لا خلاف بين البرهان ودقلو حول ملف رموز نظام البشير

رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان يصف أنباء تحدثت عن خلافات بينه وبين نائبه حول التعامل مع ملف رموز النظام السابق بأنها إشاعات، مؤكدا أنه لن يسمح باختراق المنظمة الأمنية والعسكرية.
البرهان: منظومتنا موحدة ومتماسكة وعلى قلب رجل واحد
تفشي كورونا يعقد مهمة السلطة الانتقالية المثقلة بتركة من المشاكل
السودان يسجل وفاة شخصين بكورونا  

الخرطوم - استدعى خروج مظاهرات نظمها أنصار الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في الآونة الأخيرة منادية بإسقاط حكومة عبدالله حمدوك وانتشار شائعات حول وجود خلافات بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو (حمديتي)، البرهان إلى توجيه رسائل للمشككين في وحدة وتماسك مكونات المنظومة الأمنية، مؤكدا أنه لن يسمح باختراق القوات الأمنية وأنها عصية على أي اختراق.

وأكد البرهان في كلمة أدلى بها الأحد أمام قادة القوات المسلحة وبحضور نائبه دقلو وأعضاء المجلس الانتقالي، أن السلطة الانتقالية على قلب رجل واحد و"قطع الطريق أمام أي جهة تسعى للمزايدة أو محاولة اختراق مكونات المنظومة الأمنية والتشكيك في قوميتها أو ولائها للوطن".

ووصف ما راج من أنباء تحدثت عن خلافات بينه وبين نائبه حول التعاطي مع رموز النظام السابق بأنها محض إشاعات، مؤكدا نأي المنظومة السياسية والأمنية عن الجهوية والعنصرية، مشيرا إلى أن من يروجون لمثل هذه الشائعات هدفهم الحيلولة دون قيام هذه المنظومة بأي أدوار إيجابية تعبر بالبلاد من هذه المرحلة الدقيقة.

وجدد البرهان التأكيد على "وحدة وتماسك المنظومة الأمنية بكافة مكوناتها وبقائها على عهدها مع الشعب السوداني في حماية التغيير  ومكتسبات الثورة والزود عن حياض الوطن والمحافظة علي وحدته"، وفق وكالة الأنباء السودانية.

وبحسب المصدر ذاته قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي "إن البلاد تمر بمرحلة دقيقة تتطلب العمل لمجابهة الضائقة الاقتصادية والمعيشية والظروف الصحية من أجل تخفيف المعاناة علي المواطنين".

وأشار إلى الدور الذي تقوم به مكونات المنظومة الأمنية والسياسية مجتمعة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها السودان عبر الدعم والسند للجنة الطوارئ الاقتصادية والمساهمة في تنفيذ التدابير الصحية للحيلولة دون انتشار وباء كورونا.

وأوضح أن هذا المسار يقابله أيضا استمرار "الواجبات الأمنية المباشرة للقوات النظامية في تثبيت دعائم الأمن الوطني والحفاظ على وحدة السودان".

وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت الأسبوع الماضي أنه يوجد تباين كبير بين البرهان ونائبه دقلو حول عدة ملفات من ضمنها ملف التعامل مع رموز نظام البشير.

وتزامن نشر تلك الأنباء مع إصدار رئيس مجلس السيادة الانتقالي قرار بإنهاء انتداب 68 ضابطا من قوات الدعم السريع التي كان يقود دقلو وعودتهم إلى الجيش.

وقوات الدعم السريع كانت تتبع جهاز الأمن والمخابرات في عهد البشير وتم في يناير/كانون الثاني 2017 إلحاقها بالجيش وواجهت اتهامات بالمشاركة في قمع الاحتجاجات ضد البشير والتي انتهت بسقوطه واعتقاله على ذمة قضايا فساد سياسي ومالي وشبهات دعم الإرهاب.

وتأتي هذه التطورات بينما شهد السودان في الفترة الأخيرة تحركات مشبوهة لأنصار البشير من الحركة الإسلامية المدعومة من تركيا وقطر وبعد أشهر أيضا من إحباط المجلس العسكري الانتقالي الذي قاد السودان قبل اتفاق تقاسم السلطة (الذي جاء بمجلس سيادة وحكومة انتقاليين)، أكثر من محاولة انقلاب تورط فيها ضباط موالون للبشير.

كما تأتي هذه التطورات بينما يواجه السودان معضلة جديدة هي تفشي فيروس كورونا الذي انضاف إلى تركة ثقيلة من المشاكل.

وفي أحدث تطور، حذرت لجنة الأطباء المركزية بالسودان الاثنين من نزيف في الطواقم الطبية لعدم توافر أدوات الوقاية من فيروس كورونا وانهيار النظام الصحي في البلاد.

وقالت اللجنة (غير حكومية) في بيان، إن الكوادر الطبية والصحية تعاني الكثير من أجل استقرار النظام الصحي لمواجهة فيروس كورونا.

وتابعت "نزف الكوادر الطبية والصحية بدأ بالفعل نتيجة لعدم توفير معينات العمل والحماية الشخصية اللازمة، إضافة لغياب نظام الفرز البصري في فرز حالات الإصابة بالفيروس".

وحذرت لجنة الأطباء من انهيار النظام الصحي بالسودان حال استمرار الأوضاع، إذ أعلنت عن توقف العمل جزئيا في 13 مستشفى بالبلاد.

وقالت "تختلف أسباب توقف المستشفيات، بعضها من تعرض الكوادر الطبية والصحية لحالات إصابة بفيروس كورونا دون وجود أدوات وقاية كافية، إضافة إلى عدم توفر وسائل نقل وتوقف العمل للتعقيم."

وسجل السودان حتى صباح الاثنين حالتي وفاة جديدتين بفيروس كورونا ليرتفع الإجمالي إلى 12، فيما بلغت حصيلة الإصابات 92 بينها 8 تعافوا من المرض.

ودعا رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الاثنين السلطات في بلاده إلى التعامل "بصرامة" في تنفيذ توجيهات وزارة الصحة حول الحظر الشامل لمواجهة فيروس كورونا.

ووفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية، اعتبر حمدوك أن الحظر والإغلاق بين الولايات يشكل "السبيل الوحيد" لمجابهة الفيروس.

وحذر من أن ظهور العديد من حالات الإصابة بالوباء في السودان يعني الانتشار بصورة خطيرة، مشيرا إلى معاناة الشعوب الأخرى التي أهلكتها الجائحة برغم إمكانياتها الضخمة، مضيفا أن "إجراءات الوقاية التي تتخذها الدولة مع تكاتف الجهود تمكن من عبور مخاطر الكارثة."

والسبت، بدأ حظر تجوال كامل في العاصمة السودانية الخرطوم لمواجهة الفيروس، لكن التجمعات في الأسواق والمحلات التجارية مع انتظام طوابير طويلة أمام المخابز وفي محطات الوقود مازالت موجودة بدرجات متفاوتة.