كواليس المنكوس 

انطلاق الحلقة الأولى من "كواليس المنكوس" المصاحبة لبرنامج المنكوس عبر قناتي الإمارات وبينونة.
أنا ما سعدت بطيب وقتي ولا حسيت ** إلا بوجودك شفت وقتي ولذاته
لك موقع في داخل القلب به حطيت ** حبك ملك قلبي، تحكّم بنبضاته

أبوظبي ـ انطلقت عبر قناتي الإمارات وبينونة، مساء الأربعاء، الحلقة الأولى من "كواليس المنكوس" المصاحبة لبرنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
على صوت وصورة مقدّم البرنامج عيسى الكعبي، وقاعة تعبق بالتراث ويتزين جدارها ببيتي الشعر:
أنا ما سعدت بطيب وقتي ولا حسيت ** إلا بوجودك شفت وقتي ولذاته
لك موقع في داخل القلب به حطيت ** حبك ملك قلبي، تحكّم بنبضاته
من أشعار المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكلمة "المنكوس" العريقة في التراث واللصيقة بالهوية والموروث، ومع أثاث لمجلس المنكوس يتميز بالجمال والبساطة، ويجمع بين الحداثة والأصالة، ومع آلة الغراموفون ينفتح باب كواليس المنكوس في حلقته الأولى، مع عباراته التشويقية للمشاهدين: "من المعروف للشباب حبهم للتجمع والتواجد في مكان واحد، يستأنسون ويتسامرون، واليوم ننطلق مع فرسان وشباب برنامج المنكوس بشكل أسبوعي، لأجل أن نراهم خارج البرنامج مجتمعين"، يتبعه تصوير جوي لأبرز معالم عاصمة التسامح، والثقافة، وحاضنة التراث، أبوظبي.
يستهل الكعبي الحلقة الأولى ضمن سلسلة من ثماني حلقات تسجيلية، بتعداد الأنشطة التي ننتظر فرسان المنكوس التي أبرزها غناء الكاريوكي لألحان المنكوس، والتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، وممارسة هواياتهم في الطبخ، ولعب الألعاب الإلكترونية الحافلة بروح المنافسة والإثارة، والزيارات المفاجئة وغير المتوقعة التي تنتظرهم.
ترسيخ المنكوس في ذاكرة المشاهدين 
وتستعرض كواليس المنكوس في حلقتها الأولى تقريراً حول استعدادات المشاركين والتدريبات والتعرف على بعضهم البعض في لقائهم الأول، كل ذلك حدث خلف الكواليس وخاصة مع حضور معظمهم للمرة الأولى على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، لتنتقل بعدها إلى قاعة مجلس المنكوس التي يجتمع فيها المشاركون وتُظهرهم كواليس المنكوس وهم يلعبون محاكاة كرة القدم بطاولة "البيبي فوت" وينتقلون لغناء كاريوكي خاص بالمنكوس في تحدٍ جميل بين سعد اليامي ومحمد آل دلبج المري، يُبرز استراتيجية اللجنة المنظمة لبرنامج المنكوس في إحياء لحن المنكوس وترسيخه في ذاكرة الجمهور من مشاهدي البرنامج، كما يعزّز مهارات الشعراء بتدريبهم الذكي والمبتكر على أداء البيت الشعري المعروض على الشاشة وترداده جماعياً، وهو:
عذولي دخيلك كف عذلك إليا ونيت ** ترا الوانه اللي تفري الصدر تحييني

من كواليس المنكوس
من الموروث الشعبي الشعري الأصيل

يبدأ التحدي مع سعد اليامي ومحمد آل دبلج، ثم يتبعهما يوسف بن ذروة الهاجري، طالب الصعاق، ثم عبد الله بن عمر المنصوري ثم أخيراً فيصل محمد المري.
فنون الشلة الإماراتية ورواح العصر
الزيارة المفاجئة كانت من الفنان الإماراتي حمد العامري الذي يجالس المشاركون ويسهم في تحفيزهم ومشاركتهم المعلومات القيمة في الشعر الشعبي ولحن المنكوس وفنون الشلة وغيرها، يطلب العامري بدايةً من المتسابق طالب الصعاق أن ينشد المنكوس ليبين للمشاهدين الفوارق بين لحن المنكوس والشلة والموروث كالردحة والونة، وإثر إنشاد طالب يليه سعد اليامي، ينتقل حمد العامري بالسؤال إلى يوسف بن ذروة الهاجري لسؤاله عن أعصابه وقلقه في فترة انتظار نتائج تصويت الجمهور، مؤكداً للمشاركين أن الشعور بالرهبة طبيعي وينبع من حرص الشعراء على حسن الأداء، ثم يقوم العامري بأداء الشلة بوصفها عنصراً أصيلاً من الموروث الإماراتي، تلاه الشاعران السعوديان فيصل المري ومحمد آل دبلج بإنشاد الشعر من الرواح وهو لحن يؤدى في فترة العصر تحديداً،  حيث ردد الشاعران "طواريك يا قلبي عذبتني طواريك".
عصف ذهني 
جلسة العصف الذهني للمشتركين تمحورت حول كيفية إيصال لحن المنكوس إلى الجمهور وترسيخه كعنصر تراث وهوية، حيث قال سعد اليامي إن المنكوس يربط الحاضر بالماضي، وهو موروث مهم في حياة السابقين والأولين، كما أن على المعاصرين أن يكون لديهم توجه ومعرفة فيه، ويقترح طالب الصعاق أن يشاهد الشعراء تسجيلات الكبار والسابقين، للعمل على نشرها وإيصالها قدر المستطاع، كما توافقت اقتراحات الشعراء على ضرورة أن يزوروا المناطق المشهورة بلحن المنكوس وأن يستمعوا إلى الكبار فيها.
طريقة مبتكرة
وكان ختام الحلقة الأولى من كواليس المنكوس أمام الكواليس لا خلفها، ووسط التجمع الجماهيري الكبير لمتسوقي وزوار مركز المارينا في أبوظبي، حيث قام الشعراء بأداء لحن المنكوس أمام الجمهور وبالتتابع، الأمر الذي لفت انتباه الزوار ونال إعجابهم، كباراً وصغاراً، حيث اشتركوا بالتصفيق والإشادة بهذا الأداء الحي والجميل من الموروث الشعبي الشعري الأصيل.