كتاب يناقش دور السينما العربية في رصد صراع الهوية بالقدس
القدس - صدر الكتاب الجديد "السينما العربية وصراع الهوية بالقدس" للكاتب والباحث والمترجم عبدالله الحيمر عن دار ومضة للنشر والترجمة في الجزائر.
الكتاب يقع في 252 صفحة من القطع المتوسط، يفتح عبرها الكاتب والمترجم عبدالله الحيمر أسئلة كبيرة انتصارا للدفاع عن فلسطين كمشروع حرية وتحرر، وعن الوجود الثقافي والتاريخي بالمكان لمدينة القدس.
والعمل الجديد له خصوصيته، وهو يمثابة مشروع شمولي ثقافي في قراءته للقضية الفلسطينية بصيغة معاصرة. وقد قام على دراسة تفصيلية عن الهوية الثّقافية للقدس، وكيفية الحفاظ على هذا الارث الروحي الإنساني عن طريق السينما أمام "التّهويد" الّذي تتعرّض له من طرف اسرائيل.
والكتاب بمثابة شهادة تاريخية تعتمد على وقائع ميدانية ووثائق سينمائية عالمية وعربية وتتحدث عن مقاومة التطبيع الثقافي، وتبحث عن طرق جديدة لمقاومات التطبيع من قبل الفلسطينيين والعرب.
ويتطرق الكتاب الى دور المثقف العربي في "المقاومة" المضاعفة، وفي طرح أسئلة حول السينما العربية ودورها في التوعية بقضية القدس كمدينة الأنبياء والتسامح وما تحمله من رموز ثقافية، ودينية، وتاريخية، تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي تهويدها بأساطير مزيّفة من التّوراة، وطمس هويتها العربية بشقّيها الإسلامي والمسيحي وامتلاك مخزونها الثّقافي والحضاري وتحويل الصّراع إلى صراع ديني، يتماشى مع مصالحها في إثبات أن المدينة جزء من تاريخها لوحدها دون أصولها العربية.
والكتاب يستعرض بفصوله (14) الصراع العربي/ الاسرائيلي على مدينة القدس سينمائيا (القدس بالسينما العالمية، سينما الاخوان لوميير/ بأفلام العهد القديم /الإنجيل والتوراة/ بسينما المستوطنين/بسينما الفلسطينية/بالسينما التاريخية العربية والأجنبية/المهرجانات السينمائية العربية والقدس/ الهوية الثقافية لمدينة القدس والاحتلال الإسرائيلي/ السينما العربية وصراع الهوية بالقدس/فيلموغرافيا الأفلام العربية عن القدس وفلسطين).
ويفضح أساليب السينما الاحتلالية في الكيان الاسرائيلي، وطبيعة الخطاب السينمائي ومضمونه بشقيه الديني والمعرفي، ومحتواه الذي ينتج ويشكل الشخصية الاسرائيلية وموقفها تجاه مدينة القدس وتاريخها العربي الإسلامي والمسيحي والإنساني عموماً .
كما يقدم قراءة معاكسة للمرجعية السينمائية والتاريخية لمشروع السينما الاسرائلية (سينما ابطال التوراة /سينما المستوطنين/ سينما إسرائيل المحتلة) وعلاقتها بمدينة القدس.
كما يتطرق الكتاب الى تاريخ السينما الفلسطينية بالقدس منذ سنة 1935 وصولا الى سنة 1965، حيث جاءت السينما الفلسطينية كسلاح "مقاومة" نتيجة حالة الشتات، وتأسيس كيان سياسي يتبنى مشروعاً سينمائياً، وتحقق ذلك بقرار منظمة التحرير الفلسطينية التي دعمت مشاريع سينمائية، لتقدم رواية بديلة للرواية التي حاولت اسرائيل تقديمها عن الشعب الفلسطيني لفترة طويلة خاصةً من خلال إنكار الوجود الفلسطيني، ومحاولة تصوير الجيش الفلسطيني بمظهر الضعيف والمستسلم و "شعب دون ارض"، ومن خلال إخفاء الكمّ الكبير من الصور والأفلام التي تروي "بطولات" الشعب الفلسطيني.
والكتاب رحلة معرفية تضع القارئ والباحث أمام دراسة انطولوجية سينمائية لأفلام الفلسطينية الحديثة سواء القصيرة أو الطويلة بمدينة القدس، وفيلموغرافيا السينما العربية عن مدينة القدس والقضية الفلسطينية بكل من مصر وسوريا، ويحاول كذلك ملء الفراغ الحاصل بالكتب والمرجعيات المتناولة لقضية مدينة القدس بالسينما العربية والعالمية.
وينهي الكتاب رحلته بكيفية مواجهة صراع الهوية عربيا مع اسرائيل سينمائيا والدور المهم للثقافة العربية في إعادة إنتاج خطاب سينمائي جديد في ظل التحديات المفروضة عليه والتي تحاول تشويه تاريخ ومعالم مدينة القدس، والدور السينمائي المهم المطلوب من المثقف العربي في المواجهة الحضارية مع اسرائيل باعتبار الثقافة السينمائية إحدى ركائز الدفاع السلمي للتعبير عن القضية الفلسطينية واستقطاب الدول الصديقة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة