لا نهاية قريبة للصراع في سوريا رغم انتصارات الأسد

المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا يدعو في أول مداخلة له أمام مجلس الأمن الدولي إلى تشكيل منتدى دولي مشترك تعمل من خلاله الدول الرئيسية على مسائل عالقة للمساعدة في تحقيق السلام.

بيدرسن يحذّر من أن داعش قد يولد من جديد من تحت الرماد
انتصارات الأسد لا تعني عودة الاستقرار إلى سوريا
دعم دولي للمبعوث الأممي الجديد إلى سوريا

نيويورك - رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن الخميس أن "النزاع أبعد من أن ينتهي" في هذا البلد، مقترحا تشكيل منتدى دولي مشترك بين القوى الدولية للمساعدة في تحقيق السلام في سوريا.

ورأى في أول مداخلة له أمام مجلس الأمن الدولي أن "منتدى دوليا تعمل من خلاله الدول الرئيسية على مسائل عالقة سيساعد في حلّ تلك المسائل وفي السير بعملية سياسية يقودها سوريون".

وأضاف بيدرسن الذي تولى مهامه في يناير/كانون الثاني، أن "أجزاء كاملة من الأراضي لا تزال خارج سيطرة الدولة" ويمكن لتنظيم الدولة الإسلامية "أن يولد من جديد من تحت الرماد".

وذكّر بأن "11 مليون سوري هم بحاجة لمساعدة إنسانية"، مثيرا في الوقت نفسه مخاوف الشعب في ما يتعلق بالمفقودين والمعتقلين.

القوات السورية استعادت السيطرة على معظم سوريا لكنها لم تنجح حتى الآن في ضمان الأمن والاستقرار
انتصارات الجيش السوري لا تعني استعادة الاستقرار

وأعرب أيضا عن أمله في عقد اجتماع للجنة الدستورية "في أسرع وقت ممكن"، فيما لا يزال تأسيس تلك اللجنة ساريا، معتبرا أن عقد اللجنة الدستورية "يزيد من احتمال إعادة إطلاق العملية السياسية".

وبحسب خطة الأمم المتحدة، فإن اللجنة الدستورية التي من المفترض أن تقود عملية مراجعة الدستور وعملية انتخابية، يجب أن تتضمن 150 عضوا: 50 منهم يختارهم النظام و50 تختارهم المعارضة و50 يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهدف الأخذ بعين الاعتبار آراء خبراء وممثلين عن المجتمع المدني.

ولم يتم الاتفاق بعد على محتوى تلك اللائحة الثالثة التي تثير خلافات بين دمشق والأمم المتحدة.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أعرب جميع أعضائه عن دعمهم الكامل للمبعوث الأممي، لكن أبدوا في المقابل آراء مختلفة حول الوضع في البلاد.

ورأت فرنسا أن اللاجئين (5.6 ملاين لاجئ بحسب الأمم المتحدة)، لا يظهرون رغبة بالعودة إلى سوريا، فيما دعت موسكو من جديد المجتمع الدولي إلى المساهمة في إعادة إعمار سوريا.

وغير بيدرسن هو المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا منذ انطلاق النزاع في مارس/آذار 2011. وأكد لمجلس الأمن أنه يتوقع السفر في الأسابيع المقبلة إلى واشنطن ولندن ودمشق وبكين.

ولم يتمكن أسلافه من إيجاد حلّ لهذه الحرب التي ازدادت تعقيدا على مرّ الأعوام وأسفرت عن 360 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.

وتأتي مهمة المبعوث الجديد فيما الوضع الميداني يميل لصالح الرئيس السوري بشار الأسد الذي بات يسيطر على ثلثي الأراضي السورية بعد معارك مع الجهاديين ومجموعات معارضة.