لغز 'اصابع كوفيد' يتكشّف
باريس - بعد نحو عامين على بدء اكبر تفشي وبائي في العصر الحديث، لا تزال اعراض كوفيد-19 تتكشف الى اليوم بعد نجاح فريق فرنسي في كشف لغز تورم اصابع الاقدام او الايدي رغم سلبية فحوص التأكد من الاصابة بكورونا.
وأعرب كثيرون ممن تعرضوا لـ"اصابع كوفيد" عن فقدانهم لحاستي الشم والتذوق، رغم أن معظمهم أيضا ثبتت عدم إصابتهم بفيروس كورونا، كما أن معظم من عانى من تورم في أصابع القدمين كانوا من المراهقين والشباب.
في حالة الإصابة تبدو أصابع القدمين حمراء أو بنفسجية لدى الأشخاص البيض، في حين غالبا ما تكون أرجوانية أو بنية عند الأشخاص الملونين، وتسبب إحساسا بالحرقة أو الحكة المؤلمة، وأحيانا يصعب ارتداء المريض للأحذية أو المشي بسببها.
وبينما يظهر العرض لدى بعض مرضى كورونا لأسابيع، فإنه قد يمتد لأشهر لدى البعض الآخر، وفق المجلة البريطانية للأمراض الجلدية.
يمكن أن يظهر "إصبع قدم كورونا" لدى أي مصاب بالفيروس، لكنه أكثر شيوعا عند الأطفال والمراهقين، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وفي بعض الأحيان، يسبب العرض ألما وحكة في الأصابع، مع ظهور بثور وتورم عند لمسها.
وحسب دراسة فرنسية نشرتها المجلة البريطانية للأمراض الجلدية، يعتقد العلماء أن هذا العرض "أحد الآثار الجانبية لتحول الجسم إلى وضعية الهجوم والتاهب القصوى لمحاربة الفيروس"، مما قد يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة في هذه العملية.
وحلل الباحثون الفرنسيون عينات دم وخزعات الجلد من 50 مريضا يعانون من أعراض تشبه تورم الصقيع لأول مرة في أبريل/نيسان 2020، والذين تمت إحالتهم إلى مستشفى سانت لويس في العاصمة الفرنسية، باريس.
وكان أكثر من نصف المرضى بقليل يعانون من أعراض أخرى تشير إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مثل السعال وضيق التنفس وفقدان حاسة الشم، لكن اختبارات "بي سي آر" الخاصة بهم جميعا أثبتت عدم إصابتهم بكوفيد-19.
أحد الآثار الجانبية لتحول الجسم إلى وضعية الهجوم والتاهب القصوى لمحاربة الفيروس
وأشارت الدراسة إلى أن العينات أظهرت مستويات عالية من الإنترفيرون من النوع الأول، وهو بروتين ينشّط جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الفيروسات، ولكنه قد يتسبب أيضا في إحداث أضرار جانبية، حيث وجد الباحثون أيضا مستويات عالية من الأجسام المضادة التي يمكنها مهاجمة خلايا الجسم عن غير قصد.
تشير الدراسة إلى أن التغيرات غير الطبيعية في بطانات الأوعية الدموية قد تلعب أيضا دورا في ظهور تورم أصابع القدمين أو اليدين.
ويقول القائمون على الدراسة إنه وعلى الرغم من أن العلاقة بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد وظهور الحالة الشبيهة لتورم أصابع القدمين واليدين لدى البعض، لا تزال مثيرة للجدل، إلا أن "العدد القياسي للإصابة بها في عام 2020 تشير بقوة إلى أن هذا الاضطراب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعدوى كوفيد-19".
واقترحت الدراسة الجديدة أن علاج حالة "أصابع كوفيد"، بالأدوية المضادة للالتهابات الموضعية أو الجهازية قد يكون فعالا.
وقالت استشارية الأمراض الجلدية البريطانية فيرونيك باتاي، إن "إصبع قدم كورونا شوهد كثيرا خلال المرحلة المبكرة من الوباء، لكنه بات أقل شيوعا في موجة دلتا الحالية".
و"قد يرجع ذلك إلى زيادة عدد المطعمين ضد المرض، أو حصول البعض على مناعة ذاتية نتيجة إصابة سابقا بكورونا".