لماذا تنتهي الإجازات والعطل قبل أن تبدأ؟

دراسات حديثة تجد أن توقع فعالية ممتعة يربك إحساسنا بالوقت ويغير نظرتنا إلى المدة الفعلية التي يستغرقها الحدث.
التفكير في الوقت الذي تكون فيه بداية الحدث ونهايته هو مفتاح هذه الظاهرة
عطلة نهاية الأسبوع الإيجابية لم تكن لها مدة على الإطلاق

لندن - تكشف دراسات عن تأثير الأحداث الإيجابية بما في العطل والإجازات على إدراكنا للوقت.
ويقول مؤلفو البحث إن توقع بدء حدث ممتع مثل عطلة يمكن أن يجعلك تشعر وكأنها قد انتهت تقريبا بمجرد أن تبدأ.
وذكرت دراسة أميركية أن 451 متطوعا طُلب منهم التفكير في عطلة نهاية الأسبوع القادمة وما إذا كانت ستكون ممتعة أو سيئة أو جيدة تمامًا، ثم طلب منهم تحديد الوقت الذي شعروا به في بداية العطلة ثم نهايتها.
وقال باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأميركية إن المتطوعين قالوا إن مدة الأحداث الإيجابية تبدو أبعد وأقصر من الأحداث السلبية.
يشير هذا إلى أن إدراكنا للوقت مرتبط بتوقعنا لحدث ما، ووجد مؤلفو الدراسة أن الأحداث الجيدة تبدو بعيدة جدا ولكنها سريعة جدا وتخلق تأثيرا غريبا.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت سيلين مالكوك، المؤلفة المشاركة في الدراسة إن الانتظار الذي لا نهاية له على ما يبدو لبدء العطلة، جنبا إلى جنب مع الشعور بأن الوقت سوف يطير عندما يبدأ فعليا، يؤدي إلى تصور غريب عن التوقيت.
وأضافت مالكوك: "يشعر الناس أن بداية ونهاية إجازتهم بعيدة بالمثل عن الحاضر".
وبعبارة أخرى تنتهي الإجازة في أذهانهم بمجرد أن تبدأ وليس لها مدة على الرغم من وقتها الفعلي.

الأحداث الإيجابية انتهت بسرعة أكبر

وقال المؤلفون إن هذه الظاهرة لها تأثير آخر مثير للاهتمام يقود الناس إلى الشعور بأن نهايات الأحداث الإيجابية والسلبية على مسافة قريبة من الحاضر.
وفي الأساس، إذا كنت تتوقع عطلة نهاية أسبوع مملة، فستشعر وكأنها تأتي بسرعة ولكنها ستستمر لفترة طويلة عند وصولها.
وفي المقابل، إذا كان لديك شيء مخطط لعطلة نهاية الأسبوع التي تتطلع إليها، فستشعر أن عطلة نهاية الأسبوع قد انقضت سريعا.
ذلك لأن توقع حدث سلبي مثل رحلة عمل مرعبة أو موعد مع طبيب أسنان أو مناسبة حزينة يعكس آثار حدث إيجابي.
وقالت المؤلفة المشاركة غابرييلا تونييتو: "التفكير في الأحداث الإيجابية والسلبية المستقبلية يقود الناس إلى اتخاذ طريقين مختلفين للوصول إلى نفس النتيجة".
وقال 46 في المائة من المشاركين إنهم شعروا أن عطلة نهاية الأسبوع الإيجابية لم تكن لها مدة على الإطلاق حيث فكروا في كل من الحدث والوقت الذي يسبقه.
وأوضحت مالكوك إن التفكير في الوقت الذي تكون فيه بداية الحدث ونهايته هو مفتاح هذه الظاهرة. 
وتضمنت ورقة "مجلة علم نفس المستهلك" أربع دراسات ذات صلة توصلت إلى استنتاجات مماثلة مفادها أن الأحداث الإيجابية انتهت بسرعة أكبر.
وقالت مالكوك إن هذه النتائج لها بعض الآثار المثيرة للاهتمام حيث يبدأ الناس في التخطيط لقضاء الإجازات وغيرها من الأحداث الممتعة مع انتهاء جائحة كورونا.
وتابعت: "إذا بدت العطلة وكأنها ستنتهي بمجرد أن تبدأ، فقد تجعل الناس أقل احتمالية للتخطيط لأحداث معينة خلال إجازتهم".
ويشير هذا إلى أن الإثارة أو الرهبة من حدث ما، تؤثر على المدى البعيد الذي نتصور أنه سيكون فيه ومدة الشعور بالحدث.