لماذا منعت زوجة مؤسس الخوذ البيضاء من مغادرة تركيا

السلطات التركية أرسلت جثمان العنصر السابق في الاستخبارات البريطانية إلى لندن فيما منعت زوجته من مغادرة تركيا.

إسطنبول - أثار تعامل السلطات التركية مع مقتل مدير منظمة الخوذ البيضاء الإغاثية في سوريا والعنصر السابق في الاستخبارات العسكرية البريطانية، شكوكا واستفهامات حول حيثيات الحادثة خصوصا أن الإعلام الرسمي روج للحادثة على أنها "انتحار"، في حين أن الشرطة منعت زوجته من مغادرة تركيا.

وقالت وكالة الأناضول للأنباء أمس الأربعاء، إن جثمان العنصر السابق في الاستخبارات البريطانية غوستاف إدوارد لو ميسورييه، غادر إلى لندن على متن رحلة مجدولة بعد أن عثر عليه الاثنين ميتا في منزله بإسطنبول.

وأضافت الوكالة التركية أن تقرير الطب الشرعي رجح فرضية انتحار "لو ميسورييه"، فيما قالت زوجته السويدية إنه "فكر في الانتحار قبل وفاته في إفادة قدمتها لفرق البحث الجنائي التركية".

ومنعت السلطات زوجة لو ميسورييه (48 عامًا) الذي أسس أبرز منظمة داعمة للخوذ البيضاء، الدفاع المدني العامل في مناطق المعارضة في سوريا التي تدعمها أنقرة، من مغادرة البلاد.

وقدمت زوجته ايما هيدفيغ كريستينا وينبرغ إفادة للشرطة استمرت ثلاث ساعات الأربعاء. وقالت إنه كانت تنتابه أفكار انتحارية قبل أسبوعين من وفاته.

وأكدت مصادر أمنية تركية نقلا عن زوجته أنه "بدأ مؤخرا بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب والأقراص المنوّمة لأنه كان يعاني من الإجهاد".

وذكرت وكالة "دي اتش ايه" الخاصة أن الشرطة تحلل الملفات الطبية للوميسورييه، الذي يحمل الجنسية البريطانية، في المستشفى الذي توجه إليه طلبا للمساعدة من مشاكل صحية نفسية.

وعثر على لوميسوريه الذي حصل على وسام الإمبراطورية من الملكة البريطانية إليزابيث الثانية في 2016، ميتاً عند أسفل المبنى حيث يقطن، وتبيّن وجود كسور في رجليه وفي الرأس.

وكان الضابط السابق في الجيش البريطاني، يدير منظمة "ماي داي رسكيو"، التي تنسق التبرعات الممنوحة إلى الخوذ البيضاء ولديها مكاتب في إسطنبول وهولندا.

وفي 22 تشرين الأول/أكتوبر، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مساعدة بقيمة 4.5 ملايين دولار للخوذ البيضاء.

ويتهم النظام السوري وحليفه الروسي الخوذ البيضاء التي تضم مسعفين متطوعين يعملون ضمن المناطق التي تتعرض للقصف، بدعم الفصائل المعارضة والمقاتلة في المناطق عملها.

وووجهت أصابع الاتهام إلى روسيا التي أعلنت وزارة خارجيتها قبل أيام من وفاة ميسورييه على تويتر أنه كان "عميلا في جهاز 'ام. آي. 6' (الاستخبارات البريطانية) ولديه علاقات مع مجموعات إرهابية كما شارك في عمليات عديدة نفذها الجهاز في البلقان والشرق الأوسط".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي في موسكو الجمعة، "دعونا نرى من كان في بدايات ظهور هذه المنظمة.. من المعروف بشكل مؤكد أن أحد مؤسسي الخوذ البيض جايمس لومسورييه، هو ضابط سابق في المخابرات البريطانية وتحديدا في ام.آي.6"، مضيفة أنه "يصعب التصديق بأن ذلك مجرد صدفة".

وقالت صحف بريطانية  إن للشرطة التركية كانت تدير التحقيق في مقتل لو ميسورييه في البداية، لكن متخصصين من إدارة مكافحة الإرهاب والمخابرات التركية استلموا الملف وبدؤوا بتفتيش مكاتب الضحية.

وقالت صحيفة ديلي ميل إنه رغم تعامل السلطات التركية مع الحادثة على أنه انتحار فإن الشكوك قد أثيرت أيضًا حول إمكانية تنفيذ مخطط لقتله بـ"رعاية تركية".

ونفت كارين بيرس سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة  الادعاءات الروسية حول لو ميسورييه وقالت إن بريطانيا ستتابع عن كثب تحقيقات السلطات التركية.