لافروف يدعو إلى إعفاء العلاقات مع بغداد من العقوبات الغربية

وزير الخارجية الروسي يعلن أن اللجنة المشتركة بين العراق وروسيا ستعقد اجتماعاتها في بغداد.
بغداد تطرح على واشنطن إمكانية التعاون مع الشركات الروسية
لافروف يؤكد أن الشركات النفطية الروسية ستلتزم بالضوابط القانونية في العراق

بغداد - دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاثنين مع نظيره العراقي فؤاد حسين إلى اعفاء العلاقات العراقية الروسية من العقوبات الغربية على موسكو، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين خاصة على المستوى التجاري والاقتصادي.

وأرخت العقوبات الغربية على موسكو بظلال قاتمة على علاقات التعاون مع عدة شركاء من بينهم العراق، فيما تأتي زيارة لافروف لبغداد لاستكشاف سبل تنشيط التعاون الثنائي بمنأى عن الاجراءات العقابية الغربية، بينما تتحرك روسيا وإيران للالتفاف على العقوبات الغربية عبر استحداث نظام مالي بعيدا عن نظام سويفت الدولي، فيما يعمل الروس على ايجاد منافذ أوسع للتعويض عن الخسائر الناجمة عن الاجراءات الأميركية الأوروبية والتي طالت عدة قطاعات حيوية بينها القطاع النفطي والغاز.

ويستعد وفد عراقي لزيارة إلى واشنطن لبحث تخفيف الضغوط على الاقتصاد المتعثر ومناقشة قواعد العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في نيويورك على معاملات الدولار العالمية التي تجريها البنوك التجارية العراقية وتأثيرها على الاقتصاد العراقي.

وأعلن لافروف الذي وصل يوم الأحد إلى بغداد في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع المستوى، أن اللجنة المشتركة بين العراق وروسيا ستعقد اجتماعاتها في العاصمة العراقية بغداد، وفق وكالة "شفق نيوز". وقال "بحثنا العلاقات الثنائية بين بغداد وموسكو والفرص الاستثمارية"، مضيفا أن بغداد تدرس فرص سداد ديونها لشركات النفط والغاز العاملة في العراق، كما تطرق إلى أهمية العلاقات التعليمية بين البلدين، لافتا إلى أن أكثر من 4 آلاف طالب عراقي يدرسون في الجامعات الروسية، قائلا "قمنا بزيادة الزمالات الدراسية للطلبة العراقيين".

وعرض في حديثه إلى الحرب في أوكرانيا متهما الغرب بالعمل على تقويض اتفاقيات مينسك وسعيه إلى تدمير كافة حقوق الناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا، مؤكدا دعم موسكو لموقف العراق الداعي إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا.

 وأضاف لافروف "ناقشنا الأوضاع في منطقة الخليج ونشدد على ضرورة تنسيق المواقف ومستمرون بالتنسيق مع الجانب العراقي حول القضايا الاقليمية وخاصة القضية الفلسطينية"، كاشفا أن قيمة الاستثمارات الروسية في مجال النفط تجاوزت 10 مليارات دولار، مشيرا إلى أن الشركات النفطية الروسية ستلتزم بالضوابط القانونية في العراق.

أما وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين فقد أعرب عن عزم الوفد التفاوضي الذي سيزور واشنطن يوم الأربعاء بحث ملف تعاون بغداد مع الشركات الروسية، قائلا إن "المباحثات الثنائية مع الجانب الروسي شهدت التطرق إلى التعاون في الجوانب الأمنية والاقتصادية وكذلك جرت دراسة كيفية التعامل مع المستحقات المالية للشركات الروسية العاملة في العراق"، إذ تواجه روسيا عقوبات اقتصادية فرضتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قد تحتم عدم التعامل بالدولار في دفع المستحقات.

وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية أشار إلى أن "موقف العراق واضح من الحروب ويحث على وقف إطلاق النار بين الجانبين"، مؤكدا أن "إنهاء الأزمة يجب أن يتم عبر الحوار.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف قد أعلن أن زيارة لافروف تأتي في سياق تأكيد انفتاح العراق على جميع شركائه وأصدقائه وأهمية العلاقات الإستراتيجية مع الجانب الروسي في تعزيز الجذب الاستثماري، لاسيما ما يتعلق بملفات الطاقة فضلا عن تعزيز دور العراق في تنسيق التفاعلات الإقليمية والدولية وفي ظل زيارات تشهدها العاصمة العراقية بغداد.