لندن تبحث تشكيل قوة حماية بحرية أوروبية في هرمز

وزير الخارجية البريطاني يعلن أن بلاده تناقش تشكيل قوة بحرية أوروبية لضمان العبور الآمن للسفن التجارية في الخليج موضحا أن هذه القوة لن تكون جزء من سياسة واشنطن للضغط على إيران.
بريطانيا ترفض أي تنازلات بشأن حرية الملاحة في مضيق هرمز
جيريمي هانت: لا نسعى لمواجهة مع إيران
ماي تعتقد اجتماع أزمة بعد احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية
الأمم المتحدة القلقة من سلوك إيران تدعو لضبط النفس

لندن - أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الاثنين أنّ بلاده ستسعى لتشكيل قوة حماية بحرية أوروبية في الخليج بعدما احتجزت إيران ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز، مشدّدا في الوقت ذاته على أنّ المملكة المتحدة لا تسعى لمواجهة مع طهران.

وقال هانت أمام النواب البريطانيين "سنسعى الآن إلى تشكيل مهمّة حماية بحرية أوروبية لضمان العبور الآمن في آن معا لأطقم السفن وسفن الشحن في هذه المنطقة الحيوية".

وأضاف أنّ هذه القوة لن تكون "جزءا من سياسة الولايات المتحدة للضغط على إيران"، مشدّدا على أننا "لا نسعى إلى مواجهة مع طهران".

وأعلن أيضا أنه لا يمكن تقديم تنازلات في ما يتعلق بحرية الملاحة في مضيق هرمز وأنه من الممكن أن تتعاون بريطانيا مع الولايات المتحدة بشأن نهجها تجاه المسألة رغم اختلاف وجهات النظر بين البلدين إزاء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015.

وقال هنت أمام أعضاء البرلمان "عندما يتعلق الأمر بحرية الملاحة، لا يمكن تقديم تنازلات"، مضيفا أنه رغم أن الولايات المتحدة لم تعد تدعم الاتفاق النووي الذي تسانده بريطانيا، فإن بإمكان البلدين التعاون في معظم القضايا.

وتابع "لذا فإن الحل الذي نقترحه على مجلس العموم هذا المساء هو حل يشمل تحالفا أوسع بكثير بين بلدان بما فيها بلدان أخرى... تتبنى نهجا مختلفا إزاء اتفاق إيران النووي".

وتأتي تصريحات هانت بينما عقدت الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي اجتماع أزمة لإجراء مشاورات مع الحلفاء الأوروبيين بشأن أمن حركة الملاحة بمضيق هرمز، وسط توقعات برد قريب على احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع العلم البريطاني.

ويدخل مسلسل التوترات التي تحدثها إيران في المنطقة بعد انتهاكها للاتفاق النووي واتهامها باستهداف ناقلات نفط ببحر عمان وقبالة السواحل الإماراتية، فصولا جديدة باحتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط بريطانية وانتهاكها لتعهداتها الأساسية في ما يتعلق بضمان سلامة حرية الملاحة الدولية في مضيق هرمز.

وكانت إيران قد وجهت في العام 1980 إخطارا رسميا للأمم المتحدة ومجلس الأمن تتعهد فيه بضمان سلامة حرية الملاحة الدولية في مضيق هرمز.

وأعلن المتحدث باسم ماي الاثنين أن "السفينة احتجزت تحت ذرائع خاطئة وغير قانونية وعلى الإيرانيين الإفراج عنها وعن طاقمها فورا".

وأضاف "نحن لا نبحث عن مواجهة مع إيران لكن الاستيلاء على سفينة تقوم بأعمال قانونية في طرق ملاحة معترف بها دوليا أمر غير مقبول".

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن "احتجاز إيران ناقلة النفط كان إجراء قانونيا ضروريا لضمان الأمن الإقليمي"، فيما يرى محللون أن إيران أخطأت باحتجاز السفينة من منظور العين بالعين، نافين أي مبررات قانونية للقيام بهذا العمل.

وتأتي هذه الأزمة في ظل ظروف سياسية شديدة الحساسية بالنسبة للبريطانيين، إذ تغادر تيريزا ماي التي لم تنجح في تنفيذ بريكست منصبها الأربعاء.

وقال وزير الدفاع توبياس إلوود حول التدابير التي قد تتخذها المملكة المتحدة "إننا سندرس سلسلة خيارات"، بدون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

وأعلن وزير المالية فيليب هاموند عند سؤاله عن احتمال إقرار لندن تجميدا للأصول "نحن نفرض أصلا نطاقا واسعا من العقوبات ضد إيران خصوصا عقوبات مالية لذا ليس واضحا توفر إجراءات مباشرة أخرى يمكننا اتخاذها، لكننا بالطبع ندرس كل الخيارات".

وكان الحرس الثوري الإيراني قد احتجز الجمعة الماضي الناقلة 'ستينا إيمبيرو' التي يملكها سويدي بذريعة أنها لم تحترم قانون البحار الدولي، فيما يرفض البريطانيون هذي الرواية.

وتحتجز السفينة وأفراد طاقمها البالغ عددهم 23 شخصا قبالة ميناء بندر عباس جنوب إيران.

وجاء احتجازها بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق بأقصى جنوب إسبانيا، تمديد احتجاز ناقلة النفط الإيرانية 'غريس 1' لثلاثين يوما.

ويشتبه بأن تلك السفينة التي احتجزتها القوات البريطانية في 4 يوليو/تموز، كانت تنقل نفطا إلى سوريا وهو ما يعدّ خرقا للعقوبات الأوروبية المفروضة على دمشق، لكن إيران تنفي ذلك.

وأحيا احتجاز 'ستينا إيمبيرو' وعجز البريطانيين في الحيلولة دون حصول ذلك، النقاش داخل المملكة المتحدة حول قوتها العسكرية.

ورأى العميد البحري المتقاعد أليكس بورتون أنه "لا شكّ بأن تقليص عتاد البحرية الملكية منذ عام 2005 وخفض عدد مدمراتها وفرقاطاتها كان له أثر على مدى قدرتنا حماية مصالحنا في كافة أنحاء العالم".

وتساءل كثريرون أيضا عن دوافع احتجاز 'غريس 1' الذي تمّ بطلب من الولايات المتحدة بحسب وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل.

وتساءل الصحافي باتريك كوكبرن المتابع لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة 'ذي اندبندنت' حول "ما الذي كان يفكّر به السياسيون والمسؤولون البريطانيون حين أعطوا الضوء الأخضر لاحتجاز غريس 1".

ووأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين عن بالغ قلقه إزاء احتجاز السفن في مضيق هرمز، حاثا جميع الأطراف على ضبط النفس وعدم التصعيد.

كما أكد غوتيريش على الحاجة الملحة لضمان حرية الملاحة بما يتوافق مع القانون الدولي.

ومساء الجمعة، أعلنت بريطانيا احتجاز إيران ناقلة نفط تابعة لها في مضيق هرمز لـ"عدم مراعاتها القوانين البحرية الدولية".

وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، جراء تخلي طهران عن بعض التزاماتها في البرنامج النووي المبرم عام 2015 إثر انسحاب واشنطن منه.