ماذا لو ربط العالم علاقته مع الغاز القطري بالسياسة

بوجود أستراليا والولايات المتحدة، ازمة قطر واعتباراتها الجيوسياسية تضغط على حظوظها في قيادة سوق الغاز الطبيعي المسال خلال السنوات القادمة.

لندن – يبدو ان العقد القادم يمثل مسارا مهما للتنافس بين استراليا وقطر والولايات المتحدة على صدارة مبيعات الغاز الطبيعي المسال في العالم، لكن الى مدى يمكن ان تبتعد الإمارة الخليجية عن السياسة في علاقاتها التجارية مع الدول المستهلكة.
وقال تقرير حكومي صدر الاثنين في استراليا ان من المرجح ان تتجاوز صادرات الغاز الطبيعي المسال من هذا البلد ما تصدره قطر في 2020. لكن السباق على الحصة الكبرى من الصادرات سينضم اليه ايضا المنتجون الأميركيون مع اقامة مشاريع وخطط توسع جديدة في الولايات المتحدة.
وتعيش قطر أزمة سياسية في محيطها العربي ادت الى قطع العلاقات البدلوماسية والتجارية بينها وبين السعودية والامارات والبحرين ومصر.
وقال معلقون على وسائل التواصل ان الاعتبارات السياسية لا بد ان تتحكم في تدفق صادرات الغاز الطبيعي من قطر، وبالتالي من المرجح ان يفقد الغاز القطري جاذبيته لمصلحة استراليا والولايات المتحدة خلال السنوات القادمة.

من المرجح ان يفقد الغاز القطري جاذبيته

وذكر التقرير الذي نشرته وزارة الصناعة الاسترالية الاثني  ان الفوارق في صادرات الغاز المسال ستكون طفيفة بين استراليا (81 مليون طن) وقطر (76 مليون طن) خلال العام القادم.
وفي حين لم تؤثر بشكل واضح القيود التجارية التي فرضتها الدول الاربع على الطرق البحرية التي تسلكها السفن الناقلة للغاز المسال القطري عبر مضيق هرمز، الا ان الاسواق الاوروبية والاسيوية ستكون بالغة الحساسية لأي وقف او تعليق لصادرات الغاز المسال من قطر في الأمد البعيد.
ويعتمد الاقتصاد القطري بصفة شبه تامة على الغاز الطبيعي المسال الذي يعتبر الاسرع نموا في العالم بين انواع الوقود الاحفوري.
والى جانب التورط في دعم وتمويل جماعات متشددة في المنطقة، يواجه سجل حقوق الانسان في قطر انتقادات مستمرة لما يوصف بأنها "اعمال سخرة" للعمال الذين يشاركون في تشييد منشآت كأس العالم 2022. وحتى المونديال ومنح شرف استضافته لقطر لا يزال محاطا بشبهات فساد. 
وفي حين يقال ان قطر عبارة عن "غاز وجزيرة"، فإن السياسة الخارجية القطرية ربما تعزز في المدى الطويل من تراجع هذا الركن الرئيسي الذي تقوم عليه الدولة الخليجية.
ومشترو الغاز حذرون تجاه اي توترات جيوسياسية في البلدان المنتجة، في ظل الخلاف القطري خصوصا مع السعودية، اكبر مصدر للنفط الخام في العالم.
وتساءل معلقون عن قدرة قطر على الصمود في اسواق الطاقة بوجود الأزمة ايضا مع الامارات، العضو الفاعل في منظمة اوبك التي انسحبت منها قطر اواخر العام الماضي.
ويجري حالياً إنشاء أو التخطيط لإنشاء أكثر من 200 ميناء للغاز الطبيعي المسال في العالم بكلف تناهز مئات المليارات من الدولارات.