كورونا يعجل بالإفراج عن عشرات آلاف السجناء

دول تعاني من تردي القطاع الصحي فيها تقرر مكرهة إطلاق سراح آلاف السجناء في قرارات لم يكن مخطط لها وتأتي بفعل مخاوف من تحول السجون لبؤرة لفيروس كوفيد 19.
السعودية تفرج عن 250 مخالفا لقواعد الهجرة لاحتواء كورونا
كابول تخطط للإفراج عن 10 آلاف سجين
الإفراج لا يشمل متورطين في الإرهاب
إيران أطلقت نحو 70 ألف سجين

كابول - عجل فيروس كورونا الذي أثار هلعا في كل العالم بقرارات لم تكن واردة في أكثر من دولة تعلقت بالإفراج عن عشرات آلاف السجناء خشية حدوث كارثة صحية خاصة في سجون مثل تلك التي في إيران أو أفغانستان أو دول افريقية تعاني أصلا من تردي الخدمات الصحية.

ومن المقرر أن تطلق أفغانستان خلال الأيام العشرة المقبلة ما يصل إلى 10 آلاف سجين في محاولة لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد في هذا البلد الذي يعاني ضعفا في المرافق الصحية بعد أربعة عقود من النزاعات.

وقال المدعي العام الأفغاني فريد حميدي في مؤتمر صحافي إن هذا القرار سيشمل "النساء والأحداث والمصابين بأمراض خطرة والأشخاص المعتقلين منذ أكثر من 55 سنة".

وأشار إلى أن التدبير المتخذ بموجب مرسوم رئاسي صدر الخميس "لا يشمل الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد الأمن الوطني والدولي"، معتبرا أنه "قرار مسؤول للحفاظ على صحة السكان".

ولا ترتبط عمليات الإطلاق هذه بتبادل للسجناء تفاوض الحكومة الأفغانية عليه حاليا مع حركة طالبان في إطار جهود للبدء بمحادثات سلام.

وأكد وزير الصحة الأفغاني فيروز الدين فيروز في البيان نفسه أن "السجون تشكل مساحات تواجه خطرا عاليا لنقل العدوى وتفشيها".

وقال المسؤول عن مديرية السجون الأفغانية راشد توتاخيل إن المرسوم الرئاسي يلحظ إطلاق "ما بين تسعة آلاف وعشرة آلاف سجين" في عملية "يجب أن تنتهي خلال الأيام العشرة المقبلة".

وسجلت أفغانستان رسميا حالتي وفاة جراء وباء كوفيد-19، إضافة إلى ثمانين إصابة بين الأفغان وأربعة مصابين من الجنود الأجانب.

السلطات الأفغانية لم تتوصل بعد للعدد الحقيقي للمصابين بفيروس كورونا
السلطات الأفغانية لم تتوصل بعد للعدد الحقيقي للمصابين بفيروس كورونا

غير أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير في بلد يعاني سكانه البالغ عددهم حوالي 35 مليون نسمة نفاذا محدودا إلى المرافق الصحية ذات الوضع المتردي بعد أربعة عقود من النزاعات.

وليست أفغانستان أول بلد يعلن مثل هذا الإجراء، فقد أعلن السودان الأربعاء إطلاق أكثر من أربعة آلاف سجين فيما تحدثت إثيوبيا عن عفو قريب سيشمل أربعة آلاف سجين.

وفي إيران، نقلت وكالة 'ميزان أونلاين' المرتبطة بالسلطة القضائية عن مسؤول هيئة السجون الإيرانية أصغر جهانكير أن "حوالي 70 ألف سجين" أطلقوا بهدف مكافحة تفشي الوباء.

وأثارت قرارات حظر الزيارات للسجناء في إطار مساعي التصدي لتفشي الفيروس أعمال شغب في السجون الإيطالية وحالات فرار لمساجين في البرازيل وفنزويلا.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت الاثنين في تقرير للحكومات ومؤسسات إدارة السجون من أن "الأشخاص المحرومين من الحرية يواجهون خطرا أكبر في وجه وباء فيروس كورونا مقارنة مع باقي السكان بسبب ظروف الحجز التي يعيشون فيها.

وقالت هيئة حقوق الإنسان بالسعودية والمدعومة من الدولة اليوم الخميس إن المملكة أفرجت عن 250 أجنبيا كانوا محتجزين لمخالفات قواعد الهجرة والإقامة لم تقترن بالعنف وذلك في إطار جهود احتواء فيروس كورونا.

عمليات الإفراج في أفغانستان لا ترتبط بتبادل للسجناء تفاوض الحكومة الأفغانية عليه حاليا مع حركة طالبان في إطار جهود للبدء بمحادثات سلام

وقال عواد العواد رئيس الهيئة في بيان إن إطلاق سراح هؤلاء لترحيلهم لبلادهم في نهاية الأمر سيساعد على تقليل الخطر على نزلاء مراكز الاحتجاز دون الإخلال بالأمن العام بأي حال وأنه من المتوقع الإفراج عن المزيد.

وتوفي ثلاثة أشخاص بالمرض في المملكة من بين أكثر من ألف حالة إصابة على الرغم من إجراءات جذرية شملت تعليق كل الرحلات الدولية وإغلاق كل الأماكن العامة وتعليق العمل. وبدأت دول حول العالم في الإفراج عن السجناء لتجنب انتشار كارثي للمرض في السجون المكتظة. وقبلها بأسبوع أعلنت البحرين العفو والإفراج عن مئات السجناء في خطوة تأتي ضمن إجراءات مكافحة كورونا.

وأودى وباء كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 21873 شخصا في العالم منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول في الصين، بالاستناد إلى الإحصائيات المحدثة ومصادر رسمية.

وثبتت رسميا 481300 إصابة في 182 دولة ومنطقة منذ بداية تفشي الوباء، غير أنّ هذه الحصيلة للإصابات المثبتة لا تعكس سوى جزء من الحصيلة الحقيقية للإصابات بالنظر إلى أنّ عددا كبيرا من الدول لا يجري الفحوص إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات. ومن بين هذه الإصابات ثمة 107100 إصابة سجّل شفاؤها.

وتعدّ إيطاليا التي سجّلت الوفاة الأولى في نهاية فبراير/شباط الدولة الأكثر تضررا لناحية حصيلة الوفيات مع بلوغها 7503 وفيات من أصل 74386 إصابة. وقالت السلطات الإيطالية إنّ 9362 شخصا شفيوا.

وتأتي إسبانيا بعد إيطاليا على هذا الصعيد، إذ سجّلت 4089 وفاة و 56188 إصابة، ثم الصين مع 3287 وفاة (81285 إصابة)، تليها إيران مع 2234 وفاة (29406 إصابات) وفرنسا 1331 وفاة (25233 إصابة).