ليبيا والإرهاب والهجرة على جدول زيارة موغريني للجزائر

الاتحاد الأوروبي يحشد لتعزيز التعاون مع دول المغرب العربي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، فيما يلّح على فكرة إقامة مراكز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين وهو ما رفضه المغرب وتونس وليبيا والجزائر وأيضا مصر.
موغريني في الجزائر على وقع مؤتمر باليرمو حول ليبيا
الإرهاب العابر للحدود والهجرة السرية يستنفران الاتحاد الأوروبي

الجزائر  - يحشد الاتحاد الأوروبي لمواجهة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب العابر للحدود ومكافحة الجريمة المنظمة من خلال لقاءات يعقدها كبار المسؤولين فيه مع نظرائهم في دول المغرب العربي.

وفي هذا السياق تجري مفوضة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني الاثنين مباحثات مع وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل في زيارة تأتي على وقع انعقاد مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية وجدل حول الهجرة غير الشرعية التي تشكل واحدة من القضايا الخلافية بين دول الاتحاد.

وسبق أن دفعت دول أوروبية باتجاه فكرة إقامة مراكز إيواء للمهاجرين الذين يتم ترحيلهم من ايطاليا وبعض الدول الأوروبية، لكن المغرب وتونس والجزائر وليبيا وكذلك مصر رفضت هذه الفكرة رفضا قاطعا.

وترتبط الجزائر بحدود مترامية مع كل من ليبيا ومالي وهما من بؤر التوتر ونقاط عبور للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول الساحل والصحراء.

وسبق أن تعرضت الجزائر لانتقادات دولية حادة بسبب تعاملها العنيف مع مئات المهاجرين الافارقة الذين تم ترحيل دفعات منهم وتركهم لمصيرهم في الصحراء.

ولفتت موغريني فور وصولها الاثنين إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية الجزائر أن "الاتحاد الأوروبي والجزائر، شريكان طبيعيان حين يتعلق الأمر بالحوار على أعلى مستوى بشأن الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب".

وأضافت أنها ستتطرق مع مساهل إلى "عدة مواضيع ذات أولوية مشتركة" على غرار ليبيا ومنطقة الساحل إضافة إلى التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي والعلمي والطاقوي، وفق الاذاعة الجزائرية الرسمية.

واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن الندوة حول ليبيا المقررة بمدينة باليرمو الإيطالية في وقت لاحق الاثنين وتستغرق يومين، تعد "فرصة لتنسيق النشاطات والأعمال بين الطرفين".

وكان بيان صادر عن الخارجية الجزائرية يوم الأحد قد أوضح أن زيارة موغريني تأتي في إطار "عقد الدورة الثانية للحوار رفيع المستوى حول التعاون في مجالات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب"، واستكمالا لما تم بحثه ومناقشته في الدورة الأولى التي عقدت ببروكسل في 2017.

وتترأس مفوضة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أعمال هذه الدورة مناصفة مع مساهل.

 وحسب الإذاعة الجزائرية سيواصل الجانبان "المناقشات بشأن التهديدات الإرهابية وعلاقاتها بالجريمة المنظمة العابرة للحدود وسيبحثان الطرق والسبل الكفيلة بتعميق تعاونهما في هذا المجال".

وقال بيان الخارجية الجزائرية " سيقوم الجانبان بتبادل الآراء حول التطورات الأخيرة للمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ستكون فرصة للطرفين لأجل بحث واقع وآفاق علاقاتهما الثنائية الكثيفة والشاملة والتي تخضع لاتفاق الشراكة" الذي وقّع في 2003.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن يوم السبت الماضي أن موغريني ستلتقي خلال الزيارة رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى لبحث الشراكة بين الجانبين خاصة في المجالين التجاري والاقتصادي وملف الهجرة.

ولم يذكر البيان ما إذا كانت موغريني ستلتقي بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي يعاني من آثار جلطة دماغية منذ 2013 ولا يظهر إلا نادرا وبشكل محدود في مناسبات محلية.

وفي العادة يلتقي الرئيس الجزائري بكبار المسؤولين الدوليين الذين يزورون الجزائر، لكن وضعه الصحي منعه في أكثر من مرة اللقاء بالضيوف الأجانب.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، انعقدت الدورة الأولى للحوار السياسي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي برئاسة موغريني ومساهل في بروكسل وتم الاتفاق على عقد هذا الاجتماع دوريا كل عام.

وقالت موغريني خلال الاجتماع، إن "هذا الحوار يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للاتحاد الأوروبي".

ووصفت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية الجزائر بأنها "الشريك الرئيسي للاتحاد الأوروبي، ليس فقط في المتوسط وفي شمال إفريقيا والساحل (الصحراء الإفريقية الكبرى)، بل في إفريقيا بأسرها".