لبنان يتمنى معرفة دوافع العقوبات الأميركية

وزير الخارجية اللبناني يطلب من السفيرة الأميركية تمكبن السلطات القضائية من الوصول إلى أي معلومات أو مستندات ارتكزت عليها واشنطن لفرض العقوبات على عدد من السياسيين.
لبنان في وضع محرج دوليا بسبب تتالي العقوبات الاميركية على عدد من المسؤولين والسياسيين
حزب الله يتحمل المسؤولية الرئيسية لمثل هذه الاجراءات

بيروت - تمنت الخارجية اللبنانية، الإثنين، على الولايات المتحدة الأميركية أن تمكنها من الوصول إلى أي معلومات أو مستندات ارتكزت عليها في فرضها عقوبات بحق مسؤولين لبنانيين سابقين.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبه، مع السفيرة الأميركية، دوروثي شيا، في مقر الوزارة.
وقالت الخارجية اللبنانية، في بيان، إن "اللقاء تناول البحث في الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية بحق بعض اللبنانيين، بينهم نواب ووزراء سابقون ورئيس كتلة نيابية".
وأضافت أن وهبه تمنى على السفيرة الأميركية "أن تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول إلى أي معلومات أو مستندات ارتكزت عليها الإدارة الأميركية في اتخاذها لتلك الإجراءات".
وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، طلب من وهبه، الأسبوع الماضي، إجراء "الاتصالات اللازمة" لمعرفة الأدلة التي دفعت واشنطن لفرض عقوبات على صهره، وزير الخارجية السابق، رئيس "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، فرض عقوبات على باسيل؛ بدعوى "تورطه في الفساد والعلاقات مع (جماعة) حزب الله" اللبنانية، حليفة إيران والنظام السوري، وهو محور يتبادل العداء مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأنظمة عربية حليفة.
كما فرضت واشنطن، في سبتمبر/أيلول الماضي، عقوبات بحق الوزيرين اللبنانيين السابقين، علي حسن خليل ويوسف فنيانوس؛ بتهمة "الضلوع في فساد" ودعم "حزب الله".
ويرى مراقبون ان العقوبات على باسيل هي في النهاية رسالة قوية من واشنطن الى الرئيس اللبناني بضرورة اخذ مسافة من الحليف حزب الله.
والاسبوع الماضي نددت جماعة حزب الله بالعقوبات حيث وصفتها بأنها محاولة من واشنطن لفرض إملاءات على لبنان.

عون طلب إجراء الاتصالات اللازمة لمعرفة اسباب فرض عقوبات اميركية على جبران باسيل
عون طلب إجراء الاتصالات اللازمة لمعرفة اسباب فرض عقوبات اميركية على جبران باسيل

وشغل باسيل من قبل منصب وزير الاتصالات ووزير الطاقة والموارد المائية ووزير الشؤون الخارجية ووصف من قبل عدد من السياسيين من ضمنهم الحريري بأنه رئيس الظل في تصريح يعكس اعتقادا على نطاق واسع بأن له سطوة كبيرة على عون (87 عاما) والذي تولى رئاسة البلاد عام 2016
ومنذ عقد التيار الوطني الحر لتحالف سياسي في 2006 مع حزب الله، دافع باسيل عن الجماعة المسلحة باعتبارها أساسية للدفاع عن لبنان. وبالنسبة لحزب الله، قدم هذا التحالف موافقة مسيحية على تسلحه.
وعارض باسيل في 2019، لدى وقوفه بجوار وزير الخارجية الأميركي الزائر لبيروت مايك بومبيو، تصنيف واشنطن لحزب الله جماعة إرهابية ووصفه بأنه حزب له شعبية واسعة ونواب في البرلمان.
وتعرض باسيل لانتقادات حادة من قبل المحتجين اللبنانيين في الاشهر الماضية حيث اتهم بانه من المتسببين في الأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد.
وقالت الخارجية اللبنانية، في بيانها، إن وهبه والسفيرة الأميركية بحثا أيضا "في العلاقات الثنائية وتعزيزها ودعم وتأييد أميركا للبنان في مجالات عدة، بالإضافة إلى مسألة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية (بين لبنان وإسرائيل) وعودة النازحين (من لبنان) إلى بلادهم، ومرحلة الانتقال من الإدارة الحالية إلى الإدارة الجديدة في أمريكا".
وتابعت أنهما تطرقا إلى الأزمات الإقليمية، وما يحصل في ناغورنو قره باغ (النزاع بين أذربيجان وأرمينيا)، ومؤخرا في الصحراء المغربية (النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو).