مأزق تركيا يتعمق في سوريا بمقتل جنديين

الجيش التركي وحلفاؤه يتعرضون لهجمات دموية في مدينة تل ابيض ما يشير الى فشل الدعاية حول المنطقة الآمنة التي روجت لها انقرة.

دمشق - يواجه الجيش التركي مصاعب كبيرة شمال سوريا لإعادة الاستقرار في المناطق التي سيطر عليها اثر هجومه على الأكراد في اكتوبر/تشرين الاول.
وفي هذا الإطار ذكرت وزارة الدفاع التركية الخميس أن جنديين قتلا في جنوب البلاد في هجوم بالمورتر قرب قاعدة عسكرية في بلدة أقجة قلعة على الحدود مع سوريا مضيفة أن أنقرة ردت على الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع إن الهجوم وقع الأربعاء واستهدف قاعدة على الجانب الآخر من بلدة تل أبيض السورية التي سيطرت عليها تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية في عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية الشهر الماضي.
وقال بيان للوزارة إن القوات التركية فتحت النار على الفور صوب مصدر الهجوم وإن العمليات في المنطقة مستمرة.
والسبت قتل تسعة أشخاص حوالي نصفهم من المدنيين في انفجار سيارة مفخخة في مدينة تل أبيض وتعكس هذه الهجمات الهشاشة الامنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الاتراك.
وسيطرت تركيا والفصائل السورية الموالية لها إثر هجوم أطلقته في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، واستمر أسابيع عدة ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا على منطقة حدودية واسعة بطول نحو 120 كيلومتراً بين مدينتي تل أبيض (شمال الرقة) ورأس العين (شمال الحسكة).

الهجمات في تل ابيض
الجيش التركي غير قادر على ايقاف الهجمات في تل ابيض

ومنذ سيطرة القوات التركية عليها، تشهد تلك المنطقة تفجيرات عدة بالسيارات المفخخة من دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
وفي مدينة تل أبيض وحدها، قتل ثمانية أشخاص في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني و13 شخصاً في الثاني من الشهر ذاته في تفجيرين بسيارتين مفخختين.
وعلقت أنقرة هجومها ضد المقاتلين الأكراد في 23 أكتوبر تشرين/الأول، بعد وساطة أميركية ثم اتفاق مع روسيا نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها.
وبرغم تعليق الهجوم، تخوض القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ أسابيع معارك مع قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، جنوب المنطقة التي سيطرت عليها.
وتسعى تركيا إلى إقامة "منطقة آمنة" تعيد إليها جزءاً كبيراً من ثلاثة ملايين لاجئ سوري لديها.
وتاتي الهجمات الاخيرة كمؤشر على التعثر التركي في شمال سوريا، رغم مزاعم أنقرة بقدرتها على السيطرة على الوضع وإعادة الحياة لمنطقة مضطربة.
وتواجه تركيا تحديات أمنية وأن الدعاية "للمنطقة الآمنة" تهتز على وقع هجمات دامية من حين إلى آخر، وسبق أن حذرت تقارير من أن التوغل التركي في شمال سوريا سيوقع بها في مستنقع يصعب الخروج منه.