كورونا ينتشر بوتيرة متقلبة في أكثر من دولة
باريس/روما - أعلنت السلطات الفرنسية اليوم الأربعاء وفاة 231 شخصا بفيروس كورونا لترتفع الحصيلة إلى 1331 في الوقت الذي تباطأت فيه وتيرة انتشار الفيروس في ايطاليا، لكن عدد الوفيات تجاوز رغم ذلك عتبة 7500 بحسب حصيلة رسمية.
وكذلك قالت الشركة المشغلة لمطار أورلي بفرنسا في بيان الأربعاء، إن المطار الواقع جنوبي العاصمة باريس والذي يستخدم في الأساس للرحلات القصيرة سيغلق اعتبارا من 31 مارس/آذار حتى إشعار آخر بسبب عدوى فيروس كورونا.
وتراجعت حركة السفر في المطار 92 بالمئة يوم الثلاثاء مقارنة بنفس اليوم من العام الماضي وكانت نسبة التراجع 89 بالمئة في مطار شارل ديغول الدولي بالعاصمة الفرنسية.
وفاة 231 مصابا بفيروس كورونا في فرنسا يرفع حصيلة الضحايا إلى 1331 وسط توقعات بارتفاع الحصيلة في قادم الأيام
وتقرر إقلاع وهبوط جميع الرحلات إلى منطقة باريس من مطار شارل ديغول الذي سيتم تقليص أنشطته أيضا.
وفي روسيا أعلنت أن شخصين مسنين توفيا في موسكو أثبتت الفحوص أنهما يحملان فيروس كورونا.
وقالت مديرية الصحة في مدينة موسكو في بيان إن "مريضين مسنين توفيا في موسكو بعد أن تأكدت إصابتهما بفيروس كورونا"، مضيفة أنهما كانا يعانيان من التهاب الرئة ومضاعفات أخرى.
ولم تؤكد روسيا أي وفيات مباشرة بسبب فيروس كورونا ولم توضح على الفور ما إذا كان سيتم إدخال المتوفيين في إحصاءات الوفيات بالفيروس.
والأسبوع الماضي أعلنت السلطات الصحية الروسية وفاة امرأة ثبتت إصابتها بالفيروس، إلا أنها ذكرت لاحقا أن التشريح أظهر أنها توفيت بسبب جلطة دماغية.
والثلاثاء قالت السلطات ذاتها إن امرأة مسنة توفيت في مستشفى الأمراض المعدية ثبت إصابتها بالفيروس، لكن سبب الوفاة كان إصابتها المتقدمة بالسرطان.
والأربعاء ألقى الرئيس فلاديمير بوتين كلمة إلى الأمة أكد فيها خطورة الوباء غداة زيارته مستشفى في موسكو يعالج فيه المصابون بالفيروس.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين مطالبته بضرورة أن تظل جميع أماكن الترفيه في العاصمة مغلقة الأسبوع القادم لاحتواء انتشار فيروس كورونا لكنه قال إن الإجراءات المحددة سيتم الإعلان عنها يوم الخميس.
ونسبت وكالات الأنباء إلى رئيس البلدية القول إنه يرى ثمة ضرورة أن تظل جميع المطاعم والمقاهي مغلقة وأن يتم فرض قيود على المراكز التجارية والمتنزهات.
رغم تراجع وتيرة الاصابة بفيروس كورونا تبقى ايطاليا من أكثر الدول تضررا مع اقتراب عدد الوفيات من عتبة الـ8 آلاف
وكان بوتين قد كشف في وقت سابق اليوم الأربعاء عن إجراءات جديدة للحد من تفشي الفيروس وأعلن توقف العمل الأسبوع القادم لكثير من المواطنين الروس وحث الناس على البقاء في منازلهم.
أما في ايطاليا البلد الذي سجل أعلى معدل وفيات وإصابات بالفيروس فقد تواصل ارتفاع عدد حالات كورونا المستجد في ايطاليا الأربعاء، لكن عدد الوفيات اقترب من عتبة 8 آلاف بحسب حصيلة رسمية لتبقى الدولة الأكثر تضررا من انتشار هذا الوباء.
وتظهر هذه الحصيلة ارتفاعا بنسبة 7.5 بالمئة للحالات الإيجابية (إجمالي 75 ألف حالة) كما حصل الاثنين والثلاثاء أي أضعف معدل منذ بدء انتشار الفيروس في ايطاليا.
ولا تزال لومبارديا بشمال البلاد المنطقة التي تسجل أعلى عدد حالات مع 4474 وفاة (+296 في 24 ساعة) تليها اميليا رومانيا (منطقة بولونيا شمال) مع 1077 وفاة. ولومبارديا التي تشمل ميلانو هي أيضا المنطقة التي تسجل أعلى عدد إصابات: 32346 من أصل 74386 في كل أنحاء البلاد بحسب أرقام الدفاع المدني.
وقال حاكم لومبارديا اتيليو فونتانا "نحن في المسار نفسه الذي سجل في الأيام السابقة، بالتالي هذا الانطباع بالتباطؤ في ارتفاع عدد الحالات لا يمكن وصفه بأنه ثابت"، مضيفا "إنه أمر مهم جدا، لكن يجب مواصلة التنبه".
وبحسب دراسة أجراها المجلس الوطني للأبحاث فإن 57 من أصل 107 دوائر في ايطاليا بلغت ذروة الوباء وهذا ينطبق بشكل خاص على عشر من دوائر لومبارديا الـ12 بينها ميلانو.
وبحسب الباحث جيوفاني سيباستياني كما نقلت عنه الدراسة فإن "الدوائر الـ57 التي بلغ فيها الوباء ذروته تقع في كل مناطق البلاد وهذا بدون شك أمر إيجابي"، مضيفا "هذه المعطيات تثير ارتياحنا لأنها تعني أن إجراءات وقف الوباء تعطي النتائج المرجوة حتى لو لم ندخل بعد المرحلة الأولية لتراجع الوباء، بالتالي يمكننا الحديث عن اتجاه لكن يجب توخي الحذر".
ويدعو أطباء وعلماء إلى عدم التراخي في الجهود فيما لا يزال حوالى 60 مليون ايطالي في منازلهم للأسبوع الثالث على التوالي.
بريطانيا تعلن رسميا وفاة ستيفن ديك نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة المملكة المتحدة في بودابست متأثرا بإصابته بفيروس كورونا
من جهته قال مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية رانييري غيرا لإذاعة راديو كابيتال إن "تباطؤ سرعة ارتفاع الحالات هو عامل ايجابي جدا. في بعض المناطق اقتربنا من نقطة بدء نزول خط الحالات، بالتالي يمكن بلوغ الذروة هذا الأسبوع ثم التراجع".
وواصل الفيروس حصد المزيد من الأرواح في بريطانيا،حيث قالت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الأربعاء إن ستيفن ديك نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة المملكة المتحدة في بودابست توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وأضافت في بيان أن الدبلوماسي البالغ من العمر 37 عاما توفي في المجر يوم الثلاثاء. وكان يشغل منصب نائب السفير البريطاني لدى بودابست منذ ديسمبر/كانون الأول 2019 وفقا لسيرته التي نشرت على موقع الحكومة البريطانية.
وبوفاة ديك وصل عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في المجر إلى عشرة طبقا للبيانات الرسمية للحكومة المجرية التي نشرت في وقت سابق الأربعاء والتي اكتفت بالقول إن مواطنا بريطانيا توفي نتيجة إصابته بالفيروس.
ونقل بيان وزارة الخارجية البريطانية عن وزير الخارجية دومينيك راب قوله "حزنت للغاية للأنباء التي أفادت بوفاة ستيفن وقلبي مع والديه ستيفن وكارول".
كما قرر البرلمان البريطاني إنهاء أعماله باكرا الأربعاء بسبب فيروس كورونا وذلك قبل أسبوع من موعد توقفه لعطلة الفصح.
وأعلن مجلس العموم على صفحته على تويتر إنه "وافق على تقديم عطلة الفصح وسينعقد مرة أخرى في 21 ابريل/نيسان 2020".
وقال وزير الإسكان روبرت جينريك لبي بي سي في وقت سابق إن القرار "منطقي" نظرا لحالة الإغلاق في البلاد للمتاجر والخدمات غير الأساسية والأمر الحكومي للناس بالبقاء في منازلهم، مضيفا "يجب أن يكون البرلمان قدوة" وأنه من المهم كذلك حماية الموظفين من الإصابة بالفيروس.
غير أنه أوضح أنه "متأكد من أن البرلمان سيعود بعد عطلة الفصح"، مشيرا إلى أهمية مراقبة النواب للحكومة.
وطرحت الحكومة أمام البرلمان قانون طوارئ يمنحها سلطات لإجبار الناس على البقاء في منازلهم هذا الأسبوع، بينما يتوقع أن يصبح قانونا الأربعاء.
وقبل أن يبدأ النواب بالعودة إلى منازلهم، تواجه رئيس الوزراء بوريس جونسون لآخر مرة مع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن الذي من المقرر أن يتنحى عن زعامة الحزب قبل عودة البرلمان إلى الانعقاد. وسيتم الإعلان عن زعيم جديد للحزب في 4 ابريل/نيسان ويتوقع أن يكون كير ستارمر الأوفر حظا.