متظاهرون في لبنان يتضامنون مع احتجاجات العراق

كلا الاحتجاجات في لبنان والعراق تطالب بإسقاط نظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية وخاضع لإملاءات خارجية إيرانية وعاجز عن معالجة اقتصاد هش.
استقالة عبدالمهدي لا تثني العراقيين عن مطالب رحيل الطبقة السياسية برمتها

بيروت - تجمع عشرات اللبنانيين السبت أمام السفارة العراقية في بيروت تضامناً مع المتظاهرين العراقيين، وذلك في اليوم الـ45 لحركة احتجاجية غير مسبوقة يشهدها لبنان.

ورفع المعتصمون أعلام البلدين وصور متظاهرين عراقيين قتلوا بالرصاص الحي، مستنكرين خلال تحركهم ما سموه بـ"المذبحة".

وأسفرت الاحتجاجات في العراق منذ أكتوبر/بداية تشرين الأول ضد طبقة سياسية توصف بالفاسدة والعاجزة، عن مقتل اكثر من 420 عراقيا غالبيتهم من المتظاهرين، كما أصيب الآلاف، بحسب حصيلة جمعتها من مصادر طبية وأمنية.

وقالت ليال سيبلاني وهي من منظمي الاعتصام، إنّ "الثورة في لبنان والثورة في العراق واحدة"، مضيفة أنّ "أي شهيد يسقط هناك كأنه سقط هنا".

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول تحركا شعبيا غير مسبوق، يستهدف الطبقة الحاكمة كلها ونظاما سياسيا يرتكز على الطائفية والمحاصصة الحزبية.

من جانبه قال متظاهر يدعى حسين، خلال مشاركته في الاعتصام أمام السفارة العراقية، "بالنسبة لنا كثوار في لبنان وبالنظر إلى القمع الذي نشهده، فإننا نتضامن مع أولئك الثوار الذين يجري اعتقالهم أو يقتلون يومياً في العراق".

الثورة في لبنان والثورة في العراق واحدة وأي شهيد يسقط هناك كأنه سقط هنا

ورغم إعلان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي استقالته، واصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم في بغداد والمناطق الجنوبية السبت، معتبرين استقالة رئيس الوزراء المزمعة غير مقنعة ومتمسكين بمطالب رحيل كامل الطبقة السياسية التي يحملونها مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والفاسد في العراق.

وقابلت قوات الأمن العراقية المتظاهرين في وسط بغداد بقمع دموي، ما أسفر عن مقتل 40 قتيلا خلال اليومين الماضيين، في حصيلة يمكن أن تتطور في ظل تأجج الاحتجاجات التي تتصدى لها الشرطة والميليشيات بالقتل.

واندلعت شرارة الاحتجاجات في كل من لبنان والعراق لأسباب مشتركة، تمثلت في تردي الأوضاع الاٌقتصادية وفشل الحكومتين في تجاوز أزمات اقتصادية ماضية نحو التأزم.

وخرج اللبنانيون مناهضين للنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية كما في العراق، حيث طالب المحتجون في كلا البلدين برحيل الطبقة السياسية برمتها، محملين إياها مسؤولية سوء الأوضاع المعيشية.

ورغم أنّ التظاهرات في لبنان لم تعرف مستوى العنف الذي تشهده تظاهرات العراق مع حصول عدد من الاعتقالات التعسفية، إلا أن النفوذ الإيراني امتد إلى كلا البلدين في قمع الاحتجاجات لدعم بقاء الأنظمة المؤمنة لمصالحه في المنطقة، ما دفع إلى تأجج الاحتجاجات خاصة في العراق تنديدا بسعي إيران لبسط نفوذها.

وشهدت العراق في محافظات كربلاء والنجف والعاصمة بغداد مقتل المتظاهرين برصاص ميليشيات تدين بالولاء لإيران.

ورفع العراقيون شعرات مناوئة لإيران وأحرق آخرون العلم الإيراني، فيما يتهم المتظاهرون الميلشيات المدعومة إيرانيا بقتل العشرات.

كما أثارت احتجاجات لبنان كما في العراق قلقا إيرانيا على مصالحها في المنطقة، حيث مثلت المظاهرات المناهضة للطبقة السياسية القائمة على الطائفية في كلا البلدين، تحديا للسلطة المدعومة من طهران.

وبينما يندد اللبنانيون خلال حراكهم بتدخل إيران في شؤونهم عن طريق حليفها حزب الله، ارتفع مستوى التوتر بعض الشيء خلال احتجاجات لبنان، إثر تسجيل اعتداءات من قبل مناصرين لحزبي حركة أمل وحزب الله ضدّ محتجين في مدن بيروت وصور وبعلبك.

وحثت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية الجمعة على التحرك "على الفور لحماية المحتجين"، قائلة إنّ "الاعتداءات قد تشير إلى تصعيد خطير".