مؤتمر باليرمو حول ليبيا لا يؤكد ولا ينفي مشاركة حفتر

مسؤول إيطالي يعلن أن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في طريقه إلى ايطاليا للمشاركة في مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية، لكن هذا الإعلان لم يؤكده المؤتمر رسميا، فيما يشكل حفتر رقما صعبا في معادلة تسوية الأزمة الليبية.

مؤتمر باليرمو يفتتح أعماله وسط شكوك حول نتائجه وفاعليته
ايطاليا اتهمت في السابق فرنسا بالسعي للانفراد بالملف الليبي
وزير الخارجية الفرنسي يحضر مؤتمر باليرمو رغم الخلافات مع ايطاليا حول ليبيا
الرئيس المصري يشارك في مؤتمر باليرمو حول ليبيا

باليرمو (إيطاليا) - يفتتح في مدينة باليرمو الإيطالية مساء الاثنين مؤتمر دولي حول مستقبل ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى منذ 2011، بمشاركة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد.

وقال مسؤول ايطالي مشترطا عدم ذكر اسمه إن "حفتر في الطريق" إلى المؤتمر، لكن لم يتم الحصول على تأكيد رسمي في باليرمو أو بنغازي، معقل المشير في شرق البلاد.

وقال الخبير في الشؤون الليبية محمد الجارح، إنه من خلال إبقاء الغموض بشأن مشاركته "فإن حفتر نجح أصلا في إقناع مؤتمر باليرمو بأهمية دوره في أي اتفاق محتمل وتعزيز موقعه كفاعل أساسي في الأزمة الليبية".

والمؤتمر الذي يبدأ أعماله قرابة الساعة 19:00 بتوقيت غرينيتش يشكل محاولة جديدة لإطلاق عملية انتخابية وسياسية بهدف إخراج البلاد من الوضع الحالي، بعد مؤتمر باريس الذي عقد في مايو/أيار الماضي وأسفر عن اتفاق على موعد لإجراء انتخابات وطنية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول.

لكن الأمم المتحدة المكلفة بإيجاد حل يؤدي إلى الاستقرار في ليبيا التي تشهد انقسامات ونزاعات على السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي، أعلنت الخميس أن العملية الانتخابية أرجأت وستبدأ في ربيع 2019.

وعُقدت الاجتماعات الأولى في فترة ما بعد الظهر وهي مخصصة للأمن، أحد المواضيع الأساسية لهذا المؤتمر، وفقا لرئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.

وقد صرح كونتي لصحيفة لا ستامبا الاثنين بأن "الأمن شرط ضروري مسبق لضمان استقرار البلاد".

والتقى كونتي بعد الظهر، قبل بدء هذا المؤتمر رسميا، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة.

وكما حدث في اجتماع باريس، دُعي حفتر إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا فايز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة الذي يوازي مجلس أعيان في طرابلس، خالد المشري.

ووصل هؤلاء الثلاثة إلى باليرمو حيث التقاهم غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

كما دعت روما شخصيات بارزة بالإضافة إلى عدد من أعيان القبائل والمجتمع المدني.

وإلى جانب التوتر بين مختلف القوى الليبية، تطغى على مؤتمر باليرمو أيضا الانقسامات بين مختلف الدول المهتمة بليبيا.

الخلافات السياسية تلقي بظلالها على مؤتمر باليرمو
الخلافات السياسية تلقي بظلالها على مؤتمر باليرمو

وأعرب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج عن أمله في أن يخرج المؤتمر بـ"رؤية مشتركة تجاه القضية الليبية"، مشددا على "ضرورة توحيد مواقف" باريس وروما.

لكن إيطاليا قلقة خصوصا من مشكلة المهاجرين الذين يسعى عشرات الآلاف منهم سنويا إلى الوصول إلى سواحلها انطلاقا من ليبيا، حيث ينشط المهربون مستفيدين من الفوضى السائدة.

وأكد كونتي هذا الأسبوع أن "مؤتمر باليرمو خطوة أساسية في تحقيق هدف استقرار ليبيا وأمن المتوسط".

وكانت روما اتهمت فرنسا عقب اجتماع باريس بأنها تريد أن تكون وحيدة في ليبيا التي يحكمها كيانان متنافسان: حكومة السراج المنبثقة عن عملية الأمم المتحدة ومقرها طرابلس وسلطات مؤقتة في الشرق يدعمها برلمان منتخب عام 2014 والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر.

وفي مايو/أيار، دعت باريس إلى إجراء انتخابات في ديسمبر/كانون الأول، لكنها واجهت بسرعة تشكيكا من إيطاليا وكذلك الولايات المتحدة.

وقال ديفيد هايل الرجل الثالث في وزارة الخارجية الأميركية الخميس أمام معهد الشرق الأدنى في واشنطن "نؤيد الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لكن مواعيد نهائية مصطنعة مع عملية متسرعة ستأتي بنتائج عكسية".

في اليوم نفسه، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا أمام مجلس الأمن الدولي أن إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي أمر غير ممكن.

وقال سلامة في مؤتمر عبر الفيديو من طرابلس "يجب عقد مؤتمر وطني في الأسابيع الأولى من عام 2019 على أن تبدأ العملية الانتخابية ربيع عام 2019"، ما ينهي فعليا احتمال إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري.

ويحضر مؤتمر باليرمو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

ويأتي لقاء باليرمو بينما تشهد العاصمة الليبية توترا متصاعدا. وقتل 117 شخصا بين نهاية أغسطس/اب ونهاية سبتمبر/أيلول.

وقال مصدر دبلوماسي إيطالي إن عودة الهدوء وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد هما موضوعان سيتطرق إليهما المؤتمر.