لقاء تقني بين وفدين من خفر السواحل الإماراتي والإيراني

الإمارات دأبت على التعامل الهادئ في التعاطي مع الأزمات في المنطقة، من دون التهاون مع أي تهديدات تتربص بأمنها أو أمن المنطقة والملاحة البحرية.

بيان إيراني إماراتي مشترك يؤكد ضرورة ضمان أمن مياه الخليج
اللقاء الإماراتي الإيراني ركز على سبل تعزيز أمن الحدود بين البلدين

طهران - اتفق وفد من سبعة أعضاء من خفر السواحل الإماراتي ومسؤولين إيرانيين اليوم الثلاثاء في طهران على ضرورة تعزيز وضمان أمن الملاحة البحرية فيما تأتي زيارة الوفد الإماراتي على وقع جهود إماراتية لا تهدأ لنزع فتيل التوتر في المنطقة وحرصا منها على سلامة الملاحة البحرية في الممرات المائية الإستراتيجية والحيوية لإمدادات النفط والتجارة العالميتين.

إلا أن مصدرا خليجيا أوضح أن اللقاء روتيني وتقني بحت ويأتي ضمن مناقشات حول قضايا تتعلق بأمن الحدود والصيادين وزيارات المواطنين للبلدين.

وكانت الإمارات قد تعاملت منذ البداية حين تعرضت أربع ناقلات نفط لعمليات تخريب قبالة سواحلها، برصانة ودعت إلى عدم استباق نتائج التحقيق وعدم الاستعجال في توجيه الاتهامات.

ودأبت الإمارات على التعامل الهادئ في التعاطي مع الأزمات في المنطقة، من دون التهاون مع أي تهديدات تتربص بأمنها أو أمن المنطقة والملاحة البحرية.

ويأتي اللقاء بين الوفدين الإماراتي والإيراني وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية أحداث متسارعة بدأت بالانسحاب الأميركي في مايو/ايار 2018 من الاتفاق النووي وإعادة واشنطن فرض عقوبات على إيران وردت طهران بعد عام بتقليص التزاماتها النووية بموجب الاتفاق الموقع في فيينا في العام 2015 ولوحت باتخاذ المزيد من الخطوات بما يشمل تجاوز النسبة المنصوص عليها في تخصيب اليورانيوم.

وجرى اللقاء اليوم الثلاثاء بحضور قائد قوات حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي مع قائد قوات خفر السواحل الإماراتي محمد علي مصلح الأحبابي، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) التي أبرزت صورة لهما وهما يتصافحان.

وتناول اللقاء الذي جرى في طهران سبل تعزيز أمن الحدود بين البلدين وأمن الملاحة البحرية.

ورحب قائد قوات حرس الحدود الإيراني بالوفد الإماراتي قائلا "سبق لنا أن أقمنا علاقات تاريخية عريقة على مختلف الأصعدة والمجالات مع الإمارات وهذه العلاقات اليوم متواصلة بين المستثمرين والصيادين".

وقال رضائي إن بلاده تواجه على المناطق الحدودية الإيرانية الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن "ظاهرة التهريب تشكل معضلة كبيرة للقوات الحدودية في كلا البلدين".

وأشار إلى أنه "من شأن هذا اللقاء أن يشكل انطلاقة لبلوغ مستوى أمني جيد في هذا الخصوص وأن النهوض بمستوى العلاقات الثنائية يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين".

وشدّد القائد الأمني الإيراني على أن "منطقة الخليج الإستراتيجية وبحر عمان ينبغي أن تعود لشعوبها وألا نسمح لسائر الدول بأن تمسّ أمننا الإقليمي".

وأضاف "نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي أن نقيم ملتقيين سنويا في طهران وأبوظبي، فضلا عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها".

وأعرب قائد قوات خفر السواحل الإماراتي عن ترحيبه بتنمية العلاقات الحدودية بين البلدين، وفق الوكالة الإيرانية. وقال "إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي نثمن إجراءاتها في هذا الخصوص".

الإمارات تعاملت بهدوء مع هجمات على ناقلات للنفط قبالة سواحلها
الإمارات تعاملت بهدوء مع هجمات على ناقلات للنفط قبالة سواحلها بعيدا عن التشنجات الاعلامية والسياسية

وأكد على "ضرورة الرقي بمستوى العلاقات الحدودية ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية".

وتابع "تدخل بعض الدول في الخطوط الملاحية الدولية (لم يحددها)، يثير المشاكل في المنطقة، ما يستدعي تحسين العلاقات لإرساء الأمن في الخليج وبحر عمان".

وتشهد العلاقات الإماراتية الإيرانية توترا مستمرا بسبب احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وهي محل نزاع بين أبوظبي وطهران.

وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو 5 أعوام بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية وتعد الإمارات عضو رئيسي فيه والمسلحين الحوثيين، الذين تُتهم إيران بدعمهم.

كما زاد التوتر على خليفة اتهام إيران باستهداف أو تحريض جماعات أخرى استهداف ناقلات نفطية في الخليج العربي وهو ما نفته طهران.

واستقبلت إيران الوفد من خفر السواحل الإماراتي بهدف إعادة إحياء محادثات أمن الملاحة المتوقفة منذ العام 2013، وفقا لوسائل إعلام رسمية.

وكانت الوكالة الرسمية قد ذكرت نقلا عن بيان لوزارة الخارجية الإيرانية أن "الاجتماع السادس المشترك لخفر السواحل بين إيران ووفد زائر يضم سبعة أشخاص من الإمارات العربية المتحدة سيعقد في طهران من أجل مناقشة التعاون الحدودي بين الدولتين".

وأضافت الوكالة أن "الدولتين ستناقشان قضايا تتعلق بالحدود المشتركة وزيارات المواطنين والدخول غير القانوني وتسهيل تشارك المعلومات".

وقال مسؤول خليجي إن الاجتماع "روتيني تنسيقي تقني، له علاقة بموضوع الصيادين وبمواضيع مماثلة"، مضيفا أن الاجتماع في طهران "لا علاقة له بالتوترات الإقليمية الأخيرة".