خاصة في إطار برامج إنقاص الوزن".