"ليوا للرطب" يتحول إلى مهرجان شامل لمختلف ألوان الفنون والتراث

فعاليات ليوا تجذب عشاق التراث ومحبي شجرة النخيل ومنتجاتها المتنوعة.
السوق الشعبي في مهرجان ليوا.. أفكار ابتكارية وأسعار تنافسية
إقبال نسوي على السوق الشعبي لشراء المنتجات التراثية والأدوات التقليدية

أبوظبي ـ يحظى مهرجان ليوا للرطب بدورته الـ 15، والتي تقام تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم من لجنة ادارة الفعاليات الثقافية والتراثية بأبوظبي، بالعديد من الفعاليات الشيقة والمتميزة والجاذبة لعشاق التراث ومحبي شجرة النخيل ومنتجاتها المتنوعة.
وقد شهد موقع المهرجان المقام في ارض المعارض بمدينة ليوا في منطقة الظفرة، على مساحة 20 ألف متر مربع، إقبالا كبيرا من الزوار الذين حرصوا على متابعة الفعاليات الشيقة، حيث حرصت اللجنة المنظمة على أن تلامس اهتمام كافة الجنسيات ومختلف الاعمار، حيث يعد المهرجان كرنفال تراثي عائليا ومقصدا للجميع.
وفي هذا الإطار، أكد عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن مهرجان ليوا للرطب لم يعد مجرد مهرجان تراثي فحسب بل تحول الى مهرجان شامل لمختلف ألوان الفنون والتراث، حيث بات مقصداً لأصحاب مزارع النخيل وعشاق النخل من داخل الدولة وخارجها، وملتقى لتبادل الخبرات حول زراعة النخيل ومواسم الرطب، وكيفية حماية مزارعهم.
وأضاف المزروعي أن المهرجان يضم باقة متنوعة من الفعاليات والبرامج والأنشطة المختلفة التي تلبي احتياجات جميع الزوار من مختلف الجنسيات، فهو يعتبر مقصدا وملتقى للأسر والعائلات لقضاء أوقات ترفيهية وثقافية وسط أجواء مشبعة بتراث الماضي وعراقة الحاضر.
وأفاد المزروعي أن النجاح الكبير الذي حققه مهرجان ليوا للرطب على مدى السنوات الماضية يعكس مدى المجهود الذي بذلته اللجنة المنظمة لتجسيد توجيهات القيادة الرشيدة على أرض الواقع، وأن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة لمختلف المشاريع التنموية على مستوى الدولة.
وأشار إلى المشاركة الإيجابية والدعم المتميز من الجهات الراعية والتي كان لها الدور الكبير في استمرارية هذا النجاح، خاصاً بالذكر: ديوان ممثل الحكم في منطقة الظفرة، شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، شركة الظاهرة، شركة الفوعة للتمور، بنك أبوظبي الأول، دائرة التخطيط العمراني والبلديات – بلدية منطقة الظفرة، مركز إدارة النفايات بأبوظبي "تدوير"، شركة سيكيور تيك، وراعي التواصل المجتمعي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى)، والداعمين للمهرجان، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، شرطة أبوظبي، شركة أبوظبي للتوزيع، والشركاء الإعلاميين قناة بينونة، وشبكة الأولى الإذاعية – إذاعة الأولى التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
أكثر من 103 كلغ وزن أكبر عذج
إلى ذلك، شهدت منافسات مسابقة أكبر عذج التي أقيمت مساء الأربعاء ارتفاع وزن المشاركات عن الدورة الماضية من مهرجان ليوا للرطب، حيث حصد "حمد عيسى حبيب المزروعي" المركز الأول بوزن بلغ 103 كيلو و 900 غرام، محققاً بذلك زيادة مقدارها 6 كيلو و 800 غرام مقارنة مع ذات المركز في العام الماضي، الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام المتزايد من أصحاب المزارع من أجل رفع جودة إنتاج مزارعهم.
