لودريان يلوّح بفرض عقوبات على مُعرقلي انتخاب رئيس جديد للبنان
بيروت - شارفت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان على الانتهاء، دون التوصل إلى توافقات تضع حدا لمتاهة الشغور الرئاسي، فيما لوّح مبعوث "الإليزيه" بفرض عقوبات على الأطراف التي تعرقل انتخاب رئيس جديد للبلد.
وأفاد لودريان بأنه "سيجري مشاورات في سبتمبر/أيلول المقبل حول مواصفات الرئيس ومهامه"، موضحا بأنها ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة لإنهاء الشغور الرئاسي، كاشفا أنه "في حال فشلت المباحثات المقبلة فإن الدول الخمس (فرنسا، الولايات المتحدة، قطر، مصر والسعودية) ستسحب يدها من الملف اللبناني"، وفق "آل بي سي" اللبنانية.
وقالت النائبة في البرلمان اللبناني ندى البستاني إن "لودريان طرح خلال لقاءاته فكرة مدعومة من الدول الخمس تتمثّل في أن يعود في سبتمبر/أيلول المقبل لإجراء مشاورات سريعة تنطلق من نقطة الصفر، بهدف التوصل إلى اتفاق على البرنامج الذي يحتاجه لبنان وعلى اسم المرشح للرئاسة، تليها جلسات برلمانية متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية".
والتقى لودريان الأربعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بلدة معراب كما التقى مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وأفادت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر بأن "محادثات الموفد الرئاسي الفرنسي مع باسيل اتسمت بالصراحة الإيجابية"، مشيرة إلى أن الموفد الفرنسي "طرح فكرة جديدة مدعومة من الدول الخمس التي اجتمعت أخيرا في الدوحة".
وأجرى مبعوث ماكرون إلى بيروت مشاورات مع وفد من حزب الله الذي لا يزال مصرّا على إيصال مرشحه فرنجية إلى الرئاسة.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن "تعقيدات انتخابات رئيس للجمهورية ما زالت موجودة"، مرجحا أن "تستغرق وقتا إضافيا قبل أن تجد طريقا للحل"، وفق "الأخبار" اللبنانية.
وتابع أنه "لا يبدو أنّ الحلّ سريع لأنّ بعض الأطراف يتمسّكون بقناعاتهم التي لا تنسجم مع مصلحة لبنان ولا مع تعجيل انتخاب الرئيس"، مستدركا "رغم الصعوبات سنستمر في العمل وإجراء الاتصالات وبذل أقصى الجهد والاستماع إلى المقترحات والتواصل مع الجهات الأخرى في المجلس النيابي للوصول إلى انتخاب الرئيس، أي لن نكلّ ولن نملّ حتى يتحقق هذا الاستحقاق".
وفي 18 يوليو/تموز الجاري عقدت المجموعة الخماسية وتضم ممثلين عن مصر وفرنسا وقطر والسعودية والولايات المتحدة اجتماعها الثاني في الدوحة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في لبنان عقب فشل مجلس النواب اللبناني خلال 12 جلسة برلمانية بانتخاب رئيس للبلاد، في ظل انقسام سياسي حاد.
كما التقى الموفد الفرنسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وجرى تبادل للأفكار والحلول الممكنة للخروج من الأزمة الرئاسية، وفق إعلام محلي.
وقال رئيس البرلمان نبيه برّي إثر لقائه لودريان "يمكننا القول أن كوة في جدار الملف الرئاسي قد فتحت" من دون تفاصيل إضافية.
وهذه الزيارة الثانية للودريان بعد زيارة قام بها إلى لبنان في 21 يونيو/حزيران الماضي التقى خلالها قيادات رسمية وحزبية لبنانية وأجرى محادثات تتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في زيارة وصفها مطلعون بأنها "استطلاعية لسماع آراء المسؤولين".
ومطلع يونيو/حزيران الماضي عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق لودريان موفدا خاصا إلى لبنان في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في البلد العربي.
وتأتي هذه الزيارات بعد فشل البرلمان اللبناني في 12 جلسة منذ سبتمبر/أيلول 2022 كان آخرها بتاريخ 14 يونيو/حزيران الماضي في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022.