كابول تُحبط مخطط داعش لاغتيال السفير الأميركي بالنيابة

المخابرات الأفغانية تفكك خلية من أربعة عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في إقليم ننغرهار في شرق البلاد كانت تخطط لقتل المبعوث روس ويلسون ومسؤولين أفغان.
موجة اغتيالات في أفغانستان تسبق مغادرة ترامب للبيت الأبيض
انخراط طالبان في محادثات السلام لم يكبح موجة العنف في أفغانستان
مقتل ثلاث مجندات أفغانيات برصاص مجهولين في مزار الشريف

كابول - أعلنت السلطات الأفغانية الثلاثاء أنها أحبطت مخططا لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لاغتيال القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في كابول، مع استمرار موجة عمليات القتل الموجهة في أنحاء البلاد.

وذكرت المديرية الوطنية للأمن أنّ ضباط المخابرات فككوا خلية من أربعة عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في إقليم ننغرهار في شرق البلاد كانت تخطط لقتل المبعوث روس ويلسون ومسؤولين أفغان.

وأدان ويلسون القائم بالأعمال الأميركي في كابول، بشدة سلسلة اغتيالات في العاصمة والمدن الأخرى استهدفت أفغانا بارزين من بينهم صحافيون ونشطاء وسياسيون في الأشهر الأخيرة.

وقالت المديرية الوطنية للأمن وهي وكالة الاستخبارات الرئيسية في أفغانستان، في بيان إن "القاتل والمنسق الرئيسي للخلية عبدالواحد كان يعتزم اغتيال السفير الأميركي في أفغانستان وكذلك بعض كبار المسؤولين الأفغان"، مضيفة أنّ "خطتهم أُحبطت باعتقالهم".

ولم تقدم المديرية مزيدا من التفاصيل، فيما لم تعلق السفارة الأميركية في كابول على تلك الأنباء.

في الأشهر الأخيرة، هزت أعمال عنف دامية أفغانستان، بما في ذلك منحى جديد لاستهداف شخصيات أفغانية بارزة، الأمر الذي بث الخوف والفوضى على الرغم من انخراط حركة طالبان والحكومة في محادثات سلام.

والأسبوع الماضي، ألقى الجيش الأميركي باللوم على حركة طالبان للمرة الأولى في سلسلة الهجمات التي لم تتبناها أي جهة. وجاء اللوم الأميركي على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن بعضها.

وعبر السنوات الماضية، تبنى التنظيم المتطرف الذي يضم في صفوفه منشقين عن حركة طالبان وتنظيم القاعدة، عدة هجمات دامية في ننغرهار التي كانت يوما معقلا للجماعة الجهادية في البلاد.

في حادث منفصل الثلاثاء، قتلت ثلاث مجندات أفغانيات بالرصاص في مدينة مزار الشريف في شمال البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش حنيف رضائي إن مسلحَين فتحا النار على سيارة كانت تقل المجندات إلى موقع عملهن.

وأوضح أن مجندتين قتلتا في مكان الحادث فيما توفيت أخرى في وقت لاحق في المستشفى، مضيفا أن مجندة أخرى والسائق أصيبا في الهجوم، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.

وتأتي موجة الاغتيالات والعنف التي تشهدها أفغانستان في الفترة الأخيرة بينما يستعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب لمغادرة البيت الأبيض في 20 يناير/كنون الثاني تاريخ تسلم الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن للسلطة.

وتعهد ترامب بإعادة القوات الأميركية من أفغانستان متحدثا عن خوض الولايات الأميركية حروبا مكلفة ولا طائلة منها وعادت دفعات من الجنود الأميركيين بالفعل على ضوء اتفاق أبرم في الدوحة بين طالبان والولايات المتحدة ينص على انسحاب القوات الأجنبية على مراحل فيما تلتزم الحركة المتشددة بمنع الهجمات على تلك القوات.

ولم يتضح حتى الآن موقف الرئيس المنتخب وما اذا كان سيمضي في خطة الانسحاب ام ستتم مراجعتها على ضوء التطورات في أفغانستان في وقت تحذر فيه قوى أوروبية من أن الانسحاب الأميركي سيترك فراغا أمنيا من الممكن أن تستغله الجماعات المتطرفة لتصعيد هجماتها على القوات الأفغانية.

وتعاني القوات الأفغانية من ضعف التجهيزات وتبدو غير قادرة على ضبط الأمن أو حتى حماية نفسها من هجمات شنتها حركة طالبان وأخرى شنها تنظيم الدولة الاسلامية.

وتأتي تلك التطورات أيضا فيما تكابد الحكومة الأفغانية للتوصل لاتفاق سلام مع طالبان وقد قطع الطرفان شوطا مهما في محادثات لتسوية الأزمة وانهاء الحرب، لكن لا توجد حتى الآن ضمانات لنجاح أي اتفاق سلام.

كما يتخوف الأفغان من عودة طالبان للحكم وهي التي أعلنت مرارا أن نظام الحكم سيكون نظاما إسلاميا. وحكمت الحركة المتشددة بدعم من تنظيم القاعدة أفغانستان من 1996 حتى 2001 بالحديد والنار قبل الغزو الأميركي الذي أطاح بحكمها لكنه لم ينجح في إضعافها أو تفكيكها.