وشهد التتويج توج عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، مبارك علي القصيلي المنصوري، مدير مزاينة الرطب، وسط حضور كبير من المزارعين وعشاق شجرة النخيل ومنتجاتها.
وحققت بقية المراكز زيادات واضحة، حيث سجل المركز الثاني فوز "موزة محمد عفصان المزروعي" بعذج يزن 103 كيلو و200 غرام، والمركز الثالث ورثة عبدالله حاذة عبدالله المرر بوزن 102 كيلو و700 غرام، وفي المركز الرابع محمد سلطان بتال المرر بوزن 102 كيلو و300 غرام.

وأوضح مبارك علي القصيلي المنصوري، مدير مزاينة الرطب، أن مشاركات هذا العام شهدت زيادة في الوزن مقارنة بالعام الماضي رغم الظروف الجوية الصعبة التي شهدتها المنطقة من رياح وارتفاع في درجات الحرارة، وأن هذه العوامل تؤثر على انتاج المزرعة ووزن العذج بالتأكيد، مؤكداً أن المزارع تتحدى العوامل الجوية وتنجح في تحقيق وزن افضل من العام الماضي.
وأفاد المنصوري أن ذلك يعكس مدى الاهتمام المتزايد من أصحاب المزارع الراغبين في خوض منافسات مهرجان ليوا للرطب، وأنهم يحرصون على توفير كافة الوسائل اللازمة لتجويد الإنتاج وتوفير منتجات ذات جودة عالية يمكن لها أن تنافس في المهرجان بقوة، ومن جهة أخرى تكون منتجات تنافسية في الأسواق المحلية والخارجية.
واكد القصيلي أن المهرجان نجح خلال السنوات الماضية في أن يرسخ مكانته وسط عشاق التراث والمهتمين بزراعة النخيل ومنتجاتها من تمور ورطب وغيرها، مشيراً إلى أن ارتفاع عدد المشاركات يعكس مدى النجاح الكبير ويحقق أهداف المهرجان في دعم وتشجيع زراعة النخيل، حيث أن هذا النجاح يؤكد مدى المتابعة المستمرة من قبل القائمين على لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والدعم الكبير الذي يقدمه كل من الرعاة والداعمين، والعمل الدؤوب من قبل إدارة المهرجان.
السوق الشعبي أفكار ابتكارية وأسعار تنافسية
  شهد السوق الشعبي المقام على هامش المهرجان إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان من الأسر المواطنة والمقيمة والسياح الذين جذبتهم روعة المعروضات وأصالة المنتجات التي استوحت أفكارها وصممت من وحي طبيعة ساحرة في منطقة الظفرة.
وقال عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي إن معظم المنتجات المعروضة في السوق الشعبي تخص النخلة والتمر إلى جانب صناعات المرأة الإماراتية التراثية التي تستهدف تنمية هذه المشغولات وإتاحة الفرصة لزوار المهرجان في الاطلاع عليها، خصوصاً أن السوق الشعبي يهدف إلى المحافظة على روح التراث الإماراتي الأصيل ونشر ثقافته المتوارثة من جيل لآخر.
وأضاف القبيسي أن السوق يمثل واجهة حية تعكس التراث المحلي الغني بالحرف اليدوية المحلية المرتبطة بالنخيل والتمور أمام السائحين المهتمين بحضور المهرجان، والذين سيجدون أمامهم نموذجاً للواحة الغناء التي تتزين بسعف النخيل الذي تمت حياكته بحرفية عالية، إضافة إلى حلوى التمر، ومعها كل ما يرتبط بحياة الأسرة البدوية البسيطة من سدو وحياكة وغيرها من المنتجات.
وأشار القبيسي إلى الفوائد الاقتصادية التي تعود بالنفع على الأسر المنتجة المشاركة في المهرجان والتي يأتي على رأسها فتح أسواق ومتعاملين جدد لتلك الأسر لاسيما وأن كثيرا من تلك الأسر المشاركة واظبت على المشاركة في المهرجان لمدة 15 عاما مضت وأضحى لها قاصدين من كافة إمارات الدولة وخارجها.
ولفت القبيسي إلى أن الغرض من إقامة السوق الشعبي، واعتباره ركناً مهماً في مهرجان ليوا للرطب كونه يتيح الفرصة للتلاقي المباشر بين ملامح الحياة القديمة والصناعات اليدوية التي اعتمد عليها أهل الإمارات لفترات زمنية طويلة، وبين الأجيال الجديدة من أبناء الإمارات والسائحين من كل الجنسيات الذين أبدوا إعجابهم بهذا التنوع في معروضات السوق، وما يعكسه ذلك من قدرة الإنسان الإماراتي على استعمال المفردات البيئية البسيطة في صناعة أدوات وأساليب حياة ساعدته على تلبية كل احتياجاته اعتماداً على المكونات الموجودة في البيئة المحيطة.
وبين القبيسي أن المحافظة على الحرف التراثية وتوارثها جيلاً بعد الآخر هو الهدف الأسمى من وراء هذه المجهودات، كما نهدف لتحديث التراث الإماراتي ودمجه في المجتمع وإيجاد فرصة مناسبة له للمنافسة في الأسواق، عبر النساء اللاتي يمتلكن مهارات وحرف يدوية فريدة، مع التأكيد على أن المرأة هي ركن المجتمعات، ومن هذا المنطلق تسعى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي في كل مهرجان تراثي على إبراز المرأة الإماراتية كامرأة فاعلة في المجتمع ومنتجة، إلى جانب إبراز دورها كأحد أهم رواة التاريخ والتراث، وذلك من خلال ما تنقله الجدات والأمهات المشاركات والعاملات في الحرف التراثية، وكأحد المحافظين على التراث، حيث يعرضن هذه الأعمال في أروقة المهرجان، ويعملن على تعريف جمهور السوق الشعبي على معروضاتهن.
وبين أن السوق الشعبي يضم أكثر من 130 محلاً تحوي مجموعة متنوعة من المنتجات والمشغولات التراثية والقديمة، خصوصاً ما يخص منها المنتجات المصنوعة من النخيل مثل السرود والمخرافة والجفير والحصير والمشب واليراب، وكلها منتجات قديمة تصنع من خوص النخيل بجانب الحلويات المصنوعة من التمر ودبس التمر وغيرها.

إقبال نسوي على السوق الشعبي 
يحظى السوق الشعبي بمهرجان ليوا للرطب بإعجاب جميع زواره من داخل الدولة وخارجها وخصوصاً النساء، حيث خصصت اللجنة المنظمة الإثنين القادم 22 يوليو/تموز الجاري، يوم خاص للنساء في السوق الشعبي، فيما شهد اليوم الأول من المهرجان إقبال نسوي على السوق لشراء المنتجات التراثية والأدوات التقليدية، والتي أبدعت في صناعتها مجموعة من الأمهات الحافظات للتراث أمام الزوار مباشرة.
وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على توفير كل الإمكانات والتسهيلات لإمتاع الجمهور الكبير الذي يحرص على حضور الفعاليات من مختلف الجنسيات، حيث توجد فعاليات ومسابقات مختلفة على مدى أيام المهرجان يشارك فيها الجمهور من كل الأعمار والجنسيات.
أكدت ماجدة الراوي، مقيمة بالدولة، إنها حرصت على زيارة المهرجان في اليوم الأول واستمتعت بالتجول في السوق الشعبي ومشاهدة منتجات تراثية جميلة داخله تعكس براعة السيدات التي قمن بصناعتها يدوياً أمام الزوار، مشيرة إلى أنها ظلت واقفة أكثر من ساعة كاملة أمام إحدى السيدات لتراقب دقة صناعتها وهي تصنع إحدى المشغولات من الخوص بإتقان، لتنتج في النهاية تحفة رائعة لم تتوان لحظة في شرائها لتظل ذكرى جميلة من المهرجان.
وقالت الألمانية صوفيا فون، إنها استمتعت بزيارتها الأولى للمهرجان لاسيما الحرف اليدوية في السوق الشعبي التي تعكس تاريخ ثقافي واجتماعي منذ عقود طويلة، لافتة إلى أنها اقتنت عددا من المنتوجات التي تباع داخل السوق لتحتفظ به كتذكار عندما تعود لموطنها.
أما هدى المنصوري، فقالت إن السوق الشعبي يعتبر لوحة فنية تتزين بالعطور والبخور الزكية والأعمال اليدوية التي يتم تصنيعها بإتقان داخل السوق، وأنها حريصة على زيارة السوق الشعبي لشراء بعض المصنوعات اليدوية والمنتجات التراثية والأدوات التقليدية، والتي يصعب الحصول عليها في الأسواق التجارية بذات الجودة والمواد الخام المصنوعة منها.
مشاركات: السوق الشعبي يدعم الأسر المنتجة
أكدن مشاركات في السوق الشعبي، أن السوق يعتبر داعماً للأسر المنتجة، ويساهم في فتح مجالات وأسواق جديدة وبأسعار في متناول الجميع، وتعتبر أسعار تشجيعية إذا ما قورنت بنظيراتها من المنتجات المعروضة في الأسواق الخارجية.
وعلى الرغم من أن المنتجات المعروضة في المهرجان تعكس جانبا مهما من الموروث الإماراتي وتحافظ عليه من الاندثار، إلا أنها لم تخلو من أفكار ابتكارية ظهرت جلياً في استغلال سعف النخيل في تنفيذ ديكورات بطريقة إبداعية وبسيطة وبأسعار تنافسية، إضافة إلى استغلال نواة التمر في صناعة لوحات وأشكال تصلح لتزين المكاتب والمنازل والمطاعم العامة.
وبهذا الصدد، قالت مباركة المحيربي، إنها المشاركة الرابعة لها في المهرجان، حيث أنها تتخصص في العطور الخليجية وتقوم بابتكار طرق وتركيبات حديثة في تلك العطور، لافتة إلى أن أسعار العطور تتراوح من 70 إلى 100 درهم فقط، وهي ذات العطور التي تباع في المحال التجارية بضعفين أو ثلاثة أضعاف السعر.
وأشارت المحيربي إلى أن المهرجان يمثل نافذة للأسر المنتجة في فتح أسواق جديدة حيث يقوم بعض الزبائن والتجار بالتعرف على المنتجات وكذلك التعاقد لفترات طويلة لجودة المنتج ورخص سعره.
وقالت سلامة محمد التي تنتج ديكورات من سعف النخيل ونواة التمر بطرق مبتكرة تستخدم في تزين المنازل والمحال التجارية والمطاعم، إنها تستغل المهرجان في بيع منتجاتها وكذلك تعليم الفتيات الإماراتيات والعرب والأجانب طرق حديثة في فن تنسيق وتأليف الديكورات من سعف النخيل وطلائه بألوان تتوافق مع المستخدم النهائي.
ولفتت فاطمة الهاملي إلى أن الصناعات اليدوية تلقى رواجاً كبيراً في المهرجان نظرا لانخفاض أسعارها نظرا لانخفاض أسعار المواد الأولية وتوافرها مقارنة بالأسعار السوقية، موضحة أن ابتكار طرق حديثة لأشكال اللوحات والديكورات الفنية المستخدمة من سعف النخيل يساعد كثيرا في عملية التسويق.
ومن ناحيتها أكدت ثنية مبارك المنصوري إحدى المشاركات في السوق الشعبي أنها حرصت ولمدة 15 عاماً على تقديم أفكاراً جديدة بشكل ابتكاري لاسيما في استخدام سعف النخيل ونواة التمر في ديكورات المنازل، لافتة إلى أنها تقدم أفكارا حديثة في معروضاتها حيث تقوم بصناعة المخاريف (السلال) والمشغولات الأخرى المصنوعة من الخوص، معربةً عن سعادتها البالغة عندما ترى نظرات الإعجاب في عيون زوار المهرجان، خصوصاً الأجانب الذين تبهرهم تلك المشغولات وتنطلق منهم نظرت الإعجاب عندما يرونها.