ماكرون يهادن السترات الصفراء بحزمة تنازلات

الرئيس الفرنسي يعلن تحمله جزءا من مسؤولية الغضب الشعبي، مضيفا "لم أستطع طيلة 18 شهرا أن أستجيب لمعاناة يعيشها الفرنسيون منذ 40 عاما".

ماكرون يعجل بخفض ضرائب ويرفع الأجور ردا على موجة الاحتجاجات
ماكرون يتعهد بزيادة شهرية بـ100 يورو في الحد الأدنى للأجور
ماكرون يتعهد بتخفيف الضرائب عن العمال من ذوي الدخل المحدود
الرئيس الفرنسي يعد بإلغاء الزيادة الضريبية على معاشات المتقاعدين
ماكرون يرفض إعادة فرض ضريبة على الأثرياء

باريس - أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين بتحمله "بشكل جزئي" مسؤولية الغضب الشعبي على خلفية الاحتجاجات الشعبية على ارتفاع أسعار الوقود وغلاء المعيشة.

وقال في أول خطاب تليفزيوني عام يلقيه منذ احتجاجات السترات الصفراء التي بدأت الشهر الماضي "أتحمل جزء من مسؤولية الغضب الشعبي رغم أن جذور الأزمة الحالية قديمة"، مضيفا "لم أستطع طيلة 18 شهرا أن أستجيب لمعاناة يعيشها الفرنسيون منذ 40 عاما".

ووعد ماكرون الذي بدا أكثر تواضعا، بتخفيف الضرائب عن العمال من ذوي الدخل المحدود وإلغاء الزيادة الضريبية على معاشات المتقاعدين.

وتعهد الرئيس الفرنسي بخفض الضرائب على أرباب المعاشات وزيادة الحد الأدنى للأجور في يناير/كانون الثاني، لكنه رفض إعادة فرض ضريبة على الأثرياء مع سعيه للرد على موجة احتجاجات مثلت تحديا لسلطته.

وقال ماكرون في كلمة للشعب عبر التلفزيون "سنرد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الملح بإجراءات قوية من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا ولكن دون التراجع عن سياستنا".

وأعلن رفع الحد الأدنى للأجور مئة يورو (113 دولارا) شهريا اعتبارا من العام المقبل مقدما بذلك تنازلا كبيرا أمام حركة السترات الصفراء الاحتجاجية التي هزّت فرنسا في الأسابيع الأخيرة.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور في فرنسا 1498 يورو شهريا قبل اقتطاع الضرائب و1185 يورو بعد اقتطاعها.

واقتطع ماكرون جزءا كبيرا من الزيادات الضريبية التي فرضتها حكومته من المعاشات التقاعدية.

وفي خطاب إلى الأمة اعتمد الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 40 عاما لهجة أكثر تواضعا من المعتاد محاولا التصدي للانتقادات التي طاولت أسلوب حكمه.

وأكد ماكرون أن احتجاجات المتظاهرين وهم بغالبيتهم من أصحاب المداخيل المتدنية مردها "ضائقة مستمرة منذ 40 عاما".

وأكد الرئيس الفرنسي أن الزيادة لن تسددها الشركات. وقال إن "ساعات العمل الإضافية لن تكون خاضعة للضرائب أو الرسوم اعتبارا من 2019".

وكان ماكرون قد التقى قبل الخطاب ممثلي عددا من النقابات لبحث إيجاد حل للمشاكل التي تسببت في اندلاع مظاهرات السترات الصفراء.

وجرى اللقاء في قصر الإليزيه واستغرق حوالي 4 ساعات وحضره رئيس الوزراء إدوار فيليب والوزراء ورئيس الجمعية الوطنية ريشار فيراند ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارتشر.

وفي تصريح صحفي عقب انتهاء الاجتماع قال الأمين العام للاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل لوران برجيه، إن هناك أزمة حقيقية ولابد من إيجاد حل في أسرع وقت ممكن.

وقال رئيس جمعية أرباب العمل الفرنسية جوفروا رو دي بيزيو، إن خفض الضرائب أمر هام للغاية وإن على ماكرون أن يدلي بتصريحات بخصوص الضرائب في كلمته هذا المساء.

وقال وزير العمل الفرنسي موريل بينيكود، إن ماكرون سيدلي بتصريحات هامة تخفف غضب المشاركين في السترات الصفراء.

وينتظر أصحاب السترات الصفراء منذ مدة، أن يلقي ماكرون خطابا يستجيب فيه لمطالب المتظاهرين.

ومنذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت احتجاجات تقودها حركة السترات الصفراء، تنديدا بارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة.

وتتواصل احتجاجات حركة السترات الصفراء رغم تراجع الحكومة عن قرار زيادة الضريبة على الوقود، ثم إلغائها بشكل كامل.

وتعتبر الاحتجاجات من أسوأ الأزمات التي تضرب فرنسا في عهد ماكرون الذي يتهمه المحتجون بـ"العجرفة" و"التكبر"، داعين إياه للاستماع إلى مطالبهم.