كوريا الشمالية تهاجم واشنطن وتتفهم المطالب الأمنية الروسية

بيونغيانغ تعتبر أن الأزمة في أوكرانيا تنبع من سياسة الهيمنة التي تنتهجها الولايات المتحدة والغرب "اللذان ينغمسان في الاستبداد والتعسف تجاه البلدان الأخرى".
الصين تحذّر من عودة الحرب الباردة
بيونغيانغ تتهم الغرب بتقويض الأمن بمحاولة توسيع الناتو شرقا
بكين تدعو إلى وقف التصعيد العسكري وضبط النفس

بيونغيانغ - قالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية الاثنين، إن "سياسة الهيمنة الأميركية وتجاهل الدول الغربية للمصالح الأمنية المشروعة لروسيا هما السبب الجذري للوضع في أوكرانيا".

وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، أن "الأزمة في أوكرانيا تنبع من سياسة الهيمنة التي تنتهجها الولايات المتحدة والغرب، اللذان ينغمسان في الاستبداد والتعسف تجاه البلدان الأخرى".

واتهم البيان كذلك الغرب والولايات المتحدة "يقوضان بشكل منهجي النظام الأمني في أوروبا بمحاولاتهما الواضحة بشكل متزايد نشر أسلحة هجومية هناك، وتوسيع الناتو في الشرق"، واصفا مطالب روسيا الأمنية بـ"العادلة والعقلانية، لكن مع ذلك تم تجاهلها".

وأضاف أن الولايات المتحدة والغرب "الذين دمروا العراق وأفغانستان وليبيا"، يتكلمون عن "احترام السيادة" ووحدة الأراضي" بشأن الوضع في أوكرانيا الذي "فجروه بأنفسهم"، مؤكدا أن هذا "ليس منطقيا على الإطلاق".

وأكد أن "الواقع يثبت مرة أخرى أن السلام لن يحل على العالم أبدا طالما بقيت السياسة المزدوجة وأحادية الجانب للولايات المتحدة التي تهدد سلام وأمن الدول ذات السيادة".

ويأتي الموقف الكوري الشمالي متناغما مع موقف الصين التي أبدت بدورها تفهما للمطالب الأمنية الروسية.

وأكّد تشانغ جون سفير الصين لدى الأمم المتحدة خلال اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين أن العالم "لن يكسب شيئا" من حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقال "انتهت الحرب الباردة منذ زمن طويل. يجب التخلي عن عقلية الحرب الباردة المبنية على مواجهة المحاور بعضها لبعض" مضيفا "لا مكسب من بدء حرب باردة جديدة بل سيخسر الجميع".

ووجدت روسيا نفسها اليوم الاثنين في قفص الاتهام خلال "جلسة استثنائية طارئة" للجمعية العامة للأمم المتحدة يتحتّم خلالها من الدول الـ193 اتخاذ موقف سواء دعما لسيادة أوكرانيا وديمقراطيتها، أو تأييدا لروسيا في غزوها لهذا البلد.

ودعت الصين التي ترفض إدانة روسيا على هذا التصرف على لسان  المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وين، إلى وقف تصعيد النزاع، مطالبا الأطراف المتحاربة بـ"التزام الهدوء وضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد".

وانخرطت الدبلوماسية الصينية منذ بداية النزاع في عملية توازن بين قربها السياسي من موسكو ودفاعها التقليدي عن "سيادة وسلامة أراضي" الدول.

ورفضت بكين الجمعة الموافقة على قرار لمجلس الأمن يدين الغزو الروسي لكنها لم تصوت ضدّه أيضا بل لجأت إلى الامتناع عن التصويت.

وتأتي هذه المواقف من حليفي روسيا بينما توعدت مسؤولة أميركية كبيرة الاثنين، روسيا بأنها ستحاسب على غزوها لأوكرانيا، بينما تسعى كييف وحلفاؤها لإجراء تحقيق في جرائم حرب محتملة.

وقالت بوني جينكيز وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي في مؤتمر نزع السلاح في جنيف "لا بد من تحمل روسيا عواقب حربها غير المبررة... العالم يتابع وسنحاسب روسيا".