كيف يتم تأمين الغذاء للبشرية دون تدمير الطبيعة؟

تقرير دولي يركز على تأثير الأغذية الصناعية واستغلال الموارد الطبيعية على القدرة على توفير الغذاء للبشرية مستقبلا، ويرسم صورة لمجتمع يعاني فيه مليارا شخص من الوزن الزائد.
ضرورة خفض استهلاك اللحوم ومشتقات الحليب بنسبة 50 بالمئة على مستوى العالم
30 بالمئة من الأغذية المنتجة ينتهي بها المطاف في سلال المهملات

باريس– كيف يؤمن الغذاء لسكان الأرض الذي يزداد عددهم باستمرار من دون تدمير الطبيعة التي نعتمد عليها؟ سؤال أساسي لاستمرارية البشرية يحتل صلب محادثات انطلقت الجمعة في جنيف.
يصدر التقرير الدولي الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الاسبوع المقبل في ختام هذه اللقاءات المغلقة، وهو مكرّس "للتغير المناخي والتصحّر والأمن الغذائي وتدهور التربة وإدارة الأراضي المستدامة وتدفق الغازات المسببة لمفعول الدفيئة في أنظمة الأرض البيئية". وهو سيشكل التحليل العلمي الأشمل حتى الآن حول هذا الموضوع.
وتقع هذه الوثيقة في 1200 صفحة وستركز على الطريقة التي تؤثر فيها الأغذية الصناعية، من المنتج إلى المستهلك والاستغلال المعمم للموارد وبعض الجهود لمواجهة الاحترار المناخي حتى، سلبا في قدرتنا على توفير الغذاء للبشرية مستقبلا.
وسيرسم التقرير صورة لمجتمع يعاني فيه مليارا شخص من الوزن الزائد أو البدانة وحيث ترمى كميات كبيرة من الأغذية فيما يطال الجوع ملايين الأشخاص عبر العالم.

 الهدر الغذائي
محادثات في جنيف تركز على اللحوم والهدر الغذائي

وأوضح هوسونغ لي مدير الهيئة في افتتاح المحادثات "يمكننا القول إن هذا التقرير يطال طبيعتي ومزرعتي وغذائي والهدر الغذائي".
وشددت إينغر اندرسن مديرة برنامج الأغذية العالمي على أن التقرير "عنصر علمي مهم جدا".
وسيصدر النص الذي درسته عن كثب وفود من حوالى 195 دولة بصيغته النهائية الأسبوع المقبل.
وسيشكل مناسبة للتشديد على أهمية ترشيد استخدام الأراضي، وهو جانب أهمل لفترة طويلة على ما يفيد خبراء. وقالت لين سكارلت من منظمة "ذي نيتشر كونسرفانسي" "إذا ما نظرنا إلى عواقب التغير المناخي والمساهمات في هذا التغير، نرى أن الأراضي لها دور بالغ الأهمية".
وتشكل الزراعة وقطع أشجار الغابات حوالى ربع انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.
وتستخدم الزراعة ثلث الأراضي على اليابسة وثلاثة أرباع المياه العذبة المتوافرة على الأرض.
وثمة خشية أن يصل النظام إلى قدرته القصوى في وقت يتوقع فيه أن يرتفع عدد سكان الأرض إلى عشرة مليارات في منتصف القرن الراهن في مقابل 2,6 مليار في 1950.
وتشكل اللحوم والهدر الغذائي نقطتين سلبيتين أيضا. فحوالى 30 بالمئة من الأغذية المنتجة ينتهي بها المطاف في سلال المهملات.
وأشار شتيفان سينغر من منظمة "كلايمت أكشن نتوورك" إلى ان "الأراضي تنتج غذاء يفوق حاجات العالم لكن ثمة 820 مليون شخص في العالم لا يزالون يخلدون إلى النوم وهم جياع".
ورأت سيسيل لوبا من منظمة "غرينبيس" أنه "يجب خفض استهلاك اللحوم ومشتقات الحليب وإنتاجها بنسبة 50 بالمئة على مستوى العالم”.
وأعربت تيريزا اندرسون من منظمة "أكشن إيد" غير الحكومية"يصدر هذا التقرير في لحظة حساسة لأن الزراعة هي في آن واحد ضحية للتغير المناخي ومحرك له".
وتساهم زراعات الحبوب المكثفة مثل الصويا التي تستخدم علفا للمواشي وفي انتاج الوقود الحيوي أيضا، في القضاء على الغابات التي تخزن الكربون.
وأكدت تيرزيا اندرسون "يجب أن ندير ظهورنا للزراعة الصناعية المضرة المستندة إلى مواد كيميائية وقطع أشجار الغابات وانبعاثات" الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.
ويتناول التقرير كذلك مشكلات التصحر وتدهور المواطن الطبيعية جراء الزراعة مع خسارة غابات استوائية توازي مساحتها مساحة سريلانكا سنويا.
وسيتطرق التقرير إلى مصير السكان الأصليين والنساء وهي فئات معرضة أكثر من غيرها.
في تشرين الأول/اكتوبر 2018، فصّل تقرير آخر للهيئة الأثر المتوقع لاحترار مناخي محصور بزيادة 1,5 درجة مئوية تماشيا مع أهداف اتفاق باريس وسبل البقاء تحت هذه العتبة الطموحة جدا.
ومنذ ذلك الحين، شكل مواطنون حركات ونزل مئات آلاف الأشخاص إلى الشوارع لمطالبة حكوماتهم بتسريع تحركها في مواجهة الاحترار.