'كفر ناحوم' يسافر من مهرجان كان الى قاعات السينما بلبنان

فيلم تدور أحداثه في الأحياء الفقيرة ببيروت يتناول قصة فتى يحاول عبثا منع تزويج أخته، ويسلط الضوء على الطفولة المهملة.

بيروت - خلال العرض الأول في بيروت لفيلمها "كفر ناحوم" تحدثت المخرجة اللبنانية، الحائزة على جوائز، نادين لبكي أمام عشرات الحضور الأربعاء قبل أسبوع من بدء عرض الفيلم في دور السينما بلبنان.
ويتناول فيلم "كفر ناحوم"، وهو دراما واقعية تدور أحداثها في الأحياء الفقيرة ببيروت، قصة الفتى زين (12 عاما) وهو يحاول عبثا منع تزويج أخته الصغرى التي وصلت سن البلوغ.
ويبدأ الفيلم وينتهي بمشاهد قاعة محكمة حيث يقاضي الفتى والديه، اللذان لديهما أطفال بلا عدد وآخر قادم في الطريق، على إنجابه، وهذا هو الجزء الخيالي الوحيد في الفيلم الذي يلتزم خلاف ذلك بالحقائق التي شهدتها المخرجة وعايشها طاقمه.
وفاز الفيلم، الذي يتناول الطفولة المهملة في الضواحي الفقيرة بالعاصمة اللبنانية، بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي في وقت سابق العام الحالي.

'كفر ناحوم'
دراما واقعية

وقالت نادين لبكي مخرجة الفيلم "ما إني (لستُ) الشخص الوحيد بافتكر المعني بشؤون الأطفال والتهميش والظلم اللي بيتعرضوا له الأطفال يومياً. يعني صار منظر الولاد هيك ع الطرقات، شقفة من طرقات المدينة، يعني إنه يعني هيدا الشي مش بس بافتكر بيعنيني لي، بيعني كتير ناس غيري، وقررت إنه يمكن أحول هيدا الغضب لشيء بأعرف أعمله اللي هو فيلم".
وأوضحت نادين لبكي أن القضية التي يتناولها الفيلم ليست خاصة بلبنان فقط لكنها مشكلة عالمية.
وأضافت "هيدي المشاكل اللي عم نشوفها وهيدا المنظر صار منظر حيا الله إنسان بحيا الله بلد بالعالم عم يشوفه. يعني هيدي مشكلة المدن الكبيرة بالعالم. صار موضوع بحيا الله بلد فرجينا الفيلم فيه هيدا اللي العالم بتقول لك إياه بتجي الناس بتقول لي تغيرت نظرتي لها الأطفال اللي بأشوفها كل يوم ع ها الطريق. مشكلة عالمية وزادت مع موضوع الهجرة ومع موضوع اللاجئين. فهدا موضوع بيعني كل الناس مش بس بيعني لبنان".
وأشارت المخرجة اللبنانية إلى أنها صورت 520 ساعة على مدى ستة أشهر، موضحة أن ممثليها مبتدئين وكثير منهم من الأطفال الصغار، بهدف تحقيق الواقعية المكثفة.
وقالت امرأة من فريق انتاج الفيلم تدعى ماريان قطرة "كل شيء بيبلش (يبدأ) من كيف بنربي أطفالنا؟ كيف بنوقفهن ع رجليهم (أرجلهم)؟. أول شيء بيهمني كان الموضوع وأنا فخورة للغاية، إني اشتغلت ع هيك فيلم، فيلم مناضل، فيلم عنده شيء يوصله، غير انه فيلم انشغل بطريقة تقنياً كتير مميزة، وانشغل على كل الأصعدة بطريقة كتير منيحة. الفريق كانت بولا محل عم تقصر بالعكس كانوا عم يعملوا اللي فيهن وأكتر بشي عشر مرات. هيدا الشيء اللي بيخلي الواحد إنه يفرح إنه يكون ع هيك مشروع".

نادين لبكي
'قصة الفيلم مشكلة عالمية'

وقال الناقد الفني إلياس دمُر "هيدا الشاب الصغير يا اللي فعلاً كلنا كمشاهدين مش بس تأثرنا عاطفياً يعني حتى قدرنا نعمل مثل ما بيقولوا تحديد ذات، أو تعارفنا نحنا كأشخاص بشخصية الولد وما كان صعب إنه نعيش المراحل اللي عم يعيشها وفعلاً نتأثر بهيدا الفيلم. الفيلم بيحمل قضية إنسانية كتير كبيرة ودعوة لكل المشاهدين اللي عم يحضرونا إنهم يحضروا الفيلم".
وقالت مشاهدة للفيلم تدعى سمر يحفوفي "صراحة قدي العالم حكيت عنه بس لما تشوفوا يعني شي تاني كلياً. كتير بيضوي (يسلط الضوء) على ميلة شوي بنعرف فيها، بس مش عن جد قد ما تخيلتها كتير صعبة، وكتير بنفس الوقت مؤثر والواحد بيحزن إنه يشوف إنه هيدي الحقيقة للأسف".
وأثناء إعدادها للفيلم تحدثت نادين لبكي مع أطفال في السجون ومخيمات اللاجئين وفي الشارع.