لماذا لا يجب الاستحمام كل يوم؟

الاستحمام اليومي يسبب جفاف وتهيج وتشقق الجلد، ما يسمح للبكتيريا باختراقه وحدوث التهابات وردود فعل تحسسية.
هناك أدلة على العلاقة بين نظافة الجلد والعدوى
الصابون المضاد للبكتيريا يمكن أن يقتل البكتيريا الطبيعية

لندن - مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة يزداد التعرق ويحتاج الناس للاستحمام أكثر من المعتاد لا سيما وأن الدراسات تشير إلى أن الاستحمام يغذي الجسم والعقل.
ولكن رغم أن الاستحمام يمثل أحد مباهج الحياة البسيطة ويجدد الجلد ويوفر مجموعة من الفوائد الصحية الإضافية مثل زيادة تدفق الدم، إلا أن الآراء تنقسم حول ما إذا كان يجب الاستحمام يوميًا.
يسلط الخبير البريطاني الدكتور كريس ستيل الضوء على المخاطر الصحية التي يشكلها الاستحمام اليومي، ويوضح أنه من الممكن أن يكون ضارا لأن الجلد مكتظ بالبكتيريا الصديقة.
ويوضح وفقا لصحيفة "إكسبرس" البريطانية أن البكتيريا الصديقة تساعد في الحفاظ على بشرة صحية، ويحذر بأن الاستحمام كل يوم يمكن أن يزيل البكتيريا النافعة.
الاستحمام يوميا مدعاة للقلق
عادةً ما تحافظ البشرة السليمة على طبقة من الزيت وتوازن البكتيريا الصديقة والكائنات الحية الدقيقة الأخرى.
وتوضح جامعة هارفارد في دراسة أن الغسل والفرك يزيلان هذه الأشياء، خاصة إذا كان الماء ساخنًا، مما يمكن أن يؤدي إلى عدد من المضاعفات، من ضمنها أن يصبح الجلد جافًا أو متهيجًا أو مثيرا للحكة.

الاستخدام الواسع النطاق للمنتجات المضادة للميكروبات يثير القلق بشأن ظهور مقاومة للمطهرات

وتقول دراسة الجامعة أيضا أن "الجلد الجاف والمتشقق قد يسمح للبكتيريا والمواد المسببة للحساسية باختراق الحاجز الذي من المفترض أن يوفره الجلد، مما يسمح بحدوث التهابات الجلد وردود فعل تحسسية."
وعلاوة على ذلك، يمكن للصابون المضاد للبكتيريا أن يقتل البكتيريا الطبيعية.
وتضيف أن "هذا يخل بتوازن الكائنات الحية الدقيقة على الجلد ويشجع على ظهور كائنات أكثر صلابة وأقل صداقة وأكثر مقاومة للمضادات الحيوية".
واستعرضت مراجعة علمية نُشرت في "مجلة الأمراض المعدية الناشئة" أدلة على العلاقة بين نظافة الجلد والعدوى، وتأثير الغسل على سلامة الجلد، والتوصيات المتعلقة بممارسات العناية بالبشرة.
ووفقًا للمراجعة، أثار الاستخدام الواسع النطاق للمنتجات المضادة للميكروبات القلق بشأن ظهور مقاومة للمطهرات وتلف حاجز الجلد المرتبط بالغسيل المتكرر.
ونظرت المراجعة في الدراسات التي أجريت على غسل اليدين، والتي وجدت أن الممرضات اللواتي يعانين من تلف الجلد في أيديهن بسبب الغسيل المتكرر وارتداء القفازات يؤوين عدوى أكثر من الممرضات الأخريات.
وخلص الباحثون إلى أنه عندما يؤدي تكرار الغسل إلى تلف الجلد، فإنه يأتي بنتائج عكسية.
لكن من المهم أيضًا الاعتراف بالفوائد الصحية التي يجلبها الاستحمام الذي يزيل المواد المسببة للحساسية والبكتيريا والفيروسات، إضافة إلى الفائدة النفسية بالشعور بالانتعاش والنشاط.