ليبيون يربّون حيوانات برية مهددة بالانقراض

عائلة ليبية تقوم بحماية حيوانات برية معرضة لخطر الاندثار في ليبيا نتيجة الصيد الجائر والتصحر وانحسار الغطاء النباتي والتلوث البيئي وانتشار السلاح الآلي.

طرابلس -  ورث جهاد دياب (20 عاما) مزرعتين للحيوانات البرية عن والده الذي كان قبل 20 عاما يربي ويستولد حيوانات برية معرضة لخطر الانقراض في ليبيا نتيجة الصيد الجائر.
ومن ملاعبة الظباء إلى إطعام الضباع، يستيقظ جهاد كل صباح على ما يسميه حبا "لا يوصف" لحيواناته.
ونشأ جهاد حول حيوانات يرى كثيرون أنها تنتمي إلى البرية بينها أيضا غزلان ونعام ولامات. وبعد أن تعلم مهارات التعامل معها من والده تعلق المزارع ومربي الحيوانات الشاب بها وتعلم لغة كل منها.
وقال جهاد دياب "في الأساس كانت هواية الوالد وتعلمت الكتير من الأشياء بالنسبة للحيوانات. من أول ما وعيت علي الدنيا وجدت الحيوانات قدامي، الغزال، النعامة، الآيل، قعدت حافظهم وأتعامل معهم بالطريقة الصحيحة، وكل حاجة وطريقتها في التعامل وأصبحت علاقتي بهم الآن غرام وأتعود عليهم أكتر وأكتر".
وأضاف "عشقي للحيوان شعور لا يوصف، طبيعي كل صبح نيجي للحيوانات نفطر ونوكل ونجلس جنبهم ومن كلي ومن لم يأكل وشن حالتهم الطبيعية وأنظف والحيوان اللي يمرض نهتم بيه نشوفه ماذا يحتاج واتصل بالدكتور لو لدي حيوان مريض، وفي الليل أبقي سهران مع الحيوان المريض شبه للصبح والحمد لله مش مقصر، أعطيهم حقهم بزيادة".
وأوضح دياب أن بعض الحيوانات عرضة لخطر الانقراض في ليبيا بسبب الصيد الجائر، وهي ممارسة شائعة في ليبيا أصبح تنظيمها أكثر صعوبة بعد اندلاع الصراع في عام 2011.
وتمكن والده من زيادة عدد بعضها إلى جانب تربية بعض الحيوانات التي موطنها خارج ليبيا أيضا، لكن التهديد لا يزال قائما.

ويحرص بعض الليبيين على تربية حيوانات برية للمحافظة عليها ولما تمثله من ثروة حيوانية يجب صيانتها ومنع اندثارها.
وقال جهاد "متل الودان (الضأن البربري) وغزال الريم، شبه مهددات بالانقراض في ليبيا، تمكن الوالد من تكاثر القطيع من كل نوع وربينا حتي حيوانات من خارج ليبيا زي الايلند وضبي اللنجاي والضبي الهندي والمها، أكتر من 15 سنة نقوم بتربية هدي الحيوانات، تتكاتر عندنا بشكل طبيعي".
ويمتلك جهاد دياب مزرعتين إحداهما في طرابلس والأخرى في مصراتة. ويرحب بالزوار.
وقال عن زوار مزرعتيه "كان إقبال رائع، الناس، الأغلبية انبهرت، لم تتوقع هدي الأشياء في ليبيا والناس لما شاهدت الشي هدا في كتير من الناس تحب تربي في الاستراحات والمزارع، كل واحد يطلب في الطلب بتاعه ونحاولوا نوفروها له".
وليس بسبب التصحر وانحسار الغطاء النباتي والتلوث البيئي تنقرض الحيوانات في ليبيا فحسب، بل كذلك بسبب السلاح الآلي الذي ينتشر في البلاد، وفق تقارير أممية.
وأشار التقرير الوطني الرابع للهيئة العامة للبيئة الليبية  الذي صدر في العام 2019 إلى أن في البلاد 455 نوعاً من الفقاريات و3958 نوعاً من اللافقاريات، بالإضافة إلى 76 نوعاً من الثدييات، 11 نوعاً منها مهدداً بالانقراض، و113 نوعاً من الزواحف، منها نوعان مهددان بالانقراض، و356 نوعاً من الطيور، منها 41 نوعاً مهدداً بالانقراض.
ويعتبر خبراء في مجال البيئة ان الأنواع البرية المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر تشمل الفهد المرقط والودان وغزال دوركس والقط البري والسلحفاة المصرية.
وينظم القانون الليبي عمليات الصيد بتحديد مواسمه ومواقعه ويمنعه في المحميات الطبيعية، الا ان خبراء يعتبرون ان القانون وقع تجميده في الوقت الحالي بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد.