لا تراجع إيرانيا عن شروط مفاوضات محتملة مع واشنطن

طهران تدعو إدارة ترامب إلى النأي بنفسها عن "دعاة الحرب" بعد استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي أقوى دعاة النهج المتشدد تجاه إيران.

طهران تتمسك بالعناد في التعاطي مع الأزمة النووية
انفتاح ترامب على حوار مع إيران يمنح طهران مجالا أوسع للمناورة
ترامب يبقي على سياسة الضغوط القصوى دون التخلي عن الخيار الدبلوماسي

طهران - قالت إيران اليوم الأربعاء، إن استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لم يغير موقفها من التفاوض مع الولايات المتحدة مجددة تأكيدها على رفع العقوبات أولا قبل الحديث عن اي لقاء محتمل بين الرئيسين الإيراني والأميركي في نيويورك على هامش الاجتماع القادم للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.

وفور رحيل بولتون، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الثلاثاء إن ترامب قد يلتقي بروحاني في اجتماع مقبل للأمم المتحدة "دون شروط مسبقة".

إلا أن طهران دعت الولايات المتحدة إلى أن تنأى بنفسها عن "دعاة الحرب" بعد استقالة بولتون، أحد صقور الإدارة الأميركية، وإن طهران متمسكة بطلبها رفع العقوبات قبل أي محادثات.

ويزيل رحيل بولتون أحد أقوى دعاة النهج المتشدد تجاه إيران من فريق الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض ويزيد فرص اتخاذ خطوات للشروع في مفاوضات بعد تصاعد التوتر منذ أكثر من عام.

لكن إيران ترفض في الوقت الحالي الدخول في مفاوضات مع واشنطن إلا بشرط إلغاء الإدارة الأميركية العقوبات التي أعادت فرضها عليها.

إلا أن الرئيس الأميركي الذي انفتح على لقاء مع نظيره الإيراني أكد أنه سيبقي على سياسة الضغوط القصوى على طهران لدفعها للتفاوض تحت الضغط على اتفاق جديد أكثر قيودا على برنامجيها النووي والصاروخي.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء "ينبغي للأميركيين أن يدركوا أن التعطش للحرب ودعاتها وجودهم ليس في مصلحتهم. يتعين عليهم تنحية دعاة الحرب والتعطش لها وممارسة الضغوط القصوى جانبا". ولم يذكر بولتون بالاسم.

وتابع روحاني وهو سياسي براغماتي فاز باكتساح في انتخابات الرئاسة مرتين على وعد بانفتاح إيران على العالم "حتى الحكومة المتشددة في الولايات المتحدة استنتجت أن زمن التعطش للحرب والتهديد انتهى"، مضيفا "يبدو أن العالم سعيد أيضا لطرده لأن أسعار النفط هبطت أمس".

وانسحبت الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي الذي وافقت إيران بموجبه على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل فتح أبواب التجارة العالمية أمامها.

وتقول ادارة ترامب إن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ضعيف للغاية لانقضاء كثير من شروطه في غضون عشر سنوات ولا يشمل القضايا غير النووية مثل برنامج إيران الصاروخي وسلوكها الإقليمي.

ويتبع البيت الأبيض منذ ذلك الحين ما تطلق عليه الإدارة سياسة "الضغوط القصوى" التي تشمل عقوبات تهدف لوقف كافة صادرات النفط الإيرانية، قائلة إن هدفها النهائي هو دفع إيران إلى محادثات على اتفاق جديد أكثر صرامة.