ليبرمان يحسم خيار التوجه نحو انتخابات إسرائيلية ثالثة

ليبرمان يرفض تشكيل حكومة ائتلافية مصغرة بدعم من القائمة العربية المشتركة المناهضة للصهيونية.

القدس - أعلن وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان في مؤتمر صحافي في الكنيست الأربعاء، رفضه الانضمام لأي حكومة يشكلها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو أو رئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس، في وقت تبادل فيه الرجلان الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة إلى الآن.

وحمل رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" الحزبين مسؤولية "الفشل في تشكيل حكومة موحدة".

ويأتي موقف ليبرمان بعد أن تبادل نتانياهو ومنافسه غانتس اللوم بشأن محادثات تشكيل الحكومة المتعثرة مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لزعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" قبل منتصف ليل الأربعاء-الخميس.

وقال ليبرمان إن "غانتس لم يكن مستعدا لأن يقبل اقتراح رئيس الحكومة في التناوب ونتانياهو كان يماطل بالتمسك بالأحزاب المتدينة". وأضاف "أرفض تشكيل حكومة ائتلافية مصغرة بدعم من القائمة العربية المشتركة المناهضة للصهيونية".

وبعدما وصف القائمة العربية بأنها "طابور خامس"، قال ليبرمان "أرفض حكومة ائتلافية مع الأحزاب المتدينة المتشددة لأن الأحزاب المتدينة غير صهيونية"، مؤكدا "نصر على إقامة حكومة موحدة لأن أمامنا تحديين، هما تحد أمني وتحد اقتصادي".

وأمام رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس عدة ساعات لإبرام اتفاق ائتلافي أو ستقترب البلاد من خوض انتخابات جديدة ستكون الثالثة خلال عام.

ووصل نتانياهو وخصمه غانتس إلى طريق مسدود عقب انتخابات أيلول/سبتمبر، بعد فشلهما في الحصول على أصوات الأغلبية في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المؤلف من 120 مقعدا.

وكان لدى نتانياهو الذي يحتمل أن توجه له تهما تتعلق بالفساد، 28 يوما لتشكيل ائتلاف حكومي. ومنح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بيني غانتس مهلة مماثلة تنتهي قبل منتصف ليل الأربعاء الخميس بقليل.

والأحد، دعاهما رؤوفين إلى ترك خلافتهما الشخصية جانبا، وتشكيل حكومة وحدة، مؤكدا “الشعب لا يريد المزيد من الانتخابات".

وكان الخصمان يجريان محادثات بشأن تشكيل حكومة وحدة مع حزب ليبرمان.

ولكن نشر كل من الرجلين عبر حسابه على تويتر الأربعاء لتدوينات تبادلا فيها اللوم كشف انهيار المحادثات.

وكتب نتانياهو "لسوء الحظ، رفض بيني غانتس خلال اجتماعنا الليلة الماضية قبول الشروط التي وضعها أفيغدور ليبرمان وقبول أن أكون بصفتي رئيسا للوزراء، الأول في التناوب".

أما غانتس فاتهم نتانياهو بالتعنت. وكتب "يرفض بنيامين نتانياهو الوحدة ويبذل قصارى جهده لجرنا إلى انتخابات للمرة الثالثة".

ومع اقتراب الموعد النهائي، كان غانتس قد تعهد بمواصلة السعي لإبرام صفقة ما، لكن المشاورات تبدو قد انتهت بتشدد كل من الخصمين بشروطه.hg

وكان من المتوقع أن يدعم ليبرمان في النهاية حكومة نتانياهو اليمينية الضيقة، لكن مع تقديم تنازلات كبيرة بما في ذلك تلك المتعلقة بالأحزاب اليهودية المتشددة.

وكتب الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معاريف العبرية اليومية الأربعاء "أي محاولة للتنبؤ بنتيجة تفويض بيني غانتس هي مهمة انتحارية". وأضاف "لم يكن الطريق نحو تشكيل حكومة في إسرائيل مسدودا كما هو هذه المرة".

وفي غياب حكومة برئاسة نتنياهو أو غانتس أو حكومة وحدة بينهما فإن إسرائيل ستتوجه إلى جولة انتخابية ثالثة إذا تمت فعلا ستكون سابقة في السياسة الإسرائيلية.

لكن تقنيا، يضع فشل غانتس إسرائيل أمام سيناريو آخر لتجنب انتخابات ثالثة لكنه خيار يواجه صعوبات.

ووفقا للقواعد، يكون أمام كل عضو في البرلمان 21 يوما ليقترح على الرئيس رؤوفين اسم مرشح قادر على حصد أصوات الأغلبية. لكن، إذا انتهت هذه المدة من دون تحقيق أي تقدم فإن الانتخابات الثالثة ستكون حتمية.

وأدت انتخابات نيسان/أبريل في إسرائيل إلى جمود سياسي في النظام الذي يعتمد على بناء الائتلاف.

ويشغل حزب إ"سرائيل بيتنا" القومي ثمانية مقاعد في البرلمان وقد يكون دعمه كافيا لإيصال نتانياهو اليميني أو غانتس الوسطي إلى السلطة.

لكن وزير الدفاع السابق أثبت أنه صانع ملوك متردد.

ويكرر اليمين الإسرائيلي تحذيراته من تأييد غانتس الذي ستحتاج حكومته إلى دعم النواب العرب. ومعروف عن خطاب ليبرمان بأنه معاد للعرب وأنه متشدد في مواقفه حيال غزة وسوريا وغيرها.

وسبق وأن أعلنت الاحزاب العربية الإسرائيلية أنها ستدعم غانتس لترؤس الحكومة.

ويتهم زعيم "إسرائيل بيتنا" نتانياهو بأنه أسير أهواء اليهود المتشددين.

ويعترض ليبرمان الذي يقود حركة علمانية، على المتشددين الذي يشكلون عشرة بالمئة من السكان وخصوصا فيما يتعلق بإعفائهم من الخدمة العسكرية الإجبارية في إسرائيل.

وقد توجه إلى نتانياهو تهما بالفساد يمكن أن تنهي حياته السياسية بعد أن بقي في الحكم أطول مدة مقارنة بنظرائه، إذ بلغت سنوات حكمه 13 عاما على فترتين، الأولى استمرت ثلاثة أعوام بين عامي 1996-1999 والثانية بدأت عام 2009 واستمرت حتى الآن ليتخطى بذلك فترة حكم دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بعد إقامتها عام 1948.

ومن المتوقع أن يصدر قرار المدعي العام بخصوص مجموعة من تهم الكسب غير المشروع التي ينكرها نتانياهو بحلول كانون الأول/ديسمبر.

ويمكن لتأجيل توجيه الاتهامات لنتانياهو أن يمنحه فرصة جديدة.

وتقول جميع الأطراف إنها حريصة على عدم إجراء انتخابات جديدة، لكن صحافيين إسرائيليين لديهم آراء متباينة.

وقال بن كاسبيت "سنحتاج إلى معجزة لتفادي إجراء انتخابات ثالثة. إما ذلك أو قرار جريء ومدهش وشجاع من جانب أحد المتنافسين السياسيين".

وكانت انتخابات أيلول/سبتمبر الماضي قد انتهت بحصول التحالف الوسطي أزرق أبيض على 33 مقعدا مقابل 32 مقعدا لحزب الليكود اليميني.