كابول تريد انتخابات مبكرة وطالبان تتأنى حتى الانسحاب الأميركي

الرئيس الأفغاني أشرف غني سيعرض خطة انتخابات مبكرة في مؤتمر تستضيفه تركيا الشهر المقبل فيما تقول طالبان إن مثل هذه الأمور المصيرية يجب أن تبحث على طاولة المباحثات الجارية.
طالبان ترفض عرضا للرئيس الأفغاني بإجراء انتخابات جديدة
مفاوضات السلام الأفغانية خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء
وزير الخارجية الأميركي غير واثق من انسحاب قوات بلاده في مايو

كابول - رفضت حركة طالبان الأربعاء عرضا من الرئيس الأفغاني أشرف غني لإجراء انتخابات في وقت لاحق من العام الجاري، بعد أشهر من محادثات السلام بين الطرفين حققت تقدما طفيفا.

وتسلط هذه التطورات الضوء على خلافات من شأنها أن تضع عملية السلام المفترضة على طريق الانهيار وهو أمر وارد جدا خاصة أن حركة طالبان التي تملك زمام المبادرة على الأرض تبدو غير متعجلة في قرار المشاركة السياسية ما لم تضمن خروجا أميركيا نهائيا من أفغانستان بينما تريد الحكومة الأفغانية الحفاظ على غطاء جوي حيوي توفره القوات الأميركية وقوات التحالف في دعم القوات الأفغانية التي تبدو عاجزة عن التصدي بمفردها لهجمات دموية تشنها تنظيمات متطرفة بينها الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتمد طالبان يدها للسلام وفقا لشروطها بينما لا تفارق البنادق أيدي مقاتليها تحسبا لتعثر عملية السلام والانسحاب الأميركي المفترض أن يتم بعد أقل من شهرين.   

ومع أنّ غني لم يعلن تفاصيل اقتراحه، سيعرض غني خطة الانتخابات خلال مؤتمر سلام أفغاني تستضيفه تركيا الشهر المقبل، حسب ما أفاد مسؤولان.

وتعد الخطوة على الأرجح محاولة لتقويض عرض أميركي تدعمه روسيا، لتشكيل حكومة انتقالية تتضمن مشاركة طالبان لحكم البلاد مع انسحاب آخر جندي أميركي.

وقال مسؤول أفغاني كبير إنّ "الحكومة ستتوجه إلى تركيا بخطة لإجراء انتخابات مبكرة وهي خطة عادلة لمستقبل أفغانستان".

لكن طالبان رفضت الاقتراح الرئاسي. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إنّ "هذه العمليات (الانتخابات) دفعت البلاد إلى حافة أزمات في الماضي".

وأضاف "إنهم يتحدثون عن عملية كانت دائما مشينة"، مشيرا إلى أنّ أي قرار بخصوص مستقبل البلاد يجب الاتفاق عليه على طاولة المباحثات الجارية بين الطرفين، مؤكدا "لن ندعمها أبدا"، في إشارة إلى الانتخابات المقترحة.

ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة آخر قواتها من البلد المضطرب بحلول الأول من مايو/ايار المقبل بموجب اتفاق ابرم مع طالبان العام الماضي، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن أشار في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أنّه "من الصعب" سحب الجنود بحول الموعد المتفق عليه.

ومهد الاتفاق الطريق لمباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان للتوصل لاتفقا سلام حول الطريقة المثلى لإدارة البلاد، لكنّ هذه المباحثات التي تعقد في الدوحة حققت قليلا من التقدم من انطلاقها في سبتمبر/ايلول من العام الماضي.

ولدى أفغانستان تاريخ مضطرب في ما يتعلق بالانتخابات إذ يشوب عمليات الاقتراع عمليات تزوير وانخفاض الإقبال وعمليات عنف من المتمردين.

ويأتي رد طالبان بعد ساعات من إبلاغ وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكين حلف شمال الأطلسي أن واشنطن لا تزال تدرس ما إذا كانت ستسحب قواتها بحلول الموعد النهائي في الأول من مايو/ايار أم لا.

وتحرص الحكومة الأفغانية على إبقاء القوات الأميركية في البلاد لأطول فترة ممكنة من أجل ضمان استمرار الغطاء الجوي الحيوي الذي توفره، مع اندلاع أعمال عنف في الأشهر الأخيرة.

لكنّ الولايات المتحدة وروسيا والجهات الأخرى المهتمة بملف أفغانستان تريد رؤية حكومة انتقالية تتولى السلطة في أفغانستان، لكن غني أصر على أنه لا يمكن اختيار قادة البلاد إلا من خلال صناديق الاقتراع.

وبعد تحقيق مكاسب هائلة في ساحة المعركة، يبدو أن طالبان ليس لديها الكثير لتكسبه من أي من الإستراتيجيتين.

وقال أحد مؤسسي الحركة ونائب زعيمها الملا عبدالغني باردار في مؤتمر في موسكو الأسبوع الماضي إن الأفغان "يجب أن يُتركوا ليقرروا مصيرهم بأنفسهم".