لودريان في زيارة ثالثة إلى بيروت لا توحي بإحداث اختراق في الأزمة

المبعوث الفرنسي إلى لبنان يأمل في أن تكون مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني بشأن إجراء حوار لانتخاب رئيس الجمهورية بداية مسار الحل.

بيروت - بدأ الموفد الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان اليوم الثلاثاء في بيروت مهمة جديدة لمحاولة التوافق على انتخاب رئيس في بلد منصب الرئاسة فيه شاغر منذ أكثر من عشرة أشهر، بينما تشكك قوى سياسية لبنانية في قدرة مبعوث 'الإليزيه' على إحداث كوة في جدار الأزمة.

وتأتي زيارة مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون الثالثة إلى لبنان منذ يونيو/حزيران وسط جمود سياسي وأزمة اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة.

ويدور اختبار قوة بين حزب الله المدعوم من إيران وحلفائه وخصومهم إذ لا يتمتع أي من الفريقين بأغلبية في البرلمان تمكنه من فرض مرشحه للرئاسة.

وأجرى لودريان اليوم الثلاثاء مشاورات ثنائية مع كافة القوى السياسية. وفي حال أبدت ليونة في مواقفها فمن الممكن أن ينظم لقاء جامعا بحسب مصادر سياسية.

وأعرب لودريان عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن أمله في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بشأن إجراء حوار لانتخاب رئيس الجمهورية، "بداية مسار الحل".
وأشار المبعوث الفرنسي إلى أنه جاء إلى لبنان لإكمال مهمته، موضحا أنه "لن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيجريها".
وكان بري دعا نهاية أغسطس/آب الماضي الكتل النيابية والفرقاء السياسيين لإجراء حوار في أيلول/سبتمبر الحالي وعقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية.
بدوره جدد ميقاتي خلال الاجتماع التأكيد على أن "بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد للبلاد وإتمام الإصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي".

وفي باريس أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر أن الهدف هو التوصل إلى "حل توافقي في البرلمان لتجاوز الفراغ المؤسساتي".

وأضافت "نأمل أن يدرك القادة اللبنانيون أن تحريك الأمور بات ملحا"، موضحة أن جان إيف لودريان سيبقى في بيروت حتى الجمعة.

كما التقى المسؤول الفرنسي اليوم الثلاثاء قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون في مكتبه شرقي بيروت حيث اطّلع على الوضع الأمني وما يواجهه الجيش من تحديات، خصوصا النزوح السوري والوضع الفلسطيني بحسب بيان للجيش.
ونقل البيان عن لودريان تأكيده "استمرار فرنسا في دعم الجيش اللبناني لتعزيز قدراته على تنفيذ مختلف المهمات".
وأعربت لوجاندر عن أسفها أيضًا "للضعف المقلق لمؤسسات الدولة" في ظل برلمان لم يعد يجتمع للتصويت على القوانين الأساسية للنهوض بالبلاد.

وقبل عودته إلى بيروت، بعث جان إيف لودريان رسائل إلى الكتل النيابية الرئيسية يسألهم عن أولويات الرئيس العتيد وما هي الصفات والمهارات الضرورية للرئيس المستقبلي لتنفيذها ويجري مهمته بالتنسيق مع الولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر.

ومنذ عام 2020 تسعى فرنسا، قوة الانتداب السابقة لإيجاد حل للأزمة في لبنان، في حين يتهمها مراقبون بأنها تسعى إلى تأمين خدمة مصالحها بالبلد.