كورونا يطرق أبواب عائلة خامنئي

كورونا يتسبب في وفاة والدة زوجة ابن خامنئي وسط أنباء عن تجاوز ضحايا الفيروس 4300 ضحية فيما تستمر السلطات في التكتم عن حقيقة الإحصاءات ما يثير استياء الإيرانيين.
وفاة أحد مؤسسي الحرس الثوري بكورونا
خسائر مادية فادحة تتكبدها إيران يوميا بسبب كورونا

طهران - امتد فيروس كورونا المتفشي بين الإيرانيين إلى عائلة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بوفاة أحد أقربائه، فيما تجاوز الثلاثاء عدد وفيات الوباء القاتل في إيران 1900 شخص.

وفي هذا الإطار أعلنت السلطات الإيرانية الثلاثاء وفاة والدة زوجة ابن خامنئي متأثرة بالفيروس، بحسب الوكالة الرسمية للأنباء الإيرانية 'أرنا'.

وذكرت الوكالة "توفيت الأحد سيدة عزت هاموشي حماة ميسم خامنئي ابن مرشد الثورة الإيرانية في مستشفى بطهران، حيث كانت تتلقى الرعاية الصحية فيه"، موضحة أن جثمان هاموشي دفن الاثنين.

وظهر فيروس كورونا بإيران في 19 فبراير/شباط الماضي بمدينة قم، ومنها انتشر إلى سائر أنحاء البلاد.

وأفادت وزارة الصحة الإيرانية بارتفاع عدد الوفيات بكورونا في البلاد ليصل إلى 1934 بعد وفاة 124 في الـ24 ساعة الأخيرة، وبلغ عدد الإصابات 24811.

وحتى مساء الإثنين، أصاب الفيروس أكثر من 378 ألف شخص بالعالم، توفى منهم نحو 16 ألفًا، بينما تعافى ما يزيد عن 100 ألف شخص.

وأصاب كورونا مسؤولين وأعضاء بالبرلمان الإيراني وكوادر طبية وخلق حالة من الرعب بين الإيرانيين، في ظل هشاشة القطاع الصحي.

وفي هذا السياق أعلن الثلاثاء وفاة حبيب برركري أحد مؤسسي الحرس الثوري الإيراني بسبب إصابته كورونا.

ويقول الموقع نقلا عن مصادره أن عدد ضحايا ومصابي الفيروس في إيران أكبر بكثير مما تعلنه السلطات التي تخفي إحصاءات الكارثة التي ألمت بها بسبب جائحة كورونا، حيث كشفت المصادر الثلاثاء عن وفاة أكثر من 4300 شخص في كامل أنحاء إيران.

بدوره تحدث الناطق باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهان بور عن "وفاة إيراني كل 12 دقيقة بسبب الفيروس"، مضيفا "معدل تزايد الإصابات بالفيروس في العاصمة طهران بلغ نحو 13 بالمئة من بين جملة المصابين المحافظات الإيرانية".

كما تحدث رئيس مركز الاتصالات في بلدية طهران، عن خسائر مادية كبيرة ستمتد حتى 20 مايو/أيار المقبل نتيجة تفشي كوفيد-19.

وعمق الفيروس متاعب إيران المنهكة اقتصاديا تحت وطأة العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي في العام 2018، فيما تعيش الجمهورية الإسلامية منذ أشهر فترات عصيبة لم تعهدها على وقع تخبط سياسي وأزمات متناثرة.

وعلى صعيد متصل وضمن آخر مستجدات مكابدة إيران وسط انتشار الفيروس أعلن الرئيس الإيراني الثلاثاء أن نصف عدد الموظفين الحكوميين تقريبا يمكث بالمنازل في إطار إجراءات احتواء تفشي الوباء المستجد في الجمهورية الإسلامية، أكثر الدول تضررا من المرض في الشرق الأوسط.

 وقال روحاني "كثيرون من موظفي الحكومة سيستمرون في العمل من بيوتهم، لكن سيُسمح للموظفين الحكوميين الذين يشغلون مناصب حساسة، حيوية للجمهور، بالعمل من مكاتبهم. الهدف هو إبقاء مزيد من الناس في البيوت".

وأضاف أن الإفراج المؤقت عن السجناء، الذي أُعلن في وقت سابق هذا الشهر، سيُمدد لمدة 15 يومًا حتى 19 أبريل/نيسان للحد من انتشار الفيروس.

وكانت السلطة القضائية في إيران قد أعلنت في الـ17 مارس/آذار السماح لنحو 85 ألف سجين، بينهم سجناء سياسيون، بمغادرة السجون في إطار الإجراءات الرامية لاحتواء فيروس كورونا.

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن في التاسع من مارس/آذار إنه طلب من طهران إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين مؤقتا من السجون المزدحمة والموبوءة بالأمراض للمساعدة في كبح انتشار فيروس كورونا.

ويفيد تقرير قدمه رحمن لمجلس حقوق الإنسان في يناير/كانون الثاني أن إيران قالت إن لديها 189500 شخص في السجن.

وحمّل حكام الجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة مسؤولية المصاعب التي تواجهها طهران في مكافحة تفشي المرض، وحثوا المجتمع الدولي على الضغط على واشنطن لترفع العقوبات من أجل مساعدة طهران في التصدي لانتشار المرض.

ورفض خامنئي الأحد عرضا أميركيا بمساعدات إنسانية قائلاً "قد يقدمون أدوية تنشر الفيروس أو تجعله يبقى بشكل دائم في إيران".

وكانت واشنطن قد قطعت الأسبوع الماضي على طهران أمل تخفيف العقوبات، حيث بعثت برسالة شديدة اللهجة مفادها أن معاناة طهران بسبب كورونا لن يدفع الولايات المتحدة نحو تخفيف العقوبات، لكنها لن تمنع المساعدات الإنسانية إليها.

وأرسلت منظمة أطباء بلا حدود الأحد فريقا ووحدة مستشفى مؤقتة إلى إيران، لكنها قالت الثلاثاء إنه جرى تعليق خطتها لإنشاء مركز طوارئ مكون من 48 سريرا لعلاج حالات الإصابة الحادة بالوباء في مدينة أصفهان.

وتعتبر إيران إحدى الدول الأكثر تضررا بكوفيد-19 مع ايطاليا والصين واسبانيا، لكنها ترفض على عكس تلك الدول الثلاث، فرض إجراءات عزل أو حجر.