مبادرة سعودية تفضي لمظلة أممية لحماية الأماكن الدينية

الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى بالاجماع قراراً قدمته المملكة يدعو إلى 'ثقافة السلام والتسامح لحماية الأماكن الدينية' ويدين 'جميع أعمال العنف والتهديد والتدمير والإهانة أو تعريض الأماكن الدينية للخطر وأي عمل يهدف إلى تدمير أي منها أو تغييره بالقوة'.

نيويورك - تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس بالإجماع قراراً يدعو إلى "ثقافة السلام والتسامح لحماية الأماكن الدينية" قدمته السعودية التي تخطط لتنظيم مؤتمر عالمي لدعم هذا الهدف.

ويطلب النص من "المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لتشجيع الحوار على الصعيد العالمي بشأن الترويج على جميع المستويات لثقافة التسامح والسلام القائمة على احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات".

وقال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي إن "المواقع الدينية عبارة عن مرافق للسلام، تمثل التاريخ والنسيج الاجتماعي للأفراد".

وأضاف "من المؤلم أن نرى هذه المواقع الدينية مهددة أو مدمرة سواء كانت مساجد إسلامية أو كنائس مسيحية أو معابد يهودية أو معابد هندوسية أو للسيخ"، منددا بأي اعتداء يطالها.

وأعرب المعلمي عن أمله بأن يحقق القرار تنمية ثقافة السلام فيما يتعلق بالعلاقات بين الأفراد والجماعات والدول وجعل هذه الثقافة درعاً مكيناً يصد هجمات التطرف والكراهية والعنف خاصة ما كان منها مبنياً على وجود الاختلافات بين البشر بالأعراق والأديان والثقافات.

وجدد السفير السعودي امله في تسخير ثقافة السلام نحو حماية المواقع الدينية والرموز الدينية من أعمال العنف والاستفزاز والسخرية،والحرص على تجنب الصدام بين القيم والمعتقدات الدينية وبين قيم التسامح وحرية التعبير عن الرأي وذلك عن طريق الاحترام المتبادل والإدراك الذاتي للحدود التي ينبغي التوقف عندها منعاً لإثارة الفتن والاستفزاز.

وشدد المعلمي على مواقف المملكة الثابتة والمبنية على احترام الاختلاف وإدانة العدوان والإرهاب أياً كانت مصادره أو مبرراته، معرباً عن إدانة المملكة لكل ما يمكن أن يساعد على الإرهاب عن طريق الدعم المباشر للإرهابين أو عن طريق استفزازهم ودعوتهم بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تنفيذ أعمالهم الإجرامية.

وفي قرارها غير الملزم ولكنّ له قيمة سياسية كبيرة، تدين الأمم المتحدة "جميع أعمال العنف والتهديد والتدمير والإهانة أو تعريض الأماكن الدينية للخطر". كما تدين "أي عمل يهدف إلى تدمير أي موقع ديني أو تغييره بالقوة".

والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مدعو لعقد مؤتمر عالمي يجمع كيانات الأمم المتحدة والدول الأعضاء والسياسيين والزعماء الدينيين والمنظمات الدينية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني والأطراف المعنيين. لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن لهذه المؤتمر.

والهدف من ذلك هو "المساعدة في حشد الدعم السياسي لإجراءات تهدف إلى تعزيز خطة عمل الأمم المتحدة لحماية الأماكن الدينية"، حسب النص.

المساعدة في حشد الدعم السياسي.. لتعزيز حماية الأماكن الدينية

ودعمت المبادرة السعودية حوالى ثلاثين دولة، بينها مصر والإمارات العربية المتحدة والعراق والمغرب وباكستان وفنزويلا.

ويتضمن النص مادة تؤكد أن "حرية الدين أو المعتقد، وحرية الرأي والتعبير، والحق في التجمع السلمي وحرية تكوين الجمعيات، كلها أمور مترابطة وموصولة بشكل وثيق وتُعزّز بعضها بعضًا".

وأكد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة موافقتهما على النص السعودي بعد إجراء تعديلات مهمة عليه خلال المفاوضات. وقال الاتحاد خصوصا إنه يجب احترام حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام كما الحق في الإلحاد.