'كذب أبيض' يفوز بجائزة أفضل فيلم في مالمو للسينما العربية

عقب انتهاء مراسم تسليم الجوائز عرض المهرجان الفيلم السعودي 'هجان' للمخرج المصري أبوبكر شوقي.

مالمو (السويد) - فاز الفيلم المغربي "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير بجائزة أفضل فيلم في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة عشرة لمهرجان مالمو للسينما العربية التي أعلنت جوائزها السبت في السويد.

وحصل الفيلم الوثائقي الفلسطيني "باي باي طبريا" للمخرجة لينا سويلم على جائزة أفضل فيلم غير روائي، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم اليمني "المرهقون" من إخراج عمرو جمال.

وذهبت جائزة أفضل إخراج إلى التونسية كوثر بن هنية عن فيلمها "بنات ألفة" المأخوذ عن قصة واقعية ويمزج بين الوثائقي والدرامي.

ونال الفلسطيني صالح بكري جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "الأستاذ"، كما نالت مواطنته منى حوا جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد".

وتوج السوداني محمد كردفاني بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم "وداعا جوليا"، بينما ذهبت جائزة تصويت الجمهور لفيلم "أنف وثلاث عيون" للمخرج المصري أمير رمسيس وبطولة ظافر العابدين وأمينة خليل.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بالجائزة فيلم "عقبالك يا قلبي" للمخرجة المصرية شيرين مجدي دياب.

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم العراقي "ترانزيت" من إخراج باقر الربيعي.

وكان المهرجان الذي انطلق في 22 أبريل/نيسان قد كرم في هذه الدورة المخرج المصري خيري بشارة الذي رأس أيضا لجنة التحكيم.

وعقب انتهاء مراسم تسليم الجوائز التي أقيمت في سينما رويال عرض المهرجان الفيلم السعودي "هجان" للمخرج المصري أبوبكر شوقي. ومن المقرر عرض الأفلام الفائزة في وقت لاحق من اليوم الأحد.

ويروي فيلم "كذب أبيض" المرشح لجائزة الأوسكار بنسختها الأخيرة، قصة المخرجة المغربية الشابة أسماء التي تذهب إلى منزل والديها في مدينة الدار البيضاء بالمغرب لمساعدتهما على الانتقال إلى بيت جديد، وفي منزل عائلتها تبدأ بفرز أغراض طفولتها، وفي لحظة معينة تصادف صورة أطفال يبتسمون في ساحة روضة الأطفال، وفي حافة الإطار تجلس فتاة صغيرة على مقعد وتنظر بخجل إلى الكاميرا.

إنها الصورة الوحيدة لطفولتها، الذكرى الوحيدة التي يمكن أن تعطيها والدتها لها، لكن أسماء مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في هذه الصورة. وعلى أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم أسماء كاميرتها وتتلاعب بهذه الحادثة الحميمية للحديث عن ذكريات أخرى تشك فيها أيضا. وتصبح هذه الصورة نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها. شيئا فشيئا، تستكشف أسماء ذكريات حيّها وبلدها.

الفيلم يمثل نبشا في أسرار مسكوت عنها ضمن تاريخ عائلة المخرجة، وترتبط بما يسمى "تظاهرة الكوميرا (الخبز)"، تلك الاحتجاجات الدامية التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء في يونيو/حزيران 1981، ونظرا لافتقارها إلى صور من الأرشيف حول تلك الفترة، أبدعت المخرجة طريقة مبتكرة لإنجاز فيلمها، عن طريق تصوير مجسم للحي الذي عاشت فيه طفولتها، مستعينة بدمى متحركة.

وهنأت مخرجة الفيلم أسماء المدير فريق العمل، في منشور تضمن صورا ومقطع فيديو من لحظات تسلمها الجائزة، قامت بمشاركتها متابعيها عبر حسابها على إنستغرام، معلقة عليها بالقول "الجائزة الكبرى لمالمو لهذه السنة عادت لفيلم كذب أبيض. مبروك لفريق الفيلم".

ويعد المهرجان الذي انطلق لأول مرة في 2011 أحد أبرز المناسبات الفنية التي تربط بين المنطقة العربية والدول الاسكندنافية في شمال أوروبا.