
لا تهدئة قريبة للتصعيد في غزة وحزب الله يبدي استعداده "للتدخل"
غزة/بيروت - تتجه الأنظار إلى هدنة تعد مصر تفاصيلها وتجري مناقشته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف إطلاق النار وإنهاء أسوأ تصعيد منذ أغسطس/اب بين الفصائل الفلسطينية في غزة والجيش الإسرائيلي.
لكن التطورات على الأرض تشير إلى أن الهدنة عالقة في التفاصيل وسط استمرار التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية رغم جهود الوساطة لإنهاء مواجهات دامية خلفت منذ تفجرها يوم الثلاثاء حتى الآن 34 قتيلا فلسطينيا بينهم قيادي بارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وإسرائيلي واحد، بينما دخل حزب الله على خط التوتر معلنا على لسان أمينه العام حسن نصرالله استعداده للمساعدة "في أي وقت تفرض فيه المسؤولية على حزب الله القيام بذلك".
وتجدد القصف الإسرائيلي الجمعة على قطاع غزة ومثله إطلاق رشقات من الصواريخ من جانب الفصائل الفلسطينية.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي التي تواجه قصفا إسرائيليا مكثفا دون سواها من الفصائل الفلسطينية بمن فيها حركة حماس، مقتل "القائد الكبير في سرايا القدس إياد الحسني في عملية اغتيال نفذت في غارة جوية صهيونية في مدينة غزة" استهدفت استهدفت شقة سكنية في غرب القطاع.
وبحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، قُتل 33 فلسطينيا منذ يوم الثلاثاء. وبين القتلى ستة من قادة حركة الجهاد الإسلامي ومقاتلون من الحركة نفسها والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وسمع دوي صفارات الإنذار في مدينة عسقلان وأماكن مختلفة وصولا إلى القدس وتجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. وتحدث مصدر أمني فلسطيني عن إطلاق عشرين صاروخا الجمعة على مدينة عسقلان.
وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي "ثأر الأحرار.. المقاومة الفلسطينية توجه ضربة صاروخية مركزة على مرحلتين تجاه القدس المحتلة وتل أبيب ومدن ومغتصبات العدو ردا على الاغتيالات واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني"، مضيفة "قصف القدس رسالة وعلى الجميع فهم مبتغاها فالقدس أمام عيوننا وما يجري هناك ليس بمعزل عن غزة".
وأكد مجلس مجمع مستوطنات غوش عتصيون أن صاروخا سقط بالقرب من مستوطنة بات عين في جوار قرية عربية.
وتعمل مصر الوسيط التقليدي بين إسرائيل والفلسطينيين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بينما تتزايد الدعوات الدولية لإنهاء أخطر تصعيد منذ أغسطس/اب 2022 بين الجانبين.

واتهمت حركة الجهاد إسرائيل بتعطيل جهود مصر لوقف إطلاق النار، فيما تحدث مصدر من الحركة مساء أمس الخميس عن مناقشة "صيغة نهائية لوقف لإطلاق النار" في القاهرة.
وأكد رئيس الدائرة السياسية في الحركة محمد الهندي أن "المباحثات تستكمل اليوم الجمعة"، معبّرا عن أمله في أن "نصل إلى اتفاق مشرّف يعكس مصلحة شعبنا والمقاومة".
وقالت مصادر قريبة من محادثات التهدئة إن مصر نجحت في خفض وتيرة التصعيد لإعطاء فرصة لإتمام صيغة نهائية للاتفاق.
وأكد مصدر في الجهاد الإسلامي أن الحركة تشترط أن "تتعهّد إسرائيل وقف الاغتيالات بغزة والضفة الغربية بضمان الإخوة في مصر"، مشددا على أن "هذا أهم شرط لوقف إطلاق النار".
واطلّع الأمين العام للجهاد الإسلامي "على الورقة المصرية النهائية الليلة الماضية وجرى نقاشها في الأوساط القيادية في الحركة".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منشآت عسكرية عدة للجهاد الإسلامي ومواقع إطلاق صواريخ. وتحدث شهود في غزة عن ثلاث غارات جوية على مناطق خالية في رفح في جنوب القطاع لم تؤد إلى إصابات.
وفي البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة التي يعيش سكانها في الملاجئ منذ ثلاثة أيام، أطلقت صفارات الإنذار مرات عدة منذ الصباح حتى الليل.
وقالت الشرطة الإسرائيلية الجمعة إنها تبلغت أن منزلا في مدينة سديروت أصيب إصابة مباشرة من دون الإبلاغ عن سقوط جرحى.
ومساء الجمعة أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في كلمة متلفزة أن التواصل قائم مع قيادات الفصائل، محذّرا من أن الحزب "لن يتردد" في اتّخاذ أي خطوة في حال اقتضت المسؤولية ذلك.

وقال "نحن على اتصال دائم مع قيادات الفصائل ونراقب الأوضاع وتطوراتها ونقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة أو خطوات لن نتردد إن شاء الله"؟
وبدت الشوارع شبه خالية الجمعة في قطاع غزة وأغلقت المتاجر أبوابها باستثناء المخابز وبعض محلات الأكل التي فتحت جزئيا.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل شخص الخميس في روحوفوت جنوب تل أبيب بصاروخ أصاب مبنى سكنيا، بينما تحدثت أجهزة الطوارئ عن خمس إصابات في إسرائيل بشظايا ناجمة عن انفجارات منذ إطلاق أول صاروخ فلسطيني الأربعاء.
وفي رحوفوت، قال ران ليف (82 عاما) إنه كان "في الطابق الرابع من المبنى الذي أصيب بصاروخ"، مضيفا "سمعت صفارات الإنذار وأدركت أن أمامي 90 ثانية للوصول إلى الملجأ".
وفي غزة، قال مازن (40 عاما) من سكان مخيم جباليا الذي وقف ينتظر دوره لشراء الخبز، "الوضع مرعب، نأمل في التوصل إلى تهدئة، تعبنا كثيرا من التصعيد والحروب".
وقالت صباح أبو خاطر (55 عاما) التي دمّر منزلها في بيت حانون في شمال القطاع "إلى أين نذهب الآن؟ نحن عشرة أفراد. لا سرير لدينا ولا مأوى ولا أثاث".
وذكر الجيش الإسرائيلي أن 866 صاروخا على الأقل أطلقت من غزة على إسرائيل. ويؤكد الجيش أن 25 بالمئة منها سقطت في القطاع نفسه ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة قاصرين. وقال إنه استهدف منذ بدء عمليته التي وصفها بـ"الوقائية" 254 هدفا لتنظيم الجهاد الإسلامي.
ودعا الاتحاد الأوروبي الخميس إلى "وقف فوري لإطلاق النار يضع حدا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهو أمر غير مقبول"، بينما حضّت واشنطن جميع الأطراف على "ضمان تجنب قتل المدنيين وخفض العنف"، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه يتابع العنف "بقلق بالغ".
وشهد قطاع غزة بسكانه البالغ عددهم نحو 2.3 ملايين نسمة يعانون من الفقر والبطالة ويخضعون لحصار إسرائيلي، حروبا متكررة مع إسرائيل منذ 2008.