لا تخفيضات ولا زيادة في إنتاج أوبك+ في اجتماع تقييمي

انتكاسات في حملات التلقيح وخصوصا في أوروبا تبدد الآمال بانتعاش سريع للطلب العالمي على النفط، فيما تبدو فرضية العودة لوضع ما قبل جائحة كورونا بعيدة.
عامان على الأقل ليعود الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل أزمة كورونا
المنتجون يحجبون ملايين البراميل من المعروض اليومي لدعم السوق
أوبك+ تبقي على مستوى الإنتاج حفاظا على استقرار أسعار  

لندن - تجتمع الدول المنتجة للنفط الموقعة على اتفاق أوبك بلاس الخميس بمناسبة اجتماع وزاري للاتفاق على الاقتطاعات المقبلة، للمرة الثالثة هذه السنة.

وقال بيارن شيلدروم المحلل في سيب إن السوق "تتوقع أن تبقي المجموعة مستوى الإنتاج على حاله في مايو/ايار نظرا للضعف الحالي لسوق النفط".

والكارتل المؤلف من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها العشرة يعتمد خفضا كبيرا لإنتاجه من النفط الخام، مما يترك حوالي 7 ملايين برميل تحت الأرض يوميا.

والسبب هو عدم إغراق السوق بنفط لا يستطيع استيعابه بسبب الأضرار الاقتصادية الناجمة عن انتشار وباء كوفيد-19.

وبدون مثل هذا التحرك، تصبح فعلية مخاطر تشبع قدرات التخزين المحدودة وانخفاض الأسعار التي بلغت نحو 60 دولارا للبرميل، لكنها لا تزال هشة.

وبمثابة تحذير، خضع العقدان المرجعيان برنت الأوروبي وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، لتصحيح حاد في الأسابيع الماضية وشهدا في الأيام الأخيرة تقلبات قوية ما يدل على قلق المستثمرين في الوقت الراهن.

لكن بداية السنة أعطت أملا بانتهاء الكابوس الطويل للكارتل الموسع، فوصول اللقاحات شكل إيذانا بانتهاء إجراءات الإغلاق ورفع قيود أخرى على تنقلات الأشخاص والبضائع حالت دون استهلاك النفط.

ويأتي ذلك دون الأخذ بالاعتبار ظهور الموجة الثالثة من الوباء في أوروبا وانتشار الفيروس بسرعة فائقة في أسواق واعدة بالنسبة للطلب على الخام وهي الهند أو البرازيل وبالتالي فإن "الحكومة سارعت إلى تمديد إجراءات مكافحة كوفيد التي تقلل عمليا من استهلاك الوقود" كما يقول ستيفن برينوك من شركة "بي في أم".

لكن انتكاسات حملات التلقيح وخصوصا في أوروبا بددت الآمال بانتعاش سريع وأبعدت بشكل إضافي فرضية "العودة إلى الوضع الطبيعي".

في تقريرها الأخير في منتصف مارس/اذار، جاءت تقديرات الوكالة الدولية للطاقة قاتمة: بعد الصدمة الصحية، يتوقع أن يستغرق الأمر سنتين لكي يعود الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل الأزمة بحسب توقعاتها.

ورغم الاختلافات القوية في الرأي في صفوفها، أبقت أوبك بلاس على سياسة إعادة الفتح التدريجي للإنتاج على أساس "الحذر"، وهي إحدى عبارات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.

ولكي تكون قدوة، قررت الرياض سحب مليون برميل يوميا من إنتاجها منذ فبراير/شباط. وذكرت لويز ديكسون من ريستاد بأن هذه "الهدية" السعودية "لن تستمر إلى الأبد" وستكون أيضا موضع مراقبة من السوق الخميس.

وفي الوقت نفسه "من المحتمل" أن تعمد روسيا وكازاخستان اللتان حصلتا على نافذة إنتاج صغيرة منذ بداية العام إلى "زيادة إنتاجهما بشكل إضافي لكن مع تكيف المجموعة بأكملها مع ذلك" كما يقول المحلل في سيب.

وفي مواجهة هذا الوضع غير الأكيد، تجتمع مجموعة أوبك بلاس حاليا كل شهر تقريبا لتعديل مستوى إنتاجها للشهر التالي بدلا من مرتين سنويا كما كان معتادا قبل الوباء.

والفرصة متاحة أيضا لمراقبة المواضيع الشائكة عن كثب ومن ضمنها الاحترام الدقيق من جانب كل من الأعضاء لحصص الإنتاج الممنوحة لهم أو حجم البراميل التي تنتجها الدول الثلاث في التحالف المعفية منها وهي فنزويلا وليبيا وإيران.

وتمهيدا للاجتماع، يجري المنتجون الأربعاء محادثات عبر الفيديو من خلال لجنة متابعة تنفيذ اتفاق خفض إنتاج المجموعة التي باتت تجتمع شهريا.

وقال تقرير داخلي لأوبك إن المنظمة تتوقع هبوطا بحوالي 445 مليون برميل في مخزونات النفط لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في 2021.

وهذا الرقم أكبر من انخفاض قدره 406 ملايين برميل توقعته أوبك في تقرير مماثل قبل شهر، وهو ما يظهر أن تخفيضات عميقة في الإمدادات تقلص فائض المعروض.

وناقش خبراء أوبك+ في اللجنة الفنية المشتركة، التقرير خلال اجتماع اليوم الثلاثاء قبيل اجتماع وزاري للمجموعة يوم الخميس لتقرير سياسة الإنتاج. ويحجب المنتجون ملايين البراميل من المعروض اليومي لدعم السوق.

وكان مصدر مطلع قال يوم الاثنين إن السعودية مستعدة لدعم تمديد تخفيضات النفط التي تنفذها منظمة أوبك وحلفاؤها حتى يونيو/حزيران وإنها مستعدة أيضا لتمديد تخفيضاتها الطوعية لتعزيز أسعار النفط وسط موجة إغلاق جديدة لكبح انتشار فيروس كورونا.

ومع تحقيق أسعار النفط مكاسب مطردة في وقت سابق من العام، كان تحالف أوبك+ يأمل في تخفيف تخفيضات الإنتاج.

لكن موجة جديدة من إجراءات العزل العام لمنع تفش جديد للفيروس أدت لهبوط أسعار النفط من مستوياته المرتفعة هذا العام. وقالت أربعة مصادر الأسبوع الماضي إن موجة الإغلاق الجديدة من المرجح أن تشجع التحالف على تمديد التخفيضات في مايو/أيار في اجتماعه يوم الخميس.

وقال المصدر المطلع يوم الاثنين إن السعودية حريصة على تمديد التخفيضات بعد مايو/أيار وحتى يونيو/حزيران، مضيفا "هم لا يرون أن الطلب قويا بدرجة كافية حتى الآن ويريدون منع الأسعار من الهبوط".

وقال مصدر في قطاع النفط بالسعودية اليوم الثلاثاء إن أوبك+ لم تتخذ قرارا بعد وإن المناقشات بشأن السياسة لم تبدأ حتى الآن.

وبموجب القيود القائمة، فإن أوبك بقيادة السعودية والمنتجين من خارج المنظمة بقيادة روسيا، يخفضون الإنتاج ما يزيد قليلا عن سبعة ملايين برميل يوميا فضلا عن خفض طوعي إضافي بمقدار مليون برميل يوميا من جانب السعودية.

وفي العام الماضي، اتفقت المجموعة على تخفيضات بلغت 9.7 مليون برميل يوميا أو نحو 10 بالمئة من الإنتاج العالمي، لكنها قلصتها مع تعافي الطلب.

وقال مصدر مطلع على توجه روسيا يوم الاثنين إن موسكو ستدعم تمديد التخفيضات مجددا مع سعيها للحصول على زيادة محدودة نسبيا لإنتاجها.

ويجري تداول العقود الآجلة لخام برنت عند حوالي 65 دولارا للبرميل حاليا وذلك بعدما تجاوزت 71 دولارا للبرميل بعد وقت قصير من قرار أوبك+.

وإلى جانب المخاوف من تأثير الجائحة على الطلب، فإن زيادة صادرات النفط الإيرانية تدعو أيضا للحذر. وعززت طهرن الشحنات في الآونة الأخيرة على الرغم من العقوبات الأميركية.