ليبيا عالقة في معضلة القوات الأجنبية وآلاف المرتزقة

زيارة المنفي لليونان تأتي بينما ينهي رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد دبيبة زيارة لتركيا هي الأولى له وسط توتر بين اليونان وأنقرة بسبب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التركية الليبية.
رئيس المجلس الرئاسي الليبي يؤكد ضرورة مغادرة جميع الميليشيات الأجنبية
السلطة الليبية الوليدة تتحرك في أكثر من اتجاه لإعادة التوازن للعلاقات الخارجية

أثينا - أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي خلال زيارته اليونان الأربعاء بذل "كلّ الجهود الممكنة" من أجل "مغادرة جميع الميليشيات" الأجنبية بلاده.

وقال المنفي خلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس "سنبذل كل الجهود الممكنة لضمان سيادة واستقلال ليبيا المرتبط بالخروج النهائي لجميع الميليشيات من بلدي"، مضيفا أنه جرت نقاشات حول الموضوع "لتحقيق هدف مغادرة الميليشيات"، وفق بيان باليونانية لمكتب ميتسوتاكيس.

وتأتي زيارة المنفي لليونان بينما ينهي رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد دبيبة زيارة لتركيا هي الأولى له وسط توتر بين اليونان وأنقرة بسبب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التركية الليبية.

وتتحرك السلطة الليبية الوليدة في أكثر من اتجاه لضمان إعادة التوازن للعلاقات الخارجية خاصة منها تلك التي تربطها بدول متنافسة مثلما هو حال تركيا واليونان أو تركيا والدول الأوروبية.

ووعد رئيس الوزراء اليوناني بتقديم الدعم في إعادة إعمار ليبيا، مؤكدا أن "الشرط الضروري" للحلّ السياسي في البلاد هو "مغادرة كلّ القوات الأجنبية الأراضي الليبية" في ضوء الانتخابات المقررة نهاية العام.

كما شدد على نيّة البلدين المتوسطين معالجة "مسائل حيوية على غرار تحديد الحدود البحرية" في شرق المتوسط.

وتأتي زيارة المنفي لأثينا بعد أسبوع من زيارة كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزير خارجيته نيكوس ديندياس طرابلس لإعلان إعادة فتح سفارة اليونان في العاصمة الليبية.

وتريد اليونان الاستفادة من الانفراج السياسي في ليبيا المدعوم من الأمم المتحدة، للإسراع باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتصدي لتركيا المجاورة وسط توتر العلاقات معها.

وجدد ديندياس رفض اليونان "الاتفاقين غير القانونيين اللذين أبرمتهما الحكومة (الليبية) السابقة مع تركيا"، في إشارة خصوصا إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقع عام 2019 بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

وكان محمد المنفي حينها سفير ليبيا في أثينا، وقد طُرد لرفض الاستجابة لطلب الحكومة اليونانية إطلاعها على مضمون الاتفاق المثير للجدل.

والاتفاق التي لا تعترف به الدول الأخرى المطلة على شرق المتوسط، يرسم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا في المنطقة الغنية بالغاز.

وترتكز أنقرة على الاتفاق لتسويغ عمليات البحث والتنقيب عن الغاز في مناطق توجد نظريا في المنطقة البحرية لليونان وقبرص.

وأعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد دبيبة الاثنين تأكيد التزامهما بهذا الاتفاق.

وأغلقت سفارة اليونان في طرابلس في يوليو/تموز 2014، وأجلت حينها فرقاطة يونانية نحو 200 يوناني وأجنبي من البلد الذي شهد فوضى أمنية.

وكانت أثينا قد عبرت عن دعمها لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في الهجوم الذي أطلقه في أبريل/نيسان 2019 لتطهير العاصمة طرابلس من الإرهاب ومن ميليشيات مسلحة موالية لرئيس حكومة الوفاق حينها.

وتشير تقارير إلى أن تركيا التي تحتفظ بوجود عسكري قوي في ليبيا بدأت في سحب دفعات من المرتزقة الذين جندتهم من ميليشيات سورية موالية لها ودفعت بهم إلى غرب ليبيا.