ليبيا تسعى إلى استقطاب شركات نفطية باتفاقيات لتقاسم الإنتاج

ليبيا تستعد لطرح 22 منطقة للتنقيب عن النفط والتطوير في أول جولة من نوعها منذ أكثر من 17 عاما.

طرابلس - تستعد ليبيا لطرح 22 منطقة للتنقيب عن النفط والتطوير في أول جولة من نوعها منذ أكثر من 17 عاما، على ما أكده مسؤولون كبار من القطاع، بينما ستشمل الصفقات اتفاقيات لتقاسم الإنتاج، فيما لا يزال القطاع رهينة الصراع على المصالح، ما أدى إلى تراجع ثقة الشركات العالمية.

وتأتي جولة العطاءات الجديدة التي أُعلن عنها في الثالث من الشهر الماضي في وقت تسعى فيه ليبيا، ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا والعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، إلى زيادة إنتاجها النفطي.

وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مسعود سليمان خلال فعالية للمستثمرين المحتملين في لندن إن المناطق المعروضة مقسمة بالتساوي بين الأحواض البرية والبحرية.

وتشير بيانات المؤسسة إلى أن إنتاج ليبيا الحالي من النفط الخام عند نحو 1.4 مليون برميل يوميا، أي ما يقل بنحو 200 ألف برميل يوميا عن أعلى مستوى له قبل الحرب الأهلية. وتسعى ليبيا إلى زيادة الإنتاج لمليوني برميل يوميا.

ولدى المستثمرين الأجانب حذر من استثمار أموالهم في ليبيا، التي تشهد حالة من الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وكثيرا ما أدت النزاعات بين الفصائل المسلحة المتنافسة على عائدات النفط إلى إغلاق حقول.

وتحول النفط الليبي إلى ورقة في معركة لي الأذرع بين الأطراف المتصارعة على المصالح والنفوذ في البلاد، ما أدى إلى تراجع ثقة الشركات العالمية في القطاع، خاصة في ظل غياب بوادر عن انفراج الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد وانهاء حالة الانقسام.

وأقامت أزمة المصرف المركزي التي اندلعت إثر إقالة المحافظ السابق الصديق الكبير وتطورت إلى إغلاق عدة حقول نفطية ما أدى إلى توقف أكثر من نصف الإنتاج اليومي، أبزر دليل على الفوضى التي يغرق فيها القطاع.

وقال سليمان لرويترز على هامش الفعالية إن الجولة أثارت بالفعل اهتماما كبيرا من شركات نفط عالمية منذ إطلاقها في أوائل مارس/آذار.

وكان وزير النفط خليفة عبدالصادق قد قال في يناير/كانون الثاني إن ليبيا تحتاج لاستثمار ما بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار لرفع الإنتاج إلى 1.6 مليون برميل يوميا.

وأكد المصدر نفسه خلال الجولة أن مجموعة العطاءات الجديدة ستشمل مساحات في أحواض سرت ومرزق وغدامس وفي البحر المتوسط، وهي من أكثر الأحواض خصوبة في البلاد.

وأفاد عرض قدمه مسؤولون آخرون في المؤسسة بأن المناطق المعروضة ستكون وفق صيغة اتفاق ينطوي على تقاسم الإنتاج، والتي تحل محل صيغة أكثر صرامة كانت تتبناها ليبيا في جولات سابقة تعرف باسم اتفاقيات استكشاف وتقاسم الإنتاج النمط الرابع، والتي كانت تقدم عوائد أقل للمستثمرين، بينما تتوقع المؤسسة توقيع العقود الجديدة بين 22 و30 نوفمبر/تشرين الثاني.