كيفية فرار 6 معتقلين فلسطينيين يصيب أجهزة إسرائيل بالإرباك

سيناريوهات وجهات المعتقلين الفلسطينيين الفارين من سجن جلبوع متعددة، فقد تكون سكنهم في جنين أو ربما غزة وثمة سيناريو ثالث محتمل، يتمثل في محاولتهم عبور الحدود إلى إحدى الدول المجاورة هي الأردن على الأرجح.
إسرائيل تمنع نشر تفاصيل التحقيق في فرار المعتقلين الفلسطينيين لمدة شهر
فكرة الهروب مستلهمة على ما يبدو من أفلام هوليود أو فيلم 'الفوضى'
كاميرات المراقبة رصدت خروج المعتقلين من نفق لكن حارس المراقبة كان نائما

القدس المحتلة - تعيش السلطات الإسرائيلية حالة من الحيرة والإرباك بسبب فرار ستة من المعتقلين الفلسطينيين من سجن شديد الحراسة، بينما تستمر دوامة الأسئلة حول كيفية تمكن هؤلاء من الهرب بدون أن يتم رصدهم أو معرفة وجهتهم، ولم تقدّم قوات الأمن التي تواصل عمليات مطاردتهم إجابات واضحة عن العملية بعد.

وبدأت عملية الهروب في ساعات الفجر عبر إحداث حفرة أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات في سجن جلبوع (شمال)، أفضت بهم إلى مخرج نفق صغير اكتشفه عناصر الشرطة والحراس في وقت لاحق صباح الاثنين.

وهذه الأحداث قريبة بشكل أو بآخر من سيناريو فيلم "فوضى" الذي تناول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي ويبدو أنها مستلهمة أيضا من الأفلام الهوليودية.

وعلى الأرض، فإن قصة الهروب جعلت الفارين "أبطالا" في نظر معظم الفلسطينيين، بينما جندت إسرائيل ترسانتها الأمنية كاملة في مهمة البحث والقبض على الفارين وسيرت لذلك طائرات بدون طيار ونصبت نقاط تفتيش على الطرق وانتشر الجيش في محيط مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة التي يتحدر منها السجناء الستة من مخيمها وقراها.

وتأتي عملية الفرار التي مضى عليها أكثر من 24 ساعة في وقت تحيي فيه إسرائيل رأس السنة العبرية الثلاثاء.

وأشادت الصحف الفلسطينية بالعملية فتصدر عنوان "6 أسرى من سجن جلبوع ينتزعون حريتهم"، الصفحة الأولى لصحيفة القدس المستقلة مع صورة لموقع الحفرة التي خرج منها المعتقلون وقد تجمع حولها الصحافيون والمصورون.

أما صحيفة الحياة الجديدة التابعة للسلطة الفلسطينية فكتبت "6 أسرى يفرون من سجن الجلبوع شديد الحراسة".

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية في الشمال "لم نحرز أي تقدم في الوقت الحالي"، مضيفا "تم حشد جميع القوات الأمنية سواء الجيش أو جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة وحرس الحدود وجميع الوحدات الخاصة المختلفة للعثور على السجناء".

لكن السلطات الإسرائيلية أصدرت أمرا قضائيا ضد نشر تفاصيل التحقيق ساريا لمدة شهر.

وتبدو سيناريوهات الوجهات التي قصدها أو يمكن أن يقصدها الفارون الستة متعددة، بدءا بأماكن سكنهم في جنين أو ربما قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس الإسلامية ويسكنه قادة حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها خمسة منهم. وثمة سيناريو ثالث محتمل، يتمثل في محاولتهم عبور الحدود إلى إحدى الدول المجاورة.

وصرح مصدر في الشرطة لصحيفة "هآرتس" العبرية الثلاثاء بأنه من "الوارد جدا" أن يكون الرجال قد عبروا إلى الأردن الذي لا تبعد حدوده من السجن أكثر من عشرين كلم.

ووفقا للصحيفة ربما يكونوا قد استقلوا سيارة على بعد ثلاثة كيلومترات من السجن، فيما يتركز جزء كبير من التحقيق أيضا على كيفية نجاح المعتقلين الستة بالفرار بدون أن يلحظهم أي من الحراس في السجن المعروف بأنه شديد الحراسة ومجهز بأحدث التقنيات.

وبحسب إذاعة "كان" العامة الإسرائيلية فإن كاميرات المراقبة تمكنت من التقاط المعتقلين أثناء فرارهم من مخرج النفق، لكن أحدا لم يكن يرصد الشاشات حينها.

وأشارت الإذاعة إلى أن أحد الحراس المسؤولين كان نائما خلال مناوبته. وقال صحافي في صحيفة "معاريف" إن التحقيقات تشير إلى أن حفر النفق قد يكون استغرق خمسة أشهر.

ويقضي أربعة من الفارين الستة أحكاما بالسجن مدى الحياة، بينما بقي اثنان منهم موقوفين بدون أن تصدر ضدهم أحكام بعد. وتتهمهم تل أبيب بتنفيذ عمليات ضد أهداف في إسرائيل.