'لقاء على شرق جديد' ينفتح على مهرجانات بيت الدين

غبريال يارد ينقل الجمهور في رحلة عبر مقطوعات موسيقية زينت باقة من أفلام عالمية، وياسمينا جنبلاط تؤدي أغنيات من إرث المطربة الراحلة أسمهان.
يارد قدم مقطوعات موسيقية من فيلم 'النبي' للنجمة سلمى حايك
مسرحية مقتبسة من رواية جبران خليل جبران 'الأجنحة المتكسّرة'
معرض صور مستوحى من أوضاع الطائفة الدرزية

بيروت – نقل الموسيقي الفرنسي اللبناني غبريال يارد الجمهور ليلة افتتاح مهرجانات بيت الدين الخميس في رحلة عبر مقطوعاته التي زينت أفلاما عالمية عدة، عازفا أيضاً مع الأوركسترا ألحاناً كتبها للبنانية السويسرية ياسمينا جنبلاط التي أدت أغنيات من إرث المطربة الراحلة أسمهان، والدة جدتها.
وحضر نحو ثلاثة آلاف شخص الحفلة التي أقيمت في قصر الأمير بشير الشهابي في البلدة الواقعة جنوب شرق بيروت، وحملت عنوان "لقاء على شرق جديد".
وأكدت رئيسة المهرجانات نورا جنبلاط أن الإقبال الجماهيري لم يتأثر سلبا بالتوتر الأمني الذي شهدته منطقة الجبل بعد مقتل شخصين في إشكال مسلح وقع في إحدى قرى المنطقة بين مناصري حزبين درزيين متنافسين نهاية الشهر الفائت.
وقالت جنبلاط "لم نلاحظ أن المبيعات تأثرت بالوضع الناجم عن هذا الحادث المشؤوم والمؤلم، فالإقبال جيد جدا، ولا تغيير على صعيد بيع البطاقات مقارنة بالأعوام المنصرمة".
وفضّل غبريال يارد (69 عاما) الذي ولد في بيروت وهاجر إلى فرنسا في التاسعة عشرة من عمره، أن يخاطب الجمهور بالفرنسية في مستهل حفلته.
وقال "كنت أود ان أحدثكم بالعربية لكنني وجدت أنني لن أذهب بعيدا، بما أن مفرداتي ليست غنية، ولذلك سأحدثكم بالفرنسية".
وأضاف يارد "مرت عشرة أعوام بعد أول حفلة لي في بيت الدين، وها أنا الليلة أعود للاحتفال بمرور 35 عاما على ولادة هذا المهرجان ولكن لن أكون وحيدا إذ ستشاركني الحفلة ياسمينا جنبلاط".
ورافقت يارد في الحفلة عزفاً "الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية" بقيادة المايسترو البلجيكي ديرك بروسيه.
وضم البرنامج 17 عملا موسيقيا ليارد موزعة بين أغنيات لجنبلاط من كتابتها وتلحين يارد، ومقطوعات موسيقية له طبعت أفلاما عدة، وألحاناً أعاد توزيعها لأبرز أغنيات أسمهان.
وقدمت ياسمينا جنبلاط، وهي حفيدة أسمهان من الجيل الرابع، اثنتين من أغنيات أسمهان، هما "يا حبيبي تعال الحقني" التي كتب كلماتها أحمد جلال ولحنها في العام 1940 مدحت عاصم، و"ليالي الأنس في فيينا" التي لحنها لأسمهان شقيقها فريد الأطرش وغنتها في فيلم "غرام وانتقام" (1944)، وهي إحدى أشهر أغنياتها.
وأضفى يارد على الأغنيتين إحساسه الخاص ونسقّهما مع الأوركسترا بأسلوبه الأنيق.
وقدمت ياسمينا جنبلاط عدداً من أغنياتها الخاصة التي لحنها لها يارد، ومنها "داب قلبي" و"يلا تنام". ونالت أغنية "يومين" التي أعادت غناءها في ختام الحفلة تصفيقاً حاراً.

وطعّم يارد البرنامج بمقطوعة من فيلم "النبي" الذي أنتجته الممثلة المكسيكية المتحدرة من أصل لبناني سلمى حايك، بما يعكس تعلق الموسيقي اللبناني الأصل بجذوره.
وقدم مقطوعة من فيلم "بيتي بلو" بأنامل عازف البيانو الموهوب نيكولا سلوم (15 عاما) الذي استضافه.
وعزف على الأورغ مقطوعة من فيلم "سيتي أوف انجلز" تميزت بحوار بين غيتارين، إضافة إلى مقطوعة من فيلم "ذي تالنتد مستر ريبلي" موجها تحية إلى مخرجه الراحل أنطوني مينغيلا، ومقطوعة فالس من فيلم "كامي كلوديل" وجه من خلالها تحية إلى الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو الذي حضر الحفلة.
وفي تصريح، قال دوبارديو الذي يقدم ضمن مهرجانات بيت الدين حفلة غنائية في 20 تموز/يوليو يحيي فيها ذكرى صديقته الراحلة بربارا "أحب أجواء هذا المهرجان ورئيسته وسبق وقدمت حفلة في مهرجانات بعلبك (…) أقدّر الجمهور اللبناني كثيراً".
وتستمر فعاليات مهرجانات بيت الدين، بمسرحية غنائيّة بالانكليزية مقتبسة من رواية جبران خليل جبران "الأجنحة المتكسّرة" يقدمها الفنان الشاب نديم نعمان من 24 إلى 26 تموز/يوليو، بالاشتراك مع الموسيقيّة القطرية دانا الفردان.
وفي 30 من الشهر الجاري موعد مع الموسيقى الكلاسيكيّة، في أمسية عزف مزدوج على البيانو تضم عبدالرحمن الباشا، وبيلي عيدي.
كما يعود الفنان العراقي كاظم الساهر، الضيف الدائم للمهرجان، بثلاث حفلات هذه السنة.
ويطل في 6 آب/أغسطس عمر غدي الرحباني مقدماً أغنياته مع فرقة "باسبورت تشامبر" ومجموعة من الأغنيات الرحبانية.
وفي 8 من الشهر عينه حفلة جاز لفرقة "مانداي بلوز باند".
وختام المهرجان في 10 آب/أغسطس مع المغني المغربي عبدهشريف الذي يحيي تراث المطرب المصري الراحل عبدالحليم حافظ.
ويقام على هامش المهرجان، معرض صور مستوحاة من أوضاع الطائفة الدرزية في القرن التاسع عشر للمصور اللبناني جاك دباغيان ومعرض للمصور السوري عمار عبدربه